خيركم خيركم لاهله

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (( وجعلنا لكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة )

فقد حث الاسلام على المودة والرحمة التى هى اساس الحياة الزوجية فلا بد من ان يحسن كل منهما للاخر

فلابد للرجل ان يحسن معاشرة زوجته وايضا المراة لابد ان تحسن معاملة زوجها وتطيعه فى كل شىء ماعدا ما يغضب الله عز وجل

قال صلى الله عليه وسلم اذا امرت الزوجة ان تسجد لاحد لامرتها ان تسجد لزوجها ..

كما قال الحبيب ( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) .......

حتى فى بداية الامر فى كيفية وحسن الاختيار للزوج والزوجة فقد دلنا صلى الله عليه وسلم

فخاطب اهل المراة قائلا ....( ان جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ........

وخاطب الرجل قائلا ..( تنكح المراة لاربع لجمالها ، ولمالها ، ولحسبها ، ولدينها ..... فاظفر بذات الدين تربت يداك )

الاساس هنا التقوى والتدين وحسن الخلق فنعم الزوج الذى يخشى الله عز وجل فمن يتقى الله لن يعصيه فيكى ولن يقبل على نفسه ظلمك...

وسيحسن معاشرتك حتى وان كرهك واستحالة العشرة لن يظلمك ..كما قال تعالى

( امساك بمعروف او تسريح باحسان ) ...

وانت اخى ..... من تتقى الله ستحسن معاشرتك وتطيعك وتحسن تربية اولادك .....


كما قال الحبيب .. اذا امرتها ابرتك ..... واذا نظرت اليها سرتك ....... واذا غبت عنها حفظتك فى مالك وفى عرضك ....

فاتقوا الله واحسنوا الى بعضكم بعضا فالزوج والزوجة سكنا بعضهم لبعض (هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) .....كما قال عز وجل .

***********************

ثم ناتى للمرحلة الثانية وهى الحفاظ على العلاقة الطيبة بعد الزواج

ولعل من اكثر الاشياء فى تفكك الاسر هذه الايام هو التقليل من شان المراة التى كرمها الاسلام احسن تكريم

ليس ذلك فقط بل وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ قال استوصوا بالنساء خيرا

كما قال النساء شقائق الرجال .......واوصيكم بالصلاة وما ملكت ايمانكم وهو على فراش الموت ....

ليس هذا كل شىء بل اخذوا يفترون على المراة والمصيبة انهم يستندون بحديث صحيح وتفسير خاطىء حسب اهواءهم

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( النساء ناقصات عقل ودين ) .......

والمقصود بهذا الحديث ان المراة ناقصة عقل فهى كتلة من الاحاسيس فيتغلب عليها القلب والاحاسيس على العقل فى الحكم على الامور ......

اما نقصان الدين فان المقصود الدين الظاهر وليس الدين الداخلى للانسان ففى ايام معدودات

تنقطع المراة عن العبادات بترخيص من الله جل وعلا فى ايام الحيض والنفاس

فلماذا كثير يستهين بعقل الزوجة ويدنو من شانها ولا يستشيرها
فى اموره استشعارا منه انها لن تفيده ولن تضيف له ولن يكون رايها بافضل من ارائه ..

فاذا حلت به مشكلة او اراد المشوره .... ذهب لصديق او قريب .......

فمن اعظم الخلق ؟...... اليس هو الحبيب البشير صلى الله عليه وسلم

وما اعظم الامور على الاطلاق اهناك اعظم من الرسالة وتبليغها ؟؟

فعندما نزل الوحى سيدنا جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغه باختيار الله له نبى

وتبليغه الرسالة ... فاول انسان جرى وهرول عليه كانت السيدة خديجة رضى الله عنها ذهب اليها وقص لها ماحدث

ليس ذلك فقط .... بل استمع لمشورتها عندما اشارت عليه بالذهاب الى ورقة بن نوفل

وذلك اكبر دليل على تقدير الرسول صلى الله عليه وسلم لعقل المراة ......

********************
ايضا : عدم تبادل المشاعر بين الطرفين فلابد ان يترجم الحب الى افعال وسلوك

ليصل الى الطرف الاخر .... فانت تحبه ولكن لكى يعرف ذلك فعليك ان تخبره بالفعل والقول ..
.
فالرسول صلى الله عليه وسلم رغم قضيته وهمه وشغله الشاغل وهو تبليغ الرساله لم ينسى انه زوج

وان لازواجه عليه حقا ........فكان كثير المداعبة والمزاح مع زوجاته

فكان يسابق السيدة عائشة ويتحرى مكان فمها بعد ان تشرب ويشرب ورائها

كما كان يغتسل معها من اناء واحد

وهى ايضا ... فى يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة فى الفراش فقال لها
استاذنك ان اقوم لربى ساعة

فردت عليه قائلة ... احب قربك واوثر هواك
اى انها تحبه ان يكون بالقرب منها ولكنها توثر رضاه ورغبته ..

وناتى لعلى ابن ابى طالب زوج فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

عندما دخل عليها ورءاها تتساك او تتسوك
فقال لها مغازلا

حظيت يا عود السواك بثغرها
الاخفت ياعود الاراك اراك
لو كنت من اهل القتال قتلتك
فلم يحظى بثغرها ياسواك سواك

وايضا عندما ساله احد الاشخاص عن فاطمة
قال :
وبنت محمد سكنى وعرسى
نشوب لحمها بدمى ولحمى

اى انها الزوجة والسكن ولحمها مخلوط فى دمة ولحمه

وايضا يحكى عن عبد الله بن مالك انه كان فى الحج فاشتاق الى زوجته

فارسل مع احد الصحابه خطاب لزوجته قائلا

اشتاقت روحى الى روحك فهل شعرتى بها .............

والحبيب صلى الله عليه وسلم كان يمازح ويلاطف زوجاته د

ويساعدهم فى امور البيت ويسابقهن.....رغم كل ما وراءه من مسئوليات ... فلم يضيع حق الزوجات

فالزوجة هى رفيقة العمر كثر او قصر وهى زميلة الكفاح وشريكة النجاح

والزوج هو العون والحماية ومنبع الاحساس بالامان والاطمئنان ولابد ان يحصل كل منهما

على رسالة شكر من الاخر وتقدير على ما يعمل كل منهما للاخر بالسلوك والعمل

والكلمة الطيبة فالكلمة الطيبة صدقة فلا تستهين بها .....

واخيرا اخوتى العلاقة الزوجية كالزهرة او كالزرع لابد لها من الماء لتنمو وترعرع

كما ان العلاقة الطيبة كرصيد يزداد فاذا مرت مشكلة او ازمة فتكون هينة لان الاساس موجود

والله الموفق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته