توحد مع الذاكره

توحدّ مع الذاكره
تجاهلت يوماً أن لا أرى نفسي بالمرآة .....
و ان اطفئ كل أنوار هذا المكان .....
وأجلس الى جوار ذاكرتي المشوهه ........
أواسي حزنها علّها لاتتذكر نقصها .....
أفتش فيها عن أجمل اللحظات ....
وأنتشل منها كل المآسي والصدمات ....

وضعت يديها على وجهها بخوف ...
وأنسابت دموعها من بين أصابعها ...
وقالت :
أنا ذاكرة مدفونة في ظلم الزمان ...
انا حلم ضاع ولم يعد له مكان ...
انا ليل طويل وطريق له نهايات سوداء ...
أن انت أقتربت أحرقك الألم والنسيان ...
وان انت ابتعدت يعيدك الحنين الى الأوطان ....
حائرة انا كالشطئان والخلجان ....
لي مراسي عدة وموانئ عدة ألطمها ....
وتقف راسخة كخنجر مسموم في وسط الذاكره ..

ذاكرتي الحزينه الا أرحمي ...
بت أقف على مرآتي فآراك تتألمي ....
ومن قلب عيوني السوداء تتكلمي ....
هل أطفأت النور هرباً منك ...
أم اعتزلت مرآتي خوفاً منك ....
وقلبي ياذكرياتي قلبي فيه ترأفي ...
قالت :
والدهشه من شدة الألم تزيدها نزفاً ...
لاتهربي ......لاتهربي
لا تخافي او حتى ترحلي ..
فأنا معك اينما أختبأتِ ...
انا صِناعتك وانت خلقتني ....
اما كنت تعلمين انك بي تتوحدي ....
واليوم او غداً سأصبح لونك ....
وقلبك أبداً لاتسألي ....
او حتى تستنجدي .....
فما أسوأه من معين لو تعلمي ....
ضعيف أودى بك ....
وعقلك له تستسلمي ...
فنظائره أضاعت منك كل الحُليّ ...
عليكي توحيدهم معاً حتى تستطيعين ان تأنسي ..
فمهما هربتي مني أمامك ستجدينني ....
ماكان هروبنا من دواخلنا يوماً حلاً ....
لأننا نحمله معنا حيثما ذهبنا ....
ونعلنه حرباً على أعصابنا....
وقنبلة موقوته لانعرف متى تنفجر ...
توحدي معي وتصالحي ...
ومني لاتحاولي ان تهربي ...
ايتها الذاكره الحزينه ...
ايتها الخائفه المميته ...
كنت أظن أنني سأجبرك على الرحيل ..
اجبرتك على الصمود والتوحد ..
زدتي حيرتي ...
زدتي ألمي ...
زدتي عذاباتي وجروحي ....
أنرت أضوائي ..
وركضت مسرعة الى مرآتي ...
نظرت الى وجهي الذي هو وجه ذاكرتي ...
كم تشبهينني ....
كم تعذبينني ...
سؤال راودني هناك ...
دموعي ....
هل هي لك دموعكِ ؟؟
ام انها دموعي وحدي ..
ردت علي من سواد عيني ....
ماتوحدنا الا بذلك يامعذبتي ....
هزيلة احلام الزهور كما اغصانها ...
ندية هي أوراق الورود كما فحواها ...
عميقه هي جذور الحزن فما أسلاها ...
حتى مرآتي دامعه كما صحباها ...
وانتِ ايتها الذاكره المشوهه بالحنين ...
الى متى مستوطنة ستظلين ...؟
ولِكَم من الشوق والحرمان تتعطشين ....
نسيت ان الذاكره وطن نعيش فيه مدى الحياة ...
نسيت انها غربة في لحظة اللقاء ...
انها ساعة لذة في وحده ...
وليل مايأتيه اي نهار ...
وانين يرافقه بحب الحنين ....
مسحنا دموعنا سوياً ...
وعدنا الى حيث كنا ...
نرفض التوحد ونحن واحد ....
ونهرب من القدر وهولنا لاحق ...
ونعاتب بعضنا في كل لحظة خلوه ...
ربما سأبقى وهي ...
كسجين حكم عليه بالمؤبد ...
ويحلم بالأمل كل ليلة بالخروج ...
ينظر عبر نافذته الصغيره ...
ويرى نفسه على سطح القمر ...
فلا ينال الا صعوده الى القمر ...
دون خروجه من ذلك القبر ...
فنعود يائسين أجهدنا الألم ....
وأتعبنا نزيف الأنتظار ...
الى زاوية الذاكره ...
الى نقطة الألم ..
بعيون معلقه بالأمل ..
وقلب محموم ........
.......
...
..

لمسة أنامل

كلمات رائعة جداً منتقاه بعناية ..... تعودنا على ذلك منك دائماً

مبدعة بكل ما تقدميه ..... سلمت يداك .... وسلمت لنا

تقبلي مروري

LOOTS