هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالقرآن الكريم البوابةأحدث الصورالتسجيلالتحميل شات ثقافة دخول

 

 كتاب الطب النبوي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:05 pm



لحم الضب : تقدم الحديث في حله ، ولحمه حار يابس ، يقوي شهوة الجماع .

لحم الغزال : الغزال أصلح الصيد وأحمده لحماً ، وهو حار يابس ، وقيل : معتدل جداً ، نافع للأبدان المعتدلة الصحيحة ، وجيده الخشف .

لحم الظبي : حار يابس في الأولى ، مجفف للبدن ، صالح للأبدان الرطبة . قال صاحب القانون : وأفضل لحوم الوحش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية .

لحم الأرانب : ثبت في الصحيحين : عن أنس بن مالك قال أنفجنا أرنباً فسعوا في طلبها ، فأخذوها ، فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله .

لحم الأرنب : معتدل إلى الحرارة واليبوسة ، وأطيبها وركها ، وأحمده أكل لحمها مشوياً ، وهو يعقل البطن ، ويدر البول ، ويفتت الحصى ، وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة .

لحم حمار الوحش : ثبت في الصحيحين : من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره ، وأنه صاد حمار وحش ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأكله وكانوا محرمين ، ولم يكن أبو قتادة محرماً .

وفي سنن ابن ماجه : عن جابر قال : أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش .

لحمه حار يابس ، كثير التغذية ، مولد دماً غليظاً سوداوياً ، إلا أن شحمه نافع مع دهن القسط لوجع الظهر والريح الغليظة المرخية للكلى ، وشحمه جيد للكلف طلاء ، وبالجملة فلحوم الوحوش كلها تولد دماً غليظاً سوداوياً وأحمده الغزال ، وبعده الأرنب .

لحوم الأجنة : غير محمودة لاحتقان الدم فيها ، وليست بحرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " ذكاة الجنين ذكاة أمه " .

ومنع أهل العراق من أكله إلا أن يدركه حياً فيذكيه ، وأولوا الحديث على أن المراد به أن ذكاته كذكاة أمه . قالوا : فهو حجة على التحريم ، وهذا فاسد ، فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! نذبح الشاة ، فنجد في بطنها جنيناً أفنأكله ؟ فقال : " كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه " .

وأيضاً : فالقياس يقتضي حله ، فإنه ما دام حملاً فهو جزء من أجزاء الأم ، فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ، وهذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع بقوله : ذكاته ذكاة أمه كما تكون ذكاتها ذكاة سائر أجزائها ، فلو لم تأت عنه السنة الصريحة بأكله ، لكان القياس الصحيح يقتضي حله .

لحم القديد : في السنن من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : ذبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ونحن مسافرون ، فقال : " أصلح لحمها " فلم أزل أطعمه منه إلى المدينة .

القديد : أنفع من النمكسود ، ويقوي الأبدان ، ويحدث حكة ، ودفع ضرره بالأبازير الباردة الرطبة ، ويصلح الأمزجة الحارة والنمكسود : حار يابس مجفف ، جيده من السمين الرطب ، يضر بالقولنج ، ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن ، ويصلح للمزاج الحار الرطب .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:06 pm



فصل

في لحوم الطير

قال الله تعالى : " ولحم طير مما يشتهون " [ الواقعة : 21 ] .

وفي مسند البزار وغيره مرفوعاً " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة ، فتشتهيه ، فيخر مشوياً بين يديك " .

ومنه حلال ، ومنه حرام . فالحرام : ذو المخلب ، كالصقر والبازي والشاهين ، وما يأكل الجيف كالنسر والرخم واللقلق والعقعق والغراب الأبقع والأسود الكبير ، وما نهي عن قتله كالهدهد والصرد ، وما أمر بقتله كالحدأة والغراب .

والحلال أصناف كثيرة ، فمنه الدجاج ، ففي الصحيحين : من حديث موسى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحم الدجاج وهو حار رطب في الأولى ، خفيف على المعدة ، سريع الهضم ، جيد الخلط ، يزيد في الدماغ والمني ، ويصفي الصوت ، ويحسن اللون ، ويقوي العقل ، ويولد دماً جيداً ، وهو مائل إلى الرطوبة ، ويقال : إن مداومة أكله تورث النقرس ، ولا يثبت ذلك .

ولحم الديك أسخن مزاجاً ، وأقل رطوبة ، والعتيق منه دواء ينفع القولنج والربو والرياح الغليظة إذا طبخ بماء القرطم والشبث ، وخصيها محمود الغذاء ، سريع الإنهضام ، والفراريج سريعة الهضم ، ملينة للطبع ، والدم المتولد منها دم لطيف جيد .

لحم الدراج : حار يابس في الثانية ، خفيف لطيف ، سريع الإنهضام مولد للدم المعتدل ، والإكثار منه يحد البصر .

لحم الحجل : يولد الدم الجيد ، سريع الإنهضام .

لحم الإوز : حار يابس ، رديء الغذاء إذا اعتيد وليس بكثير الفضول .

لحم البط : حار رطب ، كثير الفضول ، عسر الإنهضام ، غير موافق للمعدة .

لحم الحبارى : في السنن من حديث بريه بن عمر بن سفينة ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى .

وهو حار يابس ، عسر الإنهضام ، نافع لأصحاب الرياضة والتعب .

لحم الكركي : يابس خفيف ، وفي حره وبرده خلاف ، يولد دماً سوداوياً ، ويصلح لأصحاب الكد والتعب ، وينبغي أن يترك بعد ذبحه يوماً أو يومين ، ثم يؤكل .

لحم العصافير والقنابر : روى النسائي في سننه : من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقه بغير حقه إلا سأله الله عز وجل عنها . قيل : يا رسول الله ! وما حقه ؟ قال : تذبحه فتأكله ، ولا تقطع رأسه وترمي به " .

وفي سننه أيضاً : عن عمرو بن الشريد ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قتل عصفوراً عبثاً ، عج إلى الله يقول : يا رب إن فلاناً قتلني ، عبثاً ، ولم يقتلني لمنفعة " .

ولحمه حار يابس ، عاقل للطبيعة ، يزيد في الباه ، ومرقه يلين الطبع ، وينفع المفاصل ، وإذا أكلت أدمغتها بالزنجيبل والبصل ، هيجت شهوة الجماع ، وخلطها غير محمود .

لحم الحمام : حار رطب ، وحشيه أقل رطوبة ، وفراخه أرطب خاصية ، وما ربي في الدور وناهضه أخف لحماً ، وأحمد غذاء ، ولحم ذكورها شفاء من الإسترخاء والخدر والسكتة والرعشة ، وكذلك شم رائحة أنفاسها ، وأكل فراخها معين على النساء ، وهو جيد للكلى ، يزيد في الدم ، وقد روي فيها حديث باطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن رجلاً شكى إليه الوحدة، فقال : اتخذ زوجاً من الحمام " . وأجود من هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يتبع حمامة ، فقال : شيطان يتبع شيطانة .

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه في خطبته يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام .

لحم القطا : يابس ، يولد السوداء ، ويحبس الطبع ، وهو من شر الغذاء ، إلا أنه ينفع من الإستسقاء .

لحم السمانى : حار يابس ، ينفع المفاصل ، ويضر بالكبد الحار ، ودفع مضرته بالخل والكسفرة ، وينبغي أن يجتنب من لحوم الطير ما كان في الآجام والمواضع العفنة ، ولحوم الطير كلها أسرع انهضاماً من المواشي ، وأسرعها انهضاماً ، أقلها غذاء ، وهي الرقاب والأجنحة ، وأدمغتها أحمد من أدمغة المواشي .

الجراد : في الصحيحين : عن عبد الله بن أبي أوفى قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد .

وفي المسند عنه : " أحلت لنا ميتتان ودمان : الحوت والجراد ، والكبد والطحال " . يروى مرفوعاً وموقوفاً على ابن عمر رضي الله عنه .

وهو حار يابس ، قليل الغذاء ، وإدامة أكله تورث الهزال ، وإذا تبخر به نفع من تقطير البول وعسره ، وخصوصاً للنساء ، ويتبخر به للبواسير ، وسمانه يشوى ويؤكل للسع العقرب ، وهو ضار لأصحاب الضرع ، رديء الخلط ، وفي إباحة ميتته بلا سبب قولان ، فالجمهور على حله ، وحرمه مالك ، ولا خلاف في إباحة ميتته إذا مات بسبب ، كالكبس والتحريق ونحوه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:06 pm



فصل

وينبغي ألا يداوم على أكل اللحم ، فإنه يورث الأمراض الدموية والإمتلائية ، والحميات الحادة ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إياكم واللحم ، فإن له ضراوة كضراوة الخمر ، ذكره مالك في الموطأ عنه . وقال أبقراط : لا تجعلوا أجوافكم مقبرة للحيوان .


اللبن :



قال الله تعالى : " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين " [ النحل : 66 ] وقال في الجنة : " فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه " [ محمد : 15 ] وفي السنن مرفوعاً : " من أطعمه الله طعاماً فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وارزقنا خيراً منه ، ومن سقاه الله لبناً فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه ، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن " .

اللبن : وإن كان بسيطاً في الحس ، إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيباً طبيعياً من جواهر ثلاثة : الجبنية ، والسمنية ، والمائية ، فالجبنية : باردة رطبة ، مغذية للبدن ، والسمنية : معتدلة الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح ، كثيرة المنافع ، والمائية : حارة رطبة ، مطلقة للطبيعة ، مرطبة للبدن ، واللبن على الإطلاق أبرد وأرطب من المعتدل .

وقيل : قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة ، وقيل : معتدل في الحرارة والبرودة .

وأجود ما يكون اللبن حين يحلب ، ثم لا يزال تنقص جودته على ممر الساعات ، فيكون حين يحلب أقل برودة ، وأكثر رطوبة ، والحامض بالعكس ، ويختار اللبن بعد الولادة بأربعين يوماً ، وأجوده ما اشتد بياضه ، وطاب ريحه ، ولذ طعمه ، وكان فيه حلاوة يسيرة ، ودسومة معتدلة ، واعتدل قوامه في الرقة والغلظ ، وحلب من حيوان فتي صحيح ، معتدل اللحم ، محمود المرعى والمشرب.

وهو محمود يولد دماً جيداً ، ويرطب البدن اليابس ، ويغذو غذاء حسناً ، وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية ، وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط العفنة ، وشربه مع السكر يحسن اللون جداً ، والحليب يتدارك ضرر الجماع ، ويوافق الصدر والرئة ، جيد لأصحاب السل ، رديء للرأس والمعدة ، والكبد والطحال ، والإكثار منه مضر بالأسنان واللثة ، ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء ، وفي الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً ، ثم دعا بماء فتمضمض وقال : " إن له دسماً " . وهو رديء للمحمومين ، وأصحاب الصداع ، مؤذ للدماغ ، والرأس الضعيف ، والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء ، ووجع المفاصل ، وسدة الكبد ، والنفخ في المعدة والأحشاء ، وإصلاحه بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه ، وهذا كله لمن لم يعتده .

لبن الضأن : أغلظ الألبان وأرطبها ، وفيه من الدسومة والزهومة ما ليس في لبن الماعز والبقر ، يولد فضولاً بلغمياً ، ويحدث في الجلد بياضاً إذا أدمن استعماله ، ولذلك ينبغي أن يشرب هذا اللبن بالماء ليكون ما نال البدن منه أقل ، وتسكينه للعطش أسرع ، وتبريده أكثر .



لبن المعز : لطيف معتدل ، مطلق للبطن ، مرطب للبدن اليابس ، نافع من قروح الحلق ، والسعال اليابس ، ونفث الدم .

واللبن المطلق أنفع المشروبات للبدن الإنساني لما اجتمع فيه من التغذية والدموية ، ولاعتياده حال الطفولية ، وموافقته للفطرة الأصلية ، وفي الصحيحين : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بقدح من خمر ، وقدح من لبن ، فنظر إليهما ، ثم أخذ اللبن ، فقال جبريل : الحمد لله الذي هداك للفطرة ، لو أخذت الخمر ، غوت أمتك " . والحامض منه بطيء الإستمراء ، خام الخلط ، والمعدة الحارة تهضمه وتنتفع به .

لبن البقر : يغذو البدن ، ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، وهو من أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن ، ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسم ، وفي السنن : من حديث عبد الله بن مسعود يرفعه : " عليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر " .

لبن الإبل : تقدم ذكره في أول الفصل ، وذكر منافعه ، فلا حاجة لإعادته .


لبان : هو الكندر :



قد ورد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " بخروا بيوتكم باللبان والصعتر " ولا يصح عنه ، ولكن يروى عن علي أنه قال لرجل شكا إليه النسيان : عليك باللبان ، فإنه يشجع القلب ، ويذهب بالنسيان . ويذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان . ويذكر عن أنس رضي الله عنه ، أنه شكا إليه رجل النسيان ، فقال : عليك بالكندر وانقعه من الليل ، فإذا أصبحت ، فخذ منه شربة على الريق ، فإنه جيد للنسيان .

ولهذا سبب طبيعي ظاهر ، فإن النسيان إذا كان لسوء مزاج بارد رطب يغلب على الدماغ ، فلا يحفظ ما ينطبع فيه ، نفع منه اللبان ، وأما إذا كان النسيان لغلبة شئ عارض ، أمكن زواله سريعاً بالمرطبات . والفرق بينهما أن اليبوسي يتبعه سهر ، وحفظ الأمور الماضية دون الحالية ، والرطوبي بالعكس .

وقد يحدث النسيان أشياء بالخاصية ، كحجامة نقرة القفا ، وإدمان أكل الكسفرة الرطبة ، والتفاح الحامض ، وكثرة الهم والغم ، والنظر في الماء الواقف ، والبول فيه ، والنظر إلى المصلوب ، والإكثار من قراءة ألواح القبور ، والمشي بين جملين مقطورين ، وإلقاء القمل في الحياض وأكل سؤر الفأر ، وأكثر هذا معروف بالتجربة .

والمقصود : أن اللبان مسخن في الدرجة الثانية ، ومجفف في الأولى ، وفيه قبض يسير ، وهو كثير المنافع ، قليل المضار ، فمن منافعه : أن ينفع من قذف الدم ونزفه ، ووجع المعدة ، واستطلاق البطن ، ويهضم الطعام ، ويطرد الرياح ، ويجلو قروح العين ، وينبت اللحم في سائر القروح ، ويقوي المعدة الضعيفة ، ويسخنها ، ويجفف البلغم ، وينشف رطوبات الصدر ، ويجلو ظلمة البصر ، ويمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ، وإذا مضغ وحده ، أو مع الصعتر الفارسي جلب البلغم ، ونفع من اعتقال اللسان ، ويزيد في الذهن ويذكيه ، وإن بخر به ماء ، نفع من الوباء ، وطيب رائحة الهواء .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:07 pm



حرف الميم
ماء :



مادة الحياة ، وسيد الشراب ، وأحد أركان العالم ، بل ركنه الأصلي ، فإن السماوات خلقت من بخاره ، والأرض من زبده ، وقد جعل الله منه كل شئ حي .

وقد اختلف فيه : هل يغذو ، أو ينفذ الغذاء فقط ؟ على قولين ، وقد تقدما ، وذكرنا القول الراجح ودليله .

وهو بارد رطب ، يقمع الحرارة ، ويحفظ على البدن رطوباته ، ويرد عليه بدل ما تحلل منه ، ويرقق الغذاء ، وينفذه في العروق .

وتعتبر جودة الماء من عشرة طرق :

أحدها : من لونه بأن يكون صافياً .

الثاني : من رائحته بأن لا تكون له رائحة البتة .

الثالث : من طعمه بأن يكون عذب الطعم حلوه ، كماء النيل والفرات .

الرابع : من وزنه بأن يكون خفيفاً رقيق القوام .

الخامس : من مجراه . بأن يكون طيب المجرى والمسلك .

السادس : من منبعه بأن يكون بعيد المنبع .

السابع : من بروزه للشمس والريح ، بأن لا يكون مختفياً تحت الأرض ، فلا تتمكن الشمس والريح من قصارته .

الثامن : من حركته بأن يكون سريع الجري والحركة .

التاسع : من كثرته بأن يكون له كثرة يدفع الفضلات المخالطة له .

العاشر : من مصبه بأن يكون آخذاً من الشمال إلى الجنوب ، أو من المغرب إلى المشرق .

وإذا اعتبرت هذه الأوصاف ، لم تجدها بكمالها إلا في الأنهار الاربعة : النيل ، والفرات ، وسيحون ، وجيحون .

وفي الصحيحين : من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيحان ، وجيحان ، والنيل ، والفرات ، كل من أنهار الجنة " .

وتعتبر خفة الماء من ثلاثة أوجه ، أحدها : سرعة قبوله للحر والبرد ، قال أبقراط : الماء الذي يسخن سريعاً ، ويبرد سريعاً أخف المياه . الثاني : بالميزان ، الثالث : أن تبل قطنتان متساويتا الوزن بماءين مختلفين ، ثم يجففا بالغاً ، ثم توزنا ، فأيتهما كانت أخف ، فماؤها كذلك .

والماء وإن كان في الأصل بارداً رطباً ، فإن قوته تنتقل وتتغير لأسباب عارضة توجب انتقالها ، فإن الماء المكشوف للشمال المستور عن الجهات الأخر يكون بارداً ، وفيه يبس مكتسب من ريح الشمال ، وكذلك الحكم على سائر الجهات الأخر .

والماء الذي ينبع من المعادن يكون على طبيعة ذلك المعدن ، ويؤثر في البدن تأثيره ، والماء العذب نافع للمرضى والأصحاء ، والبارد منه أنفع وألذ ، ولا ينبغي شربه على الريق ، ولا عقيب الجماع ، ولا الإنتباه من النوم ، ولا عقيب الحمام ، ولا عقيب أكل الفاكهة ، وقد تقدم . وأما على الطعام ، فلا بأس به إذا اضطر إليه ، بل يتعين ولا يكثر منه ، بل يتمصصه مصاً ، فإنه لا يضره البتة ، بل يقوي المعدة ، وينهض الشهوة ، ويزيل العطش .

والماء الفاتر ينفخ ويفعل ضد ما ذكرناه ، وبائته أجود من طريه وقد تقدم . والبارد ينفع من داخل أكثر من نفعه من خارج ، والحار بالعكس ، وينفع البارد من عفونة الدم ، وصعود الأبخرة إلى الرأس ، ويدفع العفونات ، ويوافق الأمزجة والأسنان والأزمان والأماكن الحارة ، ويضر على كل حالة تحتاج إلى نضج وتحليل ، كالزكام والأورام ، والشديد البرودة منه يؤذي الأسنان ، والإدمان عليه يحدث انفجار الدم والنزلات ، وأوجاع الصدر .

والبارد والحار بإفراط ضاران للعصب ولأكثر الأعضاء ، لأن أحدهما محلل ، والآخر مكثف ، والماء الحار يسكن لذع الأخلاط الحادة ، ويحلل وينضج ، ويخرج الفضول ، ويرطب ويسخن ، ويفسد الهضم شربه ، ويطفو بالطعام إلى أعلى المعدة ويرخيها ، ولا يسرع في تسكين العطش ، ويذبل البدن ، ويؤدي إلى أمراض رديئة ، ويضر في أكثر الأمراض على أنه صالح للشيوخ ، وأصحاب الصرع ، والصداع البارد ، والرمد . وأنفع ما استعمل من خارج .

ولا يصح في الماء المسخن بالشمس حديث ولا أثر ، ولا كرهه أحد من قدماء الأطباء ، ولا عابوه ، والشديد السخونة يذيب شحم الكلى ، وقد تقدم الكلام على ماء الأمطار في حرف العين .

ماء الثلج والبرد : ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في الإستفتاح وغيره : " اللهم اغسلني من خطاياي بماء الثلج والبرد " .

الثلج له في نفسه كيفية حادة دخانية ، فماؤه كذلك ، وقد تقدم وجه الحكمة في طلب الغسل من الخطايا بمائه لما يحتاج إليه القلب من التبريد والتصليب والتقوية ، ويستفاد من هذا أصل طب الأبدان والقلوب ، ومعالجة أدوائها بضدها .

وماء البرد ألطف وألذ من ماء الثلج ، وأما ماء الجمد وهو الجليد ، فبحسب أصله .

والثلج يكتسب كيفية الجبال والأرض التي يسقط عليها في الجودة والرداءة ، وينبغي تجنب شرب الماء المثلوج عقيب الحمام والجماع ، والرياضة والطعام الحار ، ولأصحاب السعال ، ووجع الصدر ، وضعف الكبد ، وأصحاب الأمزجة الباردة .

ماء الآبار والقني : مياه الآبار قليلة اللطافة ، وماء القني المدفونة تحت الأرض ثقيل ، لأن أحدهما محتقن لا يخلو عن تعفن ، والآخر محجوب عن الهواء ، وينبغي ألا يشرب على الفور حتى يصمد للهواء ، وتأتي عليه ليلة ، وأردؤه ما كانت مجاريه من رصاص ، أو كانت بئره معطلة ، ولا سيما إذا كانت تربتها رديئة ، فهذا الماء وبيء وخيم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:07 pm


ماء زمزم :



سيد المياه وأشرفها وأجلها قدراً ، وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمناً ، وأنفسها عند الناس ، وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل .

وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة ، ليس له طعام غيره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها طعام طعم " . وزاد غير مسلم بإسناده : "وشفاء سقم" .

وفي سنن ابن ماجه . من حديث جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " ماء زمزم لما شرب له " . وقد ضعف هذا الحديث طائفة بعبد الله بن المؤمل راويه عن محمد بن المنكدر . وقد روينا عن عبد الله بن المبارك ، أنه لما حج ، أتى زمزم ، فقال : اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه ، عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماء زمزم لما شرب له " ، وإني أشربه لظمإ يوم القيامة ، وابن أبي الموالي ثقة ، فالحديث إذاً حسن ، وقد صححه بعضهم ، وجعله بعضهم موضوعاً ، وكلا القولين فيه مجازفة .

وقد جربت أنا وغيري من الإستثسفاء بماء زمزم أموراً عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض ، فبرأت بإذن الله ، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر ، أو أكثر ، ولا يجد جوعاً ، ويطوف مع الناس كأحدهم ، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوماً ، وكان له قوة يجامع بها أهله ، ويصوم ويطوف مراراً .

ماء النيل : أحد أنهار الجنة ، أصله من وراء جبال القمر في أقصى بلاد الحبشة من أمطار تجتمع هناك ، وسيول يمد بعضها بعضاً ، فيسوقه الله تعالى إلى الأرض الجرز التي لا نبات لها ، فيخرج به زرعاً ، تأكل منه الأنعام والأنام ، ولما كانت الأرض التي يسوقه إليها إبليزاً صلبة ، إن أمطرت مطر العادة ، لم ترو ، ولم تتهيأ للنبات ، وإن أمطرت فوق العادة ضرت المساكن والساكن ، وعطلت المعايش والمصالح ، فأمطر البلاد البعيدة ، ثم ساق تلك الأمطار إلى هذه الأرض في نهر عظيم ، وجعل سبحانه زيادته في أوقات معلومة على قدر ري البلاد وكفايتها ، فإذا أروى البلاد وعمها ، أذن سبحانه بتناقصه وهبوطه لتتم المصلحة بالتمكن من الزرع ، واجتمع في هذا الماء الأمور العشرة التي تقدم ذكرها ، وكان من ألطف المياه وأخفها وأعذبها وأحلاها .

ماء البحر : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في البحر : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " . وقد جعله الله سبحانه ملحاً أجاجاً مراً زعاقاً لتمام مصالح من هو على وجه الأرض من الآدميين والبهائم ، فإنه دائم راكد كثير الحيوان ، وهو يموت فيه كثيراً ولا يقبر ، فلو كان حلواً لأنتن من إقامته وموت حيواناته فيه وأجاف ، وكان الهواء المحيط بالعالم يكتسب منه ذلك ، وينتن ويجيف ، فيفسد العالم ، فاقتضت حكمة الرب سبحانه وتعالى أن جعله كالملاحة التي لو ألقي فيه جيف العالم كلها وأنتانه وأمواته لم تغيره شيئاً ، ولا يتغير على مكثه من حين خلق ، والى أن يطوي الله العالم ، فهذا هو السبب الغائي الموجب لملوحته ، وأما الفاعلي ، فكون أرضه سبخة مالحة .

وبعد فالإغتسال به نافع من آفات عديدة في ظاهر الجلد ، وشربه مضر بداخله وخارجه ، فإنه يطلق البطن ، ويهزل ، ويحدث حكة وجرباً ، ونفخاً وعطشاً ، ومن اضطر إلى شربه فله طرق من العلاج يدفع بها مضرته .

منها : أن يجعل في قدر ، ويجعل فوق القدر قصبات وعليها صوف جديد منفوش ، ويوقد تحت القدر حتى يرتفع بخارها إلى الصوف ، فإذا كثر عصره ، ولا يزال يفعل ذلك حتى يجتمع له ما يريد ، فيحصل في الصوف من البخار ما عذب ، ويبقى في القدر الزعاق .

ومنها : أن يحفر على شاطئه حفرة واسعة يرشح ماؤه إليها ، ثم إلى جانبها قريباً منها أخرى ترشح هي إليها ، ثم ثالثة إلى أن يعذب الماء . وإذا ألجأته الضرورة إلى شرب الماء الكدر ، فعلاجه أن يلقي فيه نوى المشمش ، أو قطعة من خشب الساج ، أو جمرا ملتهبا يطفأ فيه ، أو طيناً أرمنياً ، أو سويق حنطة ، فإن كدرته ترسب إلى أسفل .


مسك :



ثبت في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أطيب الطيب المسك " .

وفي الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها : كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك .

المسك : ملك أنواع الطيب ، وأشرفها وأطيبها ، وهو الذي تضرب به الأمثال ، ويشبه به غيره ، ولا يشبه بغيره ، وهو كثبان الجنة ، وهو حار يابس في الثانية ، يسر النفس ويقويها ، ويقوي الأعضاء الباطنة جميعها شرباً وشماً ، والظاهرة إذا وضع عليها . نافع للمشايخ ، والمبرودين ، لا سيما زمن الشتاء ، جيد للغشي والخفقان ، وضعف القوة بإنعاشه للحرارة الغريزية ، ويجلو بياض العين ، وينشف رطوبتها ، ويفش الرياح منها ومن جميع الأعضاء ، ويبطل عمل السموم ، وينفع من نهش الأفاعي ، ومنافعه كثيرة جداً ، وهو من أقوى المفرحات .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:08 pm


مرزنجوش :



ورد فيه حديث لا نعلم صحته : " عليكم بالمرزنجوش ، فإنه جيد للخشام " . والخشام : الزكام .

وهو حار في الثالثة يابس في الثانية ، ينفع شمه من الصداع البارد ، والكائن عن البلغم ، والسوداء ، والزكام ، والرياح الغليظة ، ويفتح السدد الحادثة في الرأس والمنخرين ، ويحلل أكثر الأورام الباردة ، فينفع من أكثر الأورام والأوجاع الباردة الرطبة ، وإذا احتمل ، أدر الطمث ، وأعان على الحبل ، وإذا دق ورقه اليابس ، وكمد به ، أذهب آثار الدم العارض تحت العين ، وإذا ضمد به مع الخل ، نفع لسعة العقرب .

ودهنه نافع لوجع الظهر والركبتين ، ويذهب بالإعياء ، ومن أدمن شمه لم ينزل في عينيه الماء ، وإذا استعط بمائه مع دهن اللوز المر ، فتح سدد المنخرين ، ونفع من الريح العارضة فيها ، وفي الرأس . ملح : روى ابن ماجه في سننه : من حديث أنس يرفعه : " سيد إدامهم الملح " . وسيد الشئ : هو الذي يصلحه ، ويقوم عليه، وغالب الإدام إنما يصلح بالملح ، وفي مسند البزار مرفوعاً : " سيوشك أن تكونوا في الناس مثل الملح في الطعام ، ولا يصلح الطعام إلا بالملح " .

وذكر البغوي في تفسيره : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : " إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد ، والنار ، والماء ، والملح " . والموقوف أشبه .

الملح يصلح أجسام الناس وأطعمتهم ، ويصلح كل شئ يخالطه حتى الذهب والفضة ، وذلك أن فيه قوة تزيد الذهب صفرة ، والفضة بياضاً ، وفيه جلاء وتحليل ، وإذهاب للرطوبات الغليظة ، وتنشيف لها ، وتقوية للأبدان ، ومنع من عفونتها وفسادها ، ونفع من الجرب المتقرح .

وإذا اكتحل به ، قلع اللحم الزائد من العين ، ومحق الظفرة .

والأندراني أبلغ في ذلك ، ويمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويحدر البراز ، وإذا دلك به بطون أصحاب الإستسقاء ، نفعهم ، وينقي الأسنان ، ويدفع عنها العفونة ، ويشد اللثة ويقويها ، ومنافعه كثيرة جداً .



حرف النون
نخل :



مذكور في القرآن في غير موضع ، وفي الصحيحين : عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أتي بجمار نخلة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها ، أخبروني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي ، فوقع في نفسي أنها النخلة ، فأردت أن أقول : هي النخلة ، ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم سناً ، فسكت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة " ، فذكرت ذلك لعمر ، فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا .

ففي هذا الحديث إلقاء العالم المسائل على أصحابه ، وتمرينهم ، واختبار ما عندهم .

وفيه ضرب الأمثال والتشبيه .

وفيه ما كان عليه الصحابة من الحياء من أكابرهم وإجلالهم وإمساكهم عن الكلام بين أيديهم .

وفيه فرح الرجل بإصابة ولده ، وتوفيقه للصواب .

وفيه أنه لا يكره للولد أن يجيب بما يعرف بحضرة أبيه ، وإن لم يعرفه الأب ، وليس في ذلك إساءة أدب عليه .

وفيه ما تضمنه تشبيه المسلم بالنخلة من كثرة خيرها ، ودوام ظلها ، وطيب ثمرها ، ووجوده على الدوام .

وثمرها يؤكل رطباً ويابساً ، وبلحاً ويانعاً ، وهو غذاء ودواء وقوت وحلوى ، وشراب وفاكهة ، وجذوعها للبناء والآلات والأواني، ويتخذ من خوصها الحصر والمكاتل والأواني والمراوح ، وغير ذلك ، ومن ليفها الحبال والحشايا وغيرها ، ثم آخر شئ نواها علف للإبل ، ويدخل في الأدوية والأكحال ، ثم جمال ثمرتها ونباتها وحسن هيئتها ، وبهجة منظرها ، وحسن نضد ثمرها ، وصنعته وبهجته ، ومسرة النفوس عند رؤيته ، فرؤيتها مذكرة لفاطرها وخالقها ، وبديع صنعته ، وكمال قدرته ، وتمام حكمته ، ولا شئ أشبه بها من الرجل المؤمن ، إذ هو خير كله ، ونفع ظاهر وباطن .

وهي الشجرة التي حن جذعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقه شوقاً إلى قربه ، وسماع كلامه ، وهي التي نزلت تحتها مريم لما ولدت عيسى عليه السلام . وقد ورد في حديث في إسناده نظر : " أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها خلقت من الطين

الذي خلق منه آدم " .

وقد اختلف الناس في تفضيلها على الحبلة أو بالعكس على قولين ، وقد قرن الله بينهما في كتابه في غير موضع ، وما أقرب أحدهما من صاحبه ، وإن كان كل واحد منهما في محل سلطانه ومنبته، والأرض التي توافقه أفضل وأنفع .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:08 pm


نرجس :



فيه حديث لا يصح : " عليكم بشم النرجس فإن في القلب حبة الجنون والجذام والبرص ، لا يقطعها إلا شم النرجس "

وهو حار يابس في الثانية ، وأصله يدمل القروح الغائرة إلى العصب ، وله قوة غسالة جالية جابذة ، وإذا طبخ وشرب ماؤه ، أو أكل مسلوقاً ، هيج القئ ، وجذب الرطوبة من قعر المعدة ، وإذا طبخ مع الكرسنة والعسل ، نقى أوساخ القروح ، وفجر الدبيلات العسرة النضج .

وزهره معتدل الحرارة ، لطيف ينفع الزكام البارد ، وفيه تحليل قوي ، ويفتح سدد الدماغ والمنخرين ، وينفع من الصداع الرطب والسوداوي ، ويصدع الرؤوس الحارة ، والمحرق منه إذا شق بصله صليباً ، وغرس ، صار مضاعفاً ، ومن أدمن شمه في الشتاء أمن من البرسام في الصيف ، وينفع من أوجاع الرأس الكائنة من البلغم والمرة السوداء ، وفيه من العطرية ما يقوي القلب والدماغ، وينفع من كثير من أمراضها . وقال صاحب التيسير : شمه يذهب بصرع الصبيان .


نورة :



روى ابن ماجه : من حديث أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا اطلى بدأ بعورته ، فطلاها بالنورة ، وسائر جسده أهله ، وقد ورد فيها عدة أحاديث هذا أمثلها .

قيل : إن أول من دخل الحمام ، وصنعت له النورة ، سليمان بن داود ، وأصلها : كلس جزآن ، وزرنيخ جزء ، يخلطان بالماء ، ويتركان في الشمس أو الحمام بقدر ما تنضج ، وتشتد زرقته ، ثم يطلى به ، ويجلس ساعة ريثما يعمل ، ولا يمس بماء ، ثم يغسل ، ويطلى مكانها بالحناء لإذهاب ناريتها .


نبق :



ذكر أبو نعيم في كتابه الطب النبوي مرفوعاً : " إن آدم لما أهبط إلى الأرض كان أول شئ أكل من ثمارها النبق " . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النبق في الحديث المتفق على صحته : أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أسري به ، وإذا نبقها مثل قلال هجر .

والنبق : ثمر شجر السدر يعقل الطبيعة ، وينفع من الإسهال ، ويدبغ المعدة ، ويسكن الصفراء ، ويغذو البدن ، ويشهي الطعام ، ويولد بلغماً ، وينفع الذرب الصفراوي ، وهو بطيء الهضم ، وسويقه يقوي الحشا ، وهو يصلح الأمزجة الصفراوية ، وتدفع مضرته بالشهد .

واختلف فيه ، هل هو رطب أو يابس ؟ على قولين . والصحيح : أن رطبه بارد رطب ، ويابسه بارد يابس .



حرف الهاء
هندبا :



ورد فيها ثلاثة أحاديث لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يثبت مثلها ، بل هي موضوعة ، أحدها : " كلوا الهندباء ولا تنفضوه فإنه ليس يؤم من الأيام إلا وقطرات من الجنة تقطر عليه " . الثاني : " من أكل الهندباء ، ثم نام عليها لم يحل

فيه سم ولا سحر " . الثالث : " ما من ورقة من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من الجنة " .

وبعد فهي مستحيلة المزاج ، منقلبة بانقلاب فصول السنة ، فهي في الشتاء باردة رطبة ، وفي الصيف حارة يابسة ، وفي الربيع والخريف معتدلة ، وفي غالب أحوالها تميل إلى البرودة واليبس ، وهي قابضة مبردة جيدة للمعدة ، وإذا طبخت وأكلت بخل ، عقلت البطن وخاصة البري منها ، فهي أجود للمعدة ، وأشد قبضاً ، وتنفع من ضعفها .

وإذا تضمد بها ، سلبت الإلتهاب العارض في المعدة ، وتنفع من النقرس ، ومن أورام العين الحارة ، وإذا تضمد بورقها وأصولها ، نفعت من لسع العقرب ، وهي تقوي المعدة ، وتفتح السدد العارضة في الكبد ، وتنفع من أوجاعها حارها وباردها ، وتفتح سدد الطحال والعروق والأحشاء وتنقي مجاري الكلى .

وأنفعها للكبد أمرها ، وماؤها المعتصر ينفع من اليرقان السددي ، ولا سيما إذا خلط به ماء الرازيانج الرطب ، وإذا دق ورقها ، ووضع على الأورام الحارة بردها وحللها ، ويجلو ما في المعدة ، ويطفئ حرارة الدم والصفراء ، وأصلح ما أكلت غير مغسولة ولا منفوضة ، لأنها متى غسلت أو نفضت ، فارقتها قوتها ، وفيها مع ذلك قوة ترياقية تنفع من جميع السموم .

وإذا اكتحل بمائها ، نفع من العشا ، ويدخل ورقها في الترياق ، وينفع من لدغ العقرب ، ويقاوم أكثر السموم ، وإذا اعتصر ماؤها ، وصب عليه الزيت ، خلص من الأدوية القتالة ، وإذا اعتصر أصلها ، وشرب ماؤه ، نفع من لسع الأفاعي ، ولسع العقرب ، ولسع الزنبور ، ولبن أصلها يجلو بياض العين .



حرف الواو
ورس :



ذكر الترمذي في جامعه : من حديث زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب ، قال قتادة : يلد به ، ويلد من الجانب الذي يشتكيه .

وروى ابن ماجه في سننه من حديث زيد بن أرقم أيضاً ، قال : نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب ورساً وقسطاً وزيتاً يلد به .

وصح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت النفساء تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً ، وكانت إحدانا تطلي الورس على وجهها من الكلف .

قال أبو حنيفة اللغوي : الورس يزرع زرعاً ، وليس ببري ، ولست أعرفه بغير أرض العرب ، ولا من أرض العرب بغير بلاد اليمن .

وقوته في الحرارة واليبوسة في أول الدرجة الثانية ، وأجوده الأحمر اللين في اليد ، القليل النخالة ، ينفع من الكلف ، والحكة ، والبثور الكائنة في سطح البدن إذا طلي به ، وله قوة قابضة صابغة ، وإذا شرب نفع من الوضح ، ومقدار الشربة منه وزن درهم .

وهو في مزاجه ومنافعه قريب من منافع القسط البحري ، وإذا لطخ به على البهق والحكة والبثور والسفعة نفع منها ، والثوب المصبوغ بالورس يقوي على الباه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
khaled1212
عضو ماسي
عضو ماسي
khaled1212


ذكر
عدد الرسائل : 2380
السٌّمعَة : 1
نقاط : 60
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 4:09 pm


وسمة :



هي ورق النيل ، وهي تسود الشعر ، وقد تقدم قريباً ذكر الخلاف في جواز الصبغ بالسواد ومن فعله .



حرف الياء
يقطين :



وهو الدباء والقرع ، وإن كان اليقطين أعم ، فإنه في اللغة : كل شجر لا تقوم على ساق ، كالبطيخ والقثاء والخيار ، قال الله تعالى : " وأنبتنا عليه شجرة من يقطين " [ الصافات : 146 ] .

فإن قيل : ما لا يقوم على ساق يسمى نجماً لا شجراً ، والشجر : ما له ساق ، قاله أهل اللغة : فكيف قال : " شجرة من يقطين " ؟ .

فالجواب : أن الشجر إذا أطلق ، كان ما له ساق يقوم عليه ، وإذا قيد بشئ تقيد به ، فالفرق بين المطلق والمقيد في الأسماء باب مهم عظيم النفع في الفهم ، ومراتب اللغة .

واليقطين المذكور في القرآن : هو نبات الدباء ، وثمره يسمى الدباء والقرع ، وشجرة اليقطين . وقد ثبت في الصحيحين : من حديث أنس بن مالك ، أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه ، قال أنس رضي الله عنه : فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرب إليه خبزاً من شعير ، ومرقا فيه دباء وقديد ، قال أنس : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة ، فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم .

وقال أبو طالوت : دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه ، وهو يأكل القرع ، ويقول : يا لك من شجرة ما أحبك إلي لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك .



وفي الغيلانيات : من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة إذا طبختم قدراً ، فأكثروا فيها من الدباء ، فإنها تشد قلب الحزين " .

اليقطين : بارد رطب ، يغذو غذاء يسيراً ، وهو سريع الإنحدار ، وإن لم يفسد قبل الهضم ، تولد منه خلط محمود ، ومن خاصيته أنه يتولد منه خلط محمود مجانس لما يصحبه ، فان أكل بالخردل ، تولد منه خلط حريف ، وبالملح خلط مالح ، ومع القابض قابض ، وإن طبخ بالسفرجل غذا البدن غذاء جيداً .



وهو لطيف مائي يغذو غذاء رطباً بلغمياً ، وينفع المحرورين ، ولا يلائم المبرودين ، ومن الغالب عليهم البلغم ، وماؤه يقطع العطش، ويذهب الصداع الحار إذا شرب أو غسل به الرأس ، وهو ملين للبطن كيف استعمل ، ولا يتداوى المحرورون بمثله ، ولا أعجل منه نفعاً .



ومن منافعه : أنه إذا لطخ بعجين ، وشوي في الفرن أو التنور ، واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة ، سكن حرارة الحمى الملتهبة ، وقطع العطش ، وغذى غذاء حسناً ، وإذا شرب بترنجبين وسفرجل مربى أسهل صفراء محضة .

وإذا طبخ القرع ، وشرب ماؤه بشئ من عسل ، وشئ من نطرون ، أحدر بلغماً ومرة معاً ، وإذا دق وعمل منه ضماد على اليافوخ، نفع من الأورام الحارة في الدماغ .

وإذا عصرت جرادته ، وخلط ماؤها بدهن الورد ، وقطر منها في الأذن ، نفعت من الأورام الحارة ، وجرادته نافعة من أورام العين الحارة ، ومن النقرس الحار ، وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين ، ومتى صادف في المعدة خلطاً رديئاً ، استحال إلى طبيعته ، وفسد ، وولد في البدن خلطاً رديئاً ، ودفع مضرته بالخل والمري .

وبالجملة فهو من ألطف الأغذية ، وأسرعها انفعالاً ، ويذكر عن أنس ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أكله .



تم بعون الله

مع تحيات خالد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الاسلامي
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الاسلامي
ايمان


عدد الرسائل : 1593
الاوسمة : كتاب الطب النبوي - صفحة 3 78c57f10
السٌّمعَة : 3
نقاط : 4
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس مايو 01, 2008 10:46 pm


خالد

يعطيك العافية عل الكتاب المفيد

والجهد المبذول

بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك

ايمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الزهر والطبيعه
مدير المنتدى الطبي
مدير المنتدى الطبي
عاشقة الزهر والطبيعه


عدد الرسائل : 106
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 22/11/2007

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين مايو 12, 2008 2:29 pm

السلام عليك اخي خالد والله موضوع جميل جدا ومعلومات مفيده ايضا في كتاب الطب النيوي جزاك الله الف خير

يس عايزه ا ضيف معلومه دايما الناس بقعوا فيها بقولوا طب نبوي هل هنالك -ثمت الاصح- طب نبوي وطب ما نبوي ؟ انا عايزه اقول بحكم اني ادرس طب الفيهو مواد الطب -anatqmy and bio -وغيرها هل دا ما طب نبوي ؟ممكن اعرف رايك وراي اي زول تاني حابب يجاوب وبعد كم رد انا حاقول الاجابه ان شاء الله
عاشقة الزهر والطبيعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهد
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي



عدد الرسائل : 3559
الاوسمة : كتاب الطب النبوي - صفحة 3 1187177599
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 02, 2008 6:56 pm

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 142_1194089395



منذ وجد الإنسان على وجه الأرض..وهو يهتدي -بالهام ربه إلى أنواع من التطبيب..تتفق مع مستواه العقلي...وتطوره الإنساني..وهذا الطب كان يعرف (بالطب البدائي)...
إنسجاما مع المستوى الحضاري..وقد كتب في ذلك عالمنا الشهير (أبن خلدون) عام (808)هـ
حيث ذكر أن (للبادية من أهل العمران طبا يبنونه في أغلب الأمر على تجربة قاصرة..ويتداولونه ..متوارثا عن مشايخ الحي..وربما صح منه شئ..ولكنه ليس على قانون طبيعي...)

جاء الإسلام وكان للعرب في الجاهلية طب كهذا الذى ذكره أبن خلدون في محض حديثه..
فحث رسول الله على التداوي فقال عليه الصلاة والسلام ( فقال فيما رواه أبو داود عن أسامة بن شريك رضي الله عنه: تداووا.. فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا الهرم... وعُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التداوي بالعسل والتمر والأعشاب الطبيعية وغيرها... مما عُرف بالطب النبوي..
غير أن المسلمين لم يقفوا عند حدود ذلك الطب النبوي - مع إيمانهم بنفعه وبركته - بل أدركوا مبكرًا أن العلوم الدنيوية – والطب أحدها - تحتاج إلى دوام البحث والنظر، والوقوف على ما عند الأمم الأخرى منها.. تطبيقًا لهدي الإسلام الدافع دومًا للاستزادة من كل ما هو نافع، والبحث عن الحكمة أنَّى وُجدت.. فنرى أطباء المسلمين يأخذون في التعرف على الطب اليوناني من خلال البلاد الإسلامية المفتوحة، وبدأ الخلفاء يستقدمون الأطباء الروم، الذين سرعان ما أخذ عنهم الأطباء المسلمون، ونشطوا في ترجمة كل ما وقع تحت أيديهم من مؤلفات طبية، ولعل هذا يعتبر أعظم ما حدث في العصر الأموي.
تميز علماء الطب المسلمون بأنهم أول من عرف التخصص؛ فكان منهم: أطباء العيون، ويسمَّون (الكحالين)، ومنهم الجراحون، والفاصدون (الحجامون)، ومنهم المختصون فى أمراض النساء, وهكذا...

وكان من سمات هذا العصر إنشاء المستشفيات النظامية، وبروز الشخصيات الإسلامية في ميدان علم الطب، وكانت عائلة أبي الحكم الدمشقي المسيطرة على هذه المهنة في العصر الأموي، وكان من هذه الشخصيات أيضا: تياذوق، وقد كان قريبًا من الحجاج بن يوسف الثقفي، وأحمد بن إبراهيم الذي كان طبيب الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك..






الرازي طبيبًا
ما كادت عجلة الأيام تدور في العصر العباسي حتى أجاد المسلمون في كل فرع من فروع الطب، وصححوا ما كان من أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها، ولم يقفوا عند حد النقل والترجمة فقط, وإنما واصلوا البحث وصوّبوا أخطاء السابقين.. ومن ذلك ما كان من أبي بكر الرازي (ت 313 هـ) والذي يُعد مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب، كما أنه أول من صنع مراهم الزئبق، وقدم شرحا مفصلاً لأمراض الأطفال, والنساء والولادة, والأمراض التناسلية, وجراحة العيون وأمراضها..
وكان من رواد البحث التجريبي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات كالقرود؛ فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان.. ويعد الرازى أول من قرر أن المرض قد يكون وراثيًا.
وهو أول من استطاع أن يفرّق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي، واستعمل الضغط بالأصابع وبالرباط في حالة النزيف الشرياني.. وكان أول من وصف عملية استخراج الماء من العيون، ونصح بأن تُبنى المستشفيات بعيدًا عن أماكن تعفُّن المواد العضوية..
ويعتبر الرازي سباقًا في تشخيصه للجدري والحصبة، وقد وضع لذلك كتابه الشهير (الجدري والحصبة)، وفيه وصف دقيق لأعراض هذين المرضين، وما يصحبهما من ارتفاع في درجة الحرارة.. وكان بارعًا في التمييز بينهما، معتبرًا (الحمى) ظاهرة عرضية تنشأ أسبابها من حالات مرضية كثيرة، فهي ظاهرة أو عرَض, وليست علة بذاتها، فإذا ما عولج الداء الذي تصحبه الحرارة علاجًا شافيًا انتفت أسباب تلك الحمى..
وكما أظهر الرازي الفرق بين الجدري والحصبة، فقد ميز أيضًا بين (ذات الرئة) وهي قرحة رئوية تسبب ضيقًا في التنفس، وبين (ذات الجنب) أي: القرحة..
كما تطور عند المسلمين طب العيون (الكحالة), ولم يطاولهم فيه أحد؛ فلا اليونان من قبلهم، ولا الللاتين المعاصرون لهم, ولا الذين أتوا من بعدهم بقرون بلغوا فيه شأوهم؛ فقد كانت مؤلفاتهم فيه الحجة الأولى خلال قرون طوال، ولا عجب أن كثيرين من المؤلفين كادوا يعتبرون طب العيون طبًا عربيًا، ويقرر المؤرخون أن علي بن عيسى الكحال (ت 400 هـ) كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى برمتها.. ومؤلفه (التذكرة) أعظم مؤلفاته.




الزهراوي أحد عمالقة الجراحة
إذا طوينا تلك الصفحة المشرقة للرازي وابن عيسى الكحال فإننا نجد أنفسنا أمام عملاق آخر يعتبر من أعظم الجراحين في التاريخ إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق وهو أبو القاسم الزهراوي403 هـ) الذي تمكن من اختراع أولى أدوات الجراحة كالمشرط والمقص الجراحي، كما وضع الأسس والقوانين للجراحة.. والتي من أهمها علم ربط الأوعية لمنع نزفها، واخترع خيوط الجراحة, وتمكن من إيقاف النزف بالتخثير.
وقد كان الزهراوي هو الواضع الأول لعلم المناظير الجراحية وذلك باختراعه واستخدامه للمحاقن والمبازل الجراحية والتي عليها يقوم هذا العلم, وقام بالفعل بتفتيت حصوة المثانة بما يشبه المنظار في الوقت الحاضر.. إلى جانب أنه أول مخترع ومستخدم لمنظار المهبل.
ويعتبر كتاب الزهراوي: (التصريف لمن عجز عن التأليف) - والذي قام بترجمته إلى اللاتينية العالم الإيطالي جيراردو تحت اسم ALTASRIF ) ) - موسوعة طبية متكاملة لمؤسسي علم الجراحة بأوروبا, وهذا باعترافهم (تتألف هذه الموسوعة من30 مجلدًا مقسمة إلى 3 أقسام: الأول في (الطب)، والثاني في (الكيمياء)، والثالث في (الجراحة والأدوات الجراحية).. ويذهب مؤرخو الطب إلى أن الزهراوي كان أول من خص الجراحة بدراسة متميزة وفصلها عن سائر الأمراض التي تعتري جسم الإنسان.
ولقد حل مبحث أبي القاسم الزهراوي في الجراحة محل كتابات القدماء، وظل مبحثه هذا العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر (أي لما يزيد على خمسة قرون من زمانه)، ويشتمل على صور توضيحية للعديد من آلات الجراحة (أكثر من مائتي آلة جراحية!!) كان لها أكبر الأثر فيمن أتى من بعده من الجراحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخص بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فن الجراحة في أوروبا في القرن السادس عشر.. يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالر: "إن جميع الجراحين الأوروبيين الذين ظهروا بعد القرن الرابع عشر قد نهلوا واستقوا من هذا المبحث".
وظل المسلمون من بعده رواداً في الجراحة حتى القرن الخامس الهجري، واستعرب تلامذة أوروبا ليتعلموا على يديه ويعودوا لبلادهم بما تعلموه؛ مما بيّن أهمية علم الجراحة وأهمية فصله عن الطب الباطني.



ابن سينا الطبيب المسلم البارع
برزت كذلك شخصيات إسلامية أخرى لامعة في ميدان علم الطب من أمثال ابن سينا (ت 428 هـ) الذي استطاع أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، وما يسره الله له من فتوحات طبية جليلة؛ فقد كان أول من اكتشف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، لقد اكتشف لأول مرة طفيل (الإنكلستوما), وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق العالِم الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة.. كما أنه أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفًا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب اليوناني القديم. فضلا عن أنه أول من فرق بين المغص المعوي والمغص الكلوي..
كما كشف ابن سينا - لأول مرة أيضًا - طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو، وقال: (إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدا لا تُرى بالعين المجردة، وهي التي تسبب بعض الأمراض..), وهو ما أكده "فان ليوتهوك" في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخرون من بعده، بعد اختراع المجهر. ولهذا فإن ابن سينا يعد أول من أرسى (علم الطفيليات ) الذي يحتل مرتبة عالية في الطب الحديث؛ فقد وصف لأول مرة (التهاب السحايا الأولي) وفرّقه عن (التهاب السحايا الثانوي) - وهو الالتهاب السحائي - وغيره من الأمراض المماثلة.. كما تحدث أيضًا عن طريقة استئصال (اللوزتين)، وتناول في آرائه الطبية أنواعًا من السرطانات كسرطان الكبد، والثدي، وأورام العقد الليمفاوية.. وغيرها.
ويُظهر ابن سينا براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة؛ فقد ذكر عدة طرق لإيقاف النزيف، سواء بالربط أو إدخال الفتائل أو بالكي بالنار أو بدواء كاوٍ، أو بضغط اللحم فوق العرق.. كما تحدث عن كيفية التعامل مع السِّهام واستخراجها من الجروح، و حذَّر المعالجين من إصابة الشرايين أو الأعصاب عند إخراج السهام من الجروح، كما نبَّه إلى ضرورة أن يكون المعالج على معرفة تامة بالتشريح.
ويعتبر ابن سينا أول من اكتشف ووصف عضلات العين الداخلية، وأول من قال بأن مركز البصر ليس في الجسم البلوري كما كان يُعتقد من قبل، وإنما هو في العصب البصري.
وكان ابن سينا جراحًا بارعًا؛ فقد قام بعمليات جراحية دقيقة للغاية مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى, وشق الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخرَّاج من الغشاء البلوري بالرئة، كما عالج البواسير بطريقة الربط، ووصف - بدقة - حالات النواسير البولية.. إلى جانب أنه توصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تستخدم حتى الآن! وتعرَّض لحصاة الكلى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذكر حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يُحذر استعمالها فيها.
كما كان له باع كبير في مجال الأمراض التناسلية؛ فوصف بدقة بعض أمراض النساء مثل: الانسداد المهبلي, والأسقاط، والأورام الليفية.
وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء، مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يسببه من أورام وحميات حادة، وأشار إلى أن تعفن الرحم قد ينشأ من عسر الولادة أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفا من قبل.. كما تعرض أيضا للذكورة والأنوثة في الجنين, وعزاها إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أكده مؤخرًا العلم الحديث.
وإلى جانب كل ما سبق.. كان ابن سينا على دراية واسعة بطب الأسنان, وكان واضحًا دقيقًا في تحديده للغاية والهدف من مداواة نخور الأسنان حين قال: "الغرض من علاج التآكل منع الزيادة على ما تآكل؛ وذلك بتنقية الجوهر الفاسد منه، وتحليل المادة المؤدية إلى ذلك..". ونلاحظ أن المبدأ الأساسي لمداواة الأسنان هو المحافظة عليها, وذلك بإعداد الحفرة إعدادًا فنيًّا ملائمًا مع رفع الأجزاء النخرة منها، ثم يعمد إلى ملئها بالمادة الحاشية المناسبة لتعويض الضياع المادي الذي تعرضت له السن، مما يعيدها بالتالي إلى أداء وظيفتها من جديد.


تاريخ المسلمين حفل بالكثير من العباقرة في الطب
لم تكن تلك حالات استثنائية للعبقرية الإسلامية في مجال الطب, فقد حفل سجل الأمجاد الحضارية الإسلامية بالعشرات بل المئات من الرواد الذين تتلمذت عليهم البشرية قرونًا طويلة, وشهد بفضلهم وسبْقهم الأعداء قبل الأصدقاء.. منهم ابن النفيس (ت 687 هـ) الذي عارض نظرية جالينوس الذي كان يقول بوجود ثقب بين بطيني القلب الأيمن والأيسر، فصحح ابن النفيس هذا الخطأ.. ومنه اكتشف الدورة الدموية الصغرى، حيث لاحظ من خلال دراسته لحركة الدم في القلب أن الدم الذي يصل إلى التجويف الأيسر من تجويفي القلب يكون مختلطًا بالهواء، وأن الدم الذي تلطّف (أي انخفضت درجة حرارته) في التجويف الأيمن ولا منفذ له من داخل القلب ليس أمامه سوى أن ينفذ إلى الرئة.. وهكذا قرر أن: "انتقال الدم إلى البطين الأيسر إنما هو من الرئة, بعد تسخّنه وتصعّده من البطين الأيمن..", وينفي (ابن النفيس) أن يكون للدم مجرى آخر؛ فهو ليس خاضعًا لأي مدٍّ أو جزر، واتجاهه واحد.
وهكذا أثـبت ابن النفيس أن اتجاه الدم إنما يكون على هذا النحو: يمر من التجويف الأيمن للقلب إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق الشريان الرئوي إلى التجويف الأيسر ، بل ويزيد على ذلك بأن يفصل القول في (الشريان الوريدي) الرئوي ويصفه بأنه ذو طبقتين؛ وذلك حتى يكون ما ينفذ من مسامه شديد الرقة، وأن شبهه بالشريان جاء من كونه ينبض، ولما كان نبض العروق من خواص الشريان كان إلحاق هذا العرق بالشرايين الرئوي...
وهكـذا قدم ابن النفيس وصفًا دقيقًا للدورة الدموية الصغرى ، لم يُسبق إليه.

وبعد.. فليس ما ذكرناه إلا قليلاً من كثير، ولا يمكن إحصاء أثر المسلمين في تطور الطب في مقال أو حتى في كتاب؛ فهذه قصة حضارة عظيمة شملت مساحات هائلة من الزمان والمكان، وأضاءت بنورها ربوع الأرض بكاملها.. ونسأل الله أن يعيد للإسلام عزته وهيبته، وأن يرد إلى دينهم وقوتهم ومجدهم ردًا جميلاً.. إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
من هنا نرى أن الطب النبوي كان مدخلا ومقدمة لم عرف حاليا بالطب الحديث..
وإجتهادا من علماءنا المسلمين تطور الطب وأخذ منحى آخر ..ولاننسى فضل أطباءنا العرب الذين برعوا في كافة المجالات الطبية وكان لهم دورا كبيرا في تطور الطب الحديث..ولازالت الجامعات الغربية تعد مؤلفاتهم أحد المراجع الطبية الأسياسية ومدخلا إلى كافة علوم الطب الحديث..
وليس لنا غنى عن الطب النبوي أو الطب البديل...فهناك حالات قد يأس الطب الحديث في معالجتها..ووجدننا لها الحل في الطب النبوي والبديل..القرآن الكريم وسنة النبي حضارة متجددة..
وكل داء له دواء في طبنا النبوي ..وقرآننا الكريم...
مشرفتنا العزيزة عاشقة الزهر والطبيعة أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن تساؤلاتك..
فيما يتعلق بسؤالك المطروح..آيوجد فرقا بين الطب الحديث ..والطب النبوي..
وإجاباتي كانت بالأعلى..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهد
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي



عدد الرسائل : 3559
الاوسمة : كتاب الطب النبوي - صفحة 3 1187177599
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الطب النبوي   كتاب الطب النبوي - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 02, 2008 7:29 pm

عميدنا خالد ...
كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Momayaza

وطرح رائع لكتاب الطب النبوي الذى يعد مدخلا للطب..وأساسه..
سلمت يداك لطرحك المميز...

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Yspect08ti51ev2

نصفق بحرارة لكل مميز ونرفع قبعاتنا لكل شئ هادف إحتراما وتقديرا..

وبما أن الطب النبوي يعد مدخلا للطب ...وأساسا له...فكتاب الطب النبوي..
يستحق التبيث في قلوبنا وعلى صفحاتنا...
خالد ...
كتاب الطب النبوي - صفحة 3 0645

كتاب الطب النبوي - صفحة 3 Ead99vu
ونفع بك الأمة وأثابك بكل حرف هنا حسنة تكون لك لا عليك...
تقبل مروري وفيض إحترامي وتقديري..
شهد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الطب النبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعة الطب النبوي والأعشاب.
» الحرم المكي والمسجد النبوي مضيأن في الظلام الدامس سبحان الله
» كتاب English vocabulary in use

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الطبي :: المعلومات والنصائح الطبية-
انتقل الى: