بستان من عجائب الأخبار و المواعظ

تمر بالروح أنسئم من طيب ذكرهم
نراقب بصمت صدى خطاهم
ونقول من هنا مرت أرياح زهرهم وهنا كانت أحاديث وأخبار
تسقى من نبع سجاياهم
إخوتي و أخواتي تعالوا معي نسرد القصص والمواعظ نرسم خطوات النور
ونرحل مع الأفلاك نصافح تلك الأيادي البيضاء
ونقبل جباه الأبرار بدعواتنا
تعالوا نروي أخبارا تسكن الرجفة في قلوبنا لعلها تلين وينكشف ذاك الغطاء
وترحل الدموع تغسل ما تراكم من ذنوب على القلوب
وان لم نبكي نتباكى لعلنا نرحم وترتفع المنابر ونقترب من خالقنا
تعالوا
نتسامر على خير الحديث
نقول يحكى أنا
لكن حكيا تختلف
وأبطال قصص حقيقيون دونهم التاريخ في روضات الجنان
ليكون نورا لنا في ظلمات هذا العصر وبيارق أشعاع تدلنا على أقوم الطرق
للفوز بالجنان
كل يوم قصه أو عظه منذ بدية الخليق ليومنا هذا
فهل انتم معي أحبتي ....... ؟
لعلنا ندون حرفا يكون لنا في ذاك اليوم لا علينا

شهد

بسم الله نبدأ
اللهم إني أشهد انك واحد أحد لا إله إلا أنت
سبحانك أنت ولي الصالحين وأشهد أن حبيبك نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مهر حواء أم البشر ....
هذه القصة أثرت في كثيرا و أحببت أن تكون أول
ما يكتب هنا
هل تسألتم يوما ما كان مهر حواء...؟
وكيف كانت قصت زواجها بابينا آدم عليه السلام ..؟:
:
:
أليكم لأجابه من كتاب بستان الواعظين في رياض السامعين
أللإمام أبي الفرج عبد الرحمن
بن الجوزي
ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه
فنظر على ساق العرش (لا إله الله محمد رسول الله) فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت أسمه مع أسمك ؟
فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة ولا نارا
فلما خلق الله سبحانه حواء نظر آدم إليها فقال يا رب زوجني منها
فقال الله تعالى وما مهرها يا آدم ؟
فقال يا رب ما أعلم :قال الله تبارك وتعالى يا آدم
صل على محمد عشر مرات فصلى
آدم عليه كما أمره الجبار جل جلاله فزوجه الله سبحانه منها وكان صدقها الصلاة على محمد المختار مهرا لأمة ألمللك الجبار
فكيف لا تكون صلاتك أخي عليه مهرا للحور العين في دار القرار
وكيف لا تكون صلاتنا عليه
مدخلا لدار القرار و منجى من عذاب النار
اللهم صلي على محمد ما اتصلت عين بنظر وتزخرفت أرض بمطر
وحج حاج واعتمر ولبى ونحر وحلق وقصر وطاف بالبيت وقبل الحجر
في انتظاركم أحبتي
شهد

علم آدم عليه السلام ...
روايات كثير تخبر بأن الأنسان كان جاهلا عند ما خلق ... وهذا غير صحيح والدليل الذي ينا قض كل ذالك
في قوله تعالى ... ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة )
أي علم الله آدم عليه السلام الأسماء كلها من أول يوم
وقد تحدث المفسرون عن معنى الأسماء التي علمها الله لأدم والرأي الراجح فيها
هو قول ابن عباس رضي الله عنهما أن الأسماء تدل على اسم كل شيء مخلوق
(دابة – شجرة – نار – جبل ……الخ ) أي أسماء كل شيء خلقه الله في السموات والأرض .
وكذلك علم الله آدم عليه السلام صنعة كل شيء
( صنعة الحديد – صنعة الخشب – صنعة النار…..الخ )
فهذا تكريم ليس لأدم بالخلق والشكل وإنما أيضا بالعلم ...
قال تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة )
بعد أتعليم منه سبحانه لنبيه بدأ الله يعرض المخلوقات على الملائكة وعلى آدم في الجنة ...
و هنا يكرم الله آدم مره ثانية بسجود الملائكة له عليه السلام والسجود تكريما
وليس عباده وقد كان جائزا ولكن حرم....
و حين خلق آدم قالت الملائكة أن الله لن يخلق خلق جديد أكرم منا عند الله وأعلم منا
... فقال الله لهم أن كنتم صادقين بأنكم أعلم من آدم أنبئوني بأسماء هذه المخلوقات التي تعرض عليكم ...
( فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم )
وبدأ آدم عليه السلام يسمي كل مخلوق يعرض عليه في الجنة أمام الملائكة
– ( فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني اعلم غيب السموات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ...
و من هنا نعرف أن الله قد علم آدم عليه السلام كل شيء تكريما له عن باقي المخلوقات....
شهد

كبر إبليس وعصيانه للخالق سبحانه ....
كان إبليس من الجن الصالحين
وفي رواية أن الله أول ما خلق الجن وأسكنهم الأرض
فعصوا الله و سفكوا الدماء فأهلكهم الله و الم ينجو منهم سوى إبليس فكان صالحا فأسكنه الله الجنة
لذا حين خلق آدم خلق في الجنة
لذلك أمر الله من في الجنة أن يسجدوا لآدم عليه السلام
قال تعالى : ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس
لم يكن من الساجدين )
وهذا دليل على أن الأمر كان موجهة لإبليس مع الملائكة
وبعد رفض إبليس طاعة أمر الله بدا الحوار بينهم
.قال تعالى : ( ما منعك إلا تسجد إذ أمرتك )
فرد علية إبليس بأنه أفضل منه و أكرم منه
يقول الله تعالى :
( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
فغضب الله تعالى من معصية إبليس .
فقال الله له
: ( فأهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فأخرج انك من الصاغرين )
فطلب إبليس من الله أن يمهله حتى وقت البعث
قال تعالى : ( انظرني إلى يوم بيعثون )
فرد عليه تعالى : ( انك من المنظرين ) أي انك لن تموت حتى تقوم الساعة
فرد إبليس بعد أن إذن الله له بالحياة حتى يوم القيامة
بأن يحول بين آدم وذريته وبين عبادة الله
يقول الله تعالى : ( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيدهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجدن أكثرهم شاكرين )
فرد عليه الله تعالى بقوله : ( اخرج منها مذموما مدحورا لمن تبعك منهم لاملئن جنهم منكم أجمعين )
ومن هنا يتبين لنا المعصية الأولى التي صدرت من إبليس لعنة الله عليه
والجميع يعرف أنها معصية الكبر والتكبر لذلك حرمت الجنة على من يتكبر .
لان التكبر يؤدي إلى ترك عبادة الله والى الكفر
قال تعالى :
( إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين)
شهد

كانت حواء رضي لله عنها من أجمل نساء العالمين بعدها.
سارة زوجة إبراهيم عليه السلام .
وبعدما سمح الله لآدم عليه السلام أن يعيش مع حواء في الجنة سويا.
قال تعالى : ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما )
أي اسكن يا آدم أنت وحواء في الجنة وكلوا حيث شئتم من ثمار الجنة
(ولا تقربا هذه الشجرة ) أي شجرة الزقوم التي أمر الله آدم وحواء أن لا يأكلا منها
فتكونا من الظالمين
فبدأ إبليس عليه لعنة الله يوسوس لآدم عليه السلام ولزوجته حواء بأن يأكلوا من شجرة الزقوم التي حرمها الله عليهما
وقد نبه الله آدم عليه السلام وزوجته من إبليس بأن لا يطيعونه
يقول الله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس آبى * فقلنا يا آدم أن هذا عدوا لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى *
أن لك إلا تجوع فيها ولا تعرى)
هنا إشارة واضحة أن بداية خلق الإنسان كان مستور الجسم و غير ذالك فهو ظلم وأضح وتحريف للحق
فقد كان آدم عليه السلام وزوجته مستورين بملابس ساتره
( وإنك لا تضما فيها ولا تضحى ) أي لا تشعر بالعطش ولا بمقدمات العطش

شهد

وبعد ذلك قام الشيطان بالوسوسة قام الشيطان يوسوس لهم
و يقول أنهم لو أكلوا من هذه الشجرة فأنهم سوف يصبحون ملكين أو يكونون خالدين في الجنة
( وقاسمهما ) أي بدأ يحلف لهما
( إني لكما لمن الناصحين )
أي حلف لهما انه من الناصحين وانه لا يحمل لهما كره أو حسد
وقد نبههم الله من وسوسة الشيطان ولكن الإنسان دائما يحس بالنقص في شيء معين حتى لو كان في الجنة
وبعد ذلك أكلا من الشجرة يقول الله تعالى : ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوأتهما )
سقطت ملابسهم وظهرا عاريين فاستحى آدم عليه السلام و استحت حواء
وهذه هي فطرة البشر التي فطرهم الله عليها بأن التعري ليس مقبول منذ آدم عليه السلام
. وبعدما سقطت ملابسهم يقول الله تعالى : ( فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) – أي قاموا بتقطيع الأشجار ويأخذون الأوراق حتى يستروا عورتهما .....
شهد

آدم عليه السلام وعدم الإصرار على المعصية :
وبعد أن أكل أدم وحواء من شجرة الزقوم و عصوا الرحمن ناداهما الله . جاء ذلك في القران الكريم
يقول الله تعالى : ( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما
أن الشيطان لكما عدوا مبين )
فماذا كان موقف آدم عليه السلام وحواء من هذه المعصية هل أصروا عليها مثل إبليس اللعين
( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
وقد تاب آدم عليه السلام وحواء من هذه المعصية واستغفرا الله ولم يصرا عليها مثل إبليس .
ولكن الله قد غضب على آدم غضبا شديدا ومن شدة الغضب جاء الأمر العظيم .
يقول الله تعالى : ( قال اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو * ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حي )
وبعدها أمر الله بأن يهبط آدم عليه السلام وحواء من الجنة بسبب أنهم عصوه وأكلوا من شجرة الزقوم .
شهد

محاضرات د.طارق السويدان
قصص الأنبياء عليهم السلام

آدم وخروجه من الجنه
ذكر أن عبد الله بن سهيل التستري رحمه الله قال :
لما أخرج آدم من الجنة دار الكرامة
وأنزله إلى دار الذل والهوان والبلاء والامتحان
قال تعالى
يا بن ادم أسكنتك في جواري فعصيتني وأطعت الشيطان
وتركتني وعزتي وجلالي لأسكنتك في جواره لتطيعني
وتعصيه وتحبني وتبغضه فإذا كان يوم القيامة لك طاعة و معصية بمحبة ثم أدخلك الجنة
فرح الشيطان بالعاصي الجاهل
روي عن النبي عليه السلام أنه قال:
إذا بلغ الرجل أربعين سنه
ولم يغلب خيره على شره قبله الشيطان بين عينيه وقال فديت وجها لا يفلح أبدا
فان من الله عليه واستنقذه من الضلالة واستخرجه من غمرات
الجهالة يقول الشيطان لعنة الله (واويلاه ) قطع عمره في ضلالة فأقر بالمعصية عيني
ثم أخرجه الله بالتوبة من الجهالة فأكثر بالتوبة حزني
أعوذ بالله من طاعة الشيطان أعوذبه من العقوبه والهوان

شهد

شهـــد جـــــــزاك الله

اشكــــــــــركــ

الف شكر على هذه المشاركة