معنى يظهروه: يتسلقوه .... ومعنى نقباً : نقضه بالحفر.
حذفت التاء في " فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
" لأن المعنى هو عدم استطاعتهم تسلق السد لكونه أملسا وخاليا من أي
نتوء يمكن الإمساك به.
وبما أن التسلق يحتاج خفة ورشاقة ومهارة ... وكلما كان الشخص أخف كان تسلقه أسهل..
جاء تخفيف بناء الفعل كأنه يشارك المتسلق في تحمل بعض أحماله.
أما " مَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " أثبت التاء لأن ثقب الجدار يحتاج معدات ثقيلة فكلما كانت المعدات
أثقل كان النقب في السد أيسر.. وكذلك لأن النقب يحتاج إلى جهد عضلي أكبر.
وهنالك قاعدة بلاغية تقول" الزيادة في المبنى
تفيد الزيادة في المعنى".
6-تقديم " لا فيها غول "
قال تعالى في وصف خمر الجنة التي أعدها لعباده المؤمنين
" يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ(45)بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ(46)لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ(47) " . هذه الخمر ليس فيها غَول (الكحول).. فهي لا تغتال عقولهم بسبب ما تسببه من سكرٍ
وصداع وفقدان للعقل والاتزان.أي منزوع عنها ما يسبب الإسكار (الغَول).
وتقديم " لا فيها غول " للاختصاص.. أي أن خمر الجنة لا تغتال عقول المؤمنين
وإنما هي شراب لذيذ.. فإن كانت خمر الدنيا تغتال عقول شاربيها.. فإن خمر الجنة
اختصت بعدم ذلك.
كما أن هذا التقديم في سياق النفي يدل على تفضيل خمر
الجنة على خمر الدنيا
إعداد الأستاذ عبد الرحيم الشريف
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
موضوع: رد: قبسات من الإعجاز البياني في القرآن ~||~ متجدد ~||~ الأحد أغسطس 24, 2008 12:17 am
الآيات الكريمة في سياق غزوة أحد .. والتي كان فيها من الشهداء ما هو معلوم .. وبما أن الموت
في سبيل الله هو أشرف موت وأعظمه أجرا عند الله.. قدم القتل على الموت.
وهذا غير مُراد الآية الثانية التي تتحدث عن سنة الله على جميع الناس بالموت . وبما أن الموت على الفراش هو الأعم والأغلب فمعظم الناس يموتون ميتة طبيعية قدم الموت.
والدليل على أن المقصود في الثانية هو بيان سنة الله في الناس كافة هو عدم اقتران القتل
فيها بعبارة " في سبيل الله " التي اقترنت بها في الآية الأولى.
وشتان بين قتل الشهيد وقتل الإنسان العادي
فالشهيد ينال رحمة من الله ومغفرة لذنوبه كما هي عقيدة المسلمين وهذا ما أكدته الآية الأولى.
وهذا ليس إلا للمسلمين...
وبما أن القتل بشكل عام ( للمسلمين وغيرهم ) يكون فيه ظالم ومظلوم ...
يجب أن يكون هنالك حكم عدل يفصل بينهم ....
فمتى يُنتصف للمظلوم
يُنتصف له يوم القيامة ... حيث يُحشر الجميع بين يدي الله ... الظالم والمظلوم..
فقد يكون القاتل هو المظلوم .. والمقتول هو الظالم .
.. ولهذا جاء التعبير الإعجازي في الآية الثانية
" لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
موضوع: رد: قبسات من الإعجاز البياني في القرآن ~||~ متجدد ~||~ الأحد أغسطس 24, 2008 12:28 am
قال الله سبحانه وتعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
ثم نجد في آية ثانية : ( ولَمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )
زادت هنا اللام .. أي إنسان يقول إن زيادة اللام هنا للتأكيد .. كلمة مترادفة ..
لا يتوقف عندها كثيرا ..
ولكن المسلم حين يدقق في معاني القرآن الكريم .. يجد أن كل حرف في القرآن الكريم ..
قد تم وضعه بحكمه بالغة .. وأنه لا شيء اسمه مترادفات
وإنما لكل لفظ معنى يؤديه , ولا يؤديه اللفظ الآخر .. رغم التشابه ..
فإذا دققنا في المعنى نجد ما يلي :
في الآية الأولى يقول الله سبحانه وتعالى ( واصبر على ما أصابك ) .
والأمر هنا نوعان :نوع للإنسان فيه غريم .. ونوع لا يوجد فيه غريم ..
عندما أمرض ليس لي غريم .. وإذا أصابني مكروه بقضاء وقدر .. كان أكون سائرا في الطريق فيسقط
شيء فوقي ليس هناك غريم ..
إنما عندما أسير في الشارع ويعتدي على إنسان بالضرب ..
إذن هناك غريم . فهناك نوعان من الصبر .. صبر النفس وما ليس لي فيه غريم .. وهذا هين لأنه ليس
هناك إنسان انفعل عليه .. ولا أملك أن أرد على شيء قد حدث لي .. ما حدث هو قضاء الله ..
وأنا ليس أمامي إلا الصبر .. هذا نوع من الصبر لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان ..
لأنه ليس هناك غريم أستطيع أن أرد له ما أصابني .
والنوع الثاني من الصبر ..
محتاج إلى جلد .. ومحتاج إلى قوة إرادة .. وهذا النوع هو الذي يوجد لي فيه غريم أستطيع
أن انتقم منه .. وأستطيع أن أصفح وأغفر ..
إذن عندما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن الصبر بنوعيه .. يعطي لكل
نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية .. فهو عندما يتحدث عن الصبر على شيء ليس له ..
فيه غريم يقول : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
وعندما يتحدث عن الصبر الذي لي فيه غريم بحيث أستطيع أن أنتقم وأكون منفعلا إذا لم أنتقم ..
يقول سبحانه وتعالى : ( إن ذلك لمن عزم الأمور )
هنا اللام للتأكيد في نوع الصبر .. وما يحتاجه من جلد وضبط للنفس ..
ففي الحالة الأولى حينما لا تستطيع أن تعاقب بمثل ما عوقبت به .. يكون الصبر من عزم الأمور ..
ولكن في الحالة الثانية فإنك تستطيع أن تنتقم من غريمك
ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ( ولَمن صبر وغفر ) وهنا يظهر من
كلمة غفر .. أن هناك غريما يمكن الانتقام منه .. وأن هذا الغريم قد غفر الإنسان له .. ومن هنا لابد
أن تأتي اللام للتأكيد .. لتؤكد المعنى .. وتؤكد الفرق بين عزم الأمور في
الحالة الأولى .. وعزم الأمور في الحالة الثانية ..
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
موضوع: رد: قبسات من الإعجاز البياني في القرآن ~||~ متجدد ~||~ الأحد أغسطس 24, 2008 1:00 am
قال تعالى، حاكيا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:
{ الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين*وإذا مرضت فهو يشفين*
والذي يميتني ثم يحيين} الشعراء 78-81. ففي قوله:{ يميتني ثم يحيين}
لم يقل "هو"، لأن لا يشك حتى الكافر في ان الله تعالى هو المحيي والمميت، وفي قوله:
{هو يطعمني}،{فهو يشفين}
، ذكر لفظ هو، لأنه قد يشك الكافر أو ضعيف الايمان أن الذي يطعمه ويشفيه هو الله
تعالى، لذا اتى بلفظ "هو"
لتأكيد المعنى
-----------------------------
وكذلك عند الحديث عن أبواب الجنة وأبواب النار في آخر سورة الزمر، عند أبواب النار
قال:{ فتحت} أما عند الحديث عن الجنة قال[/color[color=red]]:{ وفتحت{.. لأن المؤمنين يرون
الجنة من بعيد ويأتون اليها بتمهل فيجدون أبوابها مفتحة ومهيأة لاستقبالهم، كما قال سبحانه[/color[color=red]]:{ جنات
عدن مفتّحة لهم الأبواب} . على عكس الكفار يفاجأون بالعذاب وبأبواب النار تفتح فتخرج منها ألسنة
النيران، ويسمعون تغيظها وزفيرها.. كما أخبر الحق جل وعلا في كتابه الكريم
:{ بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا* إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظا وزفيرا}
الفرقان 11-12.
-------------------------------
وفي بعض الأحيان يأتي الفعل بالماضي ليفيد المستقبل، وهذا يعني تحقيق
وقوع الفعل وحدوثه في علم الله عز وجل، مثل قوله تعالى[/color[color=red]]:{ أتى أمر الله فلا
تستعجلوه} النحل 1 وقوله {إنّا أعطيناك الكوثر}.. أي
سنعطيك إيّاه بلا شك ولا ريب. .
----------------------
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
موضوع: رد: قبسات من الإعجاز البياني في القرآن ~||~ متجدد ~||~ الأحد أغسطس 24, 2008 1:11 am
ذكر " والمؤمنون " وحذفها :
وردت آيتان كريمتان تتحدثان عن أمر واحد في سورة واحدة ... ومع ذلك اختلف التعبير في كل منها :
أخبر الله تعالى بأنه سيرى العمل هو ورسوله في قوله تعالى في سورة التوبة :