حكاية حروف الخط العربي
مجرد علامات رسمت بالورقة والقلم لتكون محل قدسية وتقدير منك .. أو لكي لا تعني لك شيئا..
ففي الخبر أن الله لما خلق آدم بث فيه أسرار الحروف ولم يبث ذلك في أحد من الملائكة، فخرجت الأحرف على لسان آدم بفنون اللغات وجعلها الله صورا، ومثلت له بأنواع الأشكال وكان من معجزاته تكلمه بجميع اللغات المختلفة التي يتكلم بها أولاده إلى يوم القيامة، وقيل أن الخطوط كلها أنزلت على آدم في إحدى وعشرين صحيفة.
أوائل مستخدمي العربية
وعن ابن عباس رضي الله عنهما (أن أول من كتب بالعربية ووضعها هو إسماعيل بن إبراهيم) لأنه يقال أن الله أنطقه بالعربية المبينة وعمره 24سنة، ثم سيدنا سليمان بن داود الذي كتب الكتاب لبلقيس ملكة سبأ وحمله الهدهد؛ ويذكر أنه ليس في الإمكان حصر الخطوط المستعملة الآن بأشكالها ولكنها ترجع إلى أصول أربعة.
1-الخط المصري الهيروغليفي المعروف.
2-الخط الحيثي وهو خط الشعب الحيثي الذي انتقل من بلاد القوقاز وهاجر إلى آسيا الصغرى.
3-الخط المسماري والذي استخدم في آشور وبابل والعراق.
4-الخط الصيني والذي يستخدم للآن في الصين واليابان.
أسرار الخط العربي
تتميز الحروف العربية عن الأجنبية بتقبلها أن تتشكل بأي شكل هندسي دون أن يطرأ على جوهرها أي تغيير، ومن هنا يأتي الحسن والجمال الذي يتميز به الحرف العربي، أما حروف اللغات الأجنبية فهي جامدة ولها شكل واحد، وبالتالي فإن كل خطاط عربي يسهل عليه تقليد أي حرف أجنبي، بينما يصعب على أي أجنبي تقليد الحرف العربي، وهذا سر من أسرار لغة العرب.
أجمل وأقدم الخطوط
أنواع الخط العربي،
تتعدد أنواع الخط العربي، ولكن أبرزها والتي يستخدمها الخطاطون هذه الأيام هي..
الخط الكوفي
وهو أقدم خط في بلادنا العربية، أدخلت عليه تحسينات في الرسم والشكل، يستخدم في الكتابات التي تحتاج لمساحات كبيرة كالتي في المساجد، ويستخدم الآن بقلة، ويطلق عليه المستشرقون "الخط الإسلامي"، ويشتق منه أيضا الخط الكوفي الهندسي، ويكتب على لوحة مقسمة إلى مربعات متساوية فيما بينها، بحيث يتساوى سمك الخط مع المسافات بين الحروف، ويأخذ شكل المكتوب خطا هندسيا.
الخط الديواني
يعتبر الخط الديواني واحدا من أجمل الخطوط، وقد كان سرا من أسرار القصور السلطانية، وسمي كذلك أيضا لاستخدامه فيما بعد بالدواوين الحكومية، وكان ومازال يستخدم لكتابة الأوسمة والنياشين، كذلك الأوامر الملكية والجمهورية، كما يعتبر من أكثر الخطوط سهولة في التطوير والاستدارة والتركيب وذلك لطواعيته، ويشتق منه الخط الجلي الديواني، وهو يشبه الخط الديواني كثيرا، وتملأ الفراغات بين الحروف بنقط صغيرة.
وهو من أجود الخطوط شكلا ومنظراً وتنسيقاً وتنظيماً، فأشكال الحروف فيه متشابهة، وزاد من حلاوته وجماله أن تزين بالتنقيط ، وقد بدأت كتابته من القرن الثاني الهجري، ثم ابتكر الإيرانيون الخط الكوفي الإيراني وهو نوع من الخط الكوفي العباسي تظهر فيه المدات أكثر وضوحًا، ثم ظهر الخط الكوفي المزهر وفيه تزدان الحروف بمراوح نخيلية تشبه زخارف التوريق، وشاع استعمال هذا النوع في إيران في عهد السلاجقة، وفي مصر في العهد الفاطمي.
خط النسخ
وضع قواعده الوزير ابن مقلة، وأُطلق عليه النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها.
يعتبر النسخ أحد الخطوط المشتقة من الخط الثلث، وسمي بالنسخ لأن الوراقين أو النساخ كانوا ينسخون به المصاحف لذلك غلبت عليه هذه التسمية، وهو جميل وسهل ويساعد كاتبه على السير بسرعة أكبر من الثلث، لصغر حروفه وتلاحق مداته.
الخط الفارسي
يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع ، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع
خط له سمة تميزه، فأول ما ترى العين ضآلة الخط عند القائمة لكن سرعان ما تمتلئ المدات الأفقية، وتجد الحرف انتقل من بداية ضئيلة إلى نهاية ممتلئة، ويستخدم البعض عند كتابته قلمين أحدهما ثلث حجم الآخر، ولكن الخطاط المحترف يطوع ريشته كما يحب.
خط الرقعة
يعتبر أسهل وأسرع الخطوط في كتابته، لذلك ينتشر في دور الحكومة العربية وبين عامة الناس.
يمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية .
خط الثلث
من أصعب وأرقى الخطوط، ولا يعتبر الخطاط خطاطا إلا إذا أجاد هذا النوع بقواعده، ويكتب به أوائل السور واللوحات القرآنية.
من أروع الخطوط منظرا وجمالاً وأصعبها كتابة وإتقانا، يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه ؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة، ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته، ولأنه يأخذ وقتاً طويلاً في الكتابة.
الخط المصحفي
كتبت المصاحف بحروف خط الثلث، وبعد العناية والاهتمام به وتجويده سُمي بالمحقق، ثم تطورت الكتابة لتكون على صورة أخرى سميت بالخط المصحفي جمعت بين خط النسخ والثلث.
الخط الأندلسي - المغربي
مشتق من الخط الكوفي، وكان يسمى خط القيروان نسبة إلى القيروان عاصمة المغرب ، ونجده في نسخ القرآن المكتوبة في الأندلس وشمال إفريقيا، ويمتاز هذا الخط باستدارة حروفه استدارة كبيرة، وبمتحف المتروبوليتان عدة أوراق من مصاحف مكتوبة بالخط الأندلسي
منقول للفائدة
تحياتي لكم
شهد