| سلسلة قصص الأنبياء | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| |
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 4:41 pm | |
| أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
أيها الأخوات والأخوة : تكلمت سابقاً كيف اغوى إبليس وخدع أبو البشرية (أدم عليه السلام ) وأكل هو وزوجته من شجرة الخلد وكانت التيجة أن أمرهم الله سبحانه وتعالى : (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) طه 123 وضع لنا ربنا سبحانه وتعالى طريق الهداية وطريق الشقاء روى الإمام الطبري في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أهبط آدم بالهند ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً وذكر أيضا:أن الجبل الذي أهبط عليه آدم ذروته من أقرب ذرا جبال الأرض إلى السماء وهذا ما يؤكده علماء الجغرافيا في العصر الحديث ، حيث أكدوا أن أعلى ارتفاع عن سطح البحر قمة إفرست من سلسلة جبال الهمالايا بأرض الهند حيث يبلغ ارتفاعها (8848م )ويتضح من بين جبال الأرض ما يؤكد ذلك (والله أعلم ) ماذا حدث : القصص القرآني نور إلهي، حكاه لنا القرآن الكريم عن رسل الله عليهم السلام وهم الذين جعلهم قدوة لكل البشر في كل مكان وزمان وأتى بقصصهم لتكون عظة وعبرة لأولي الألباب ونحن مأمورون بالإقتداء بهم والسير على نهجهم لأنهم معصومون من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن في دراسة حياتهم أكبر النفع لنا خاصة في هذا العصر الذي زادت فيه الفتن، واختلطت فيه الأمور وسط حالة من الإنحراف يعيشها شباب الأمة عسى أن نصل بهداهم إلى بر الأمان بمرضاة المولى عز وجل واليوم نتكلم عن قصة ( قابيل وهابيل ) (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) كان لا بد للسيدة حواء أن تفكر بالولد وهذا من حق الزوجة وكذلك أدم عليه السلام فكر بالولد وشاءت الإرادة الإلهية أن تضع حواء توأمين وضعت أولاً (قابيل وأخته)ثم وضعت في البطن الثاني (هابيل وأخته) فرح أدم وزوجته بالولدين وقام الأبوان على رعاية وخدمة أولادهما ويروي علماء السيرة أن أدم كان يحب أولاده ويعطف عليهم ولطيفاً معهم وهذه هي علاقة الأب مع الولد وعلاقة الأم مع إبنها ونشأ قابيل وهابيل في سعادة وطمأنينة واستقرارمع أبويهما أدم وحواء وعاشت تلك العائلة الصغيرة التي بدأ منها نسل هذه البشرية العظيمة ولكن مع بدء هذه الخليقة التي بدأت من أدم وزوجته حواء بدأ الصراع بين الخير والشروبين الحق والباطل كما بدأ هذا الصراع ونشأ في الملكوت الأعلى عندما حسد إبليس أدم عليه السلام على مقامه والنعمة التي أعطاه الله إياها نشأ قابيل وهابيل حتى بلغا مبلغ الرجولة وكبرت البنتان فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى أدم يا أدم زوج قابيل أخت هابيل وزوج هابيل أخت قابيل وسارع أدم إلى ولديه حتى ينفذ أمر الله سبحانه وليفرح بهما ويرى نسل أولادهِ على هذه البسيطة والولد نعمة من الله سبحانه قال الشاعر : وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرضِ لو هبت الريح على بعضهم لا متنعت عيني من الغمضِ فطلب من أولاده أن يتزوج كل منهما توأمة الآخر والأب عندما يعرض فكرة ما على ولده ويتقبل الولد مايعرض عليه أبيه فإن هذا من أعمال البر وبالتالي من الأعمال التي ترضي الله سبحانه وهابيل كان رجلاً موفور العقل والجسم استجاب هابيل لأمر أبيه لكن قابيل غضب ورفض أمر أبيه لأن نصيبه أقل جمالاً من أخيه هنا وقعت الواقعة العظيمة وهي ( الحسد ) زوجة قابيل أقل جمالاً من زوجة هابيل ويقول أهل العلم : أن أول معصية وقعت في السماء هي (الحسد )حيث حسد إبليس أدم وأول معصية وقت في الأرض هي (الحسد ) حيث حسد قابيل أخاه هابيل هنا وقف أدم موقفاً فيه الحرج لا يريد أن يفرق بين أبنائهِ بسبب أمر ما كالجمال الذي هو عبارة عن ظلِ زائل وأن يقع الشقاق والخلاف بين ولديه لم يدري ماذا يفعل فألهمه الله سبحانه وتعالى أن يقول لولديه أن يقدما قرباناً إلى الله سبحانه فمن يقبل قربانه له الحق بما أراد وسارع هابيل وقدم قرباناً وهو عبارة عن جملٍ كبير وسارع قابيل وقدم قرباناً وهوعبارة عن قمح فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل إزداد الحسد والضغينة قال هابيل ياأخي لا تحسد علي لا تحسدني ياأخي راجع نفسك أنظر ماذا منعك الله ولم يقبل منك ولماذا قبلَ مني إرجع إلى عقلك ورشدك لا تعاديني من أجل نعمةٍ أنعمها الله علي ولم يلتفت قابيل إلى كلام أخيه ولم ينظر إلى الأخوة وإلى العاطفة التي كانت بينهما وإنما تمادى في طغيانه قال لأقتلنك وقال أهل العلم أن هابيل أقوى من أخيه قابيل ولكنه تورع عن قتل اخيه وقال الله سبحانه : (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين *) المائدة 27 إلى 30 قال الشاعر :
doPoem(0)
| وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمـي لمختلـف جـداً
| فإن أكلوا لحمي وَفَرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً
| ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
| ولما كان هابيل نائماً أخذ قابيل صخرة كبيرة وألقاها على رأس أخيه فقتله إنطفأ مصباحٌ من مصابيح أدم ماتت زهرةٌ من زهرات الحياة التي كان يتغنى بها أدم عليه السلام وراح أدم يبحث عن ولده فسأل قابيل ماحال أخيك قال : لستُ وكيلاً ولا راعياً ولا حفيظاً عليه فسأل نفسك ياأبي هنا علم أدم أن قابيل قد قتل أخاه لكن لم يفكر هذا المغرور الذي إغتر بالجمال وبالمصالح الشخصية والذاتية ماذا يصنع بجثة أخيه حملها على ظهرة وطاف بها في الأرض وهنا كان لابد من رحمة الله تعالى أن تهبط ليوارى جثة أخيه تلك الجثة الطاهرة التي أطاعت الله في أمره وأطاعت والدها في أمره بعث الله غرابين فقتتلا فقتل أحدهما صاحبه فحفر بمنقاره ورجله في الأرض وواره في التراب كان هذا الغراب الطائر الأسود الضعيف أستاذ لذاك الرجل الأحمق المغرور قال قابيل ياويلتاه أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأورى سوءة أخي فأصبح من النادمين قال ابن عباس : أصبح من النادمين على عدم الإهتداء إلى الدفن لا على قتل أخيه لأنه لو ندم على قتل أخيه لكان ندمهُ توبة ولكنه لم يتب يتبع | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 4:43 pm | |
| أيها الأخوات والأخوة : نفهم من قصة قابيل وهابيل أن الداء الخطير الذي يفرق ويمزق الأخوة هو ( الحسد ) وقد قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : (ماكانت على أحدٍ نعمة إلا كان لها حاسد ) ويكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك وقال آخر : ( من علامات الحاسد أنه يتملق إذا أشهد ,ويغتاب صاحبه إذا غاب ,ويشمت بالمصيبة إذا نزلت ) وقال آخر : (إصبر على كيد الحسود فإن صبركَ قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) وقال آخر :
doPoem(0)
| يا حاسداً لي على نعمتي أتدري على من أسأت الأدب
| أسأت على الله في حكمهِ لأنكَ لم ترضى لي ما وهب
| فجازاك ربي بأن زادني و سد عليك وجـوه الطلـب
| العاطي هو الله والمانع هو الله سبحانه نحن كأمة مسلمة وفي حياتنا الإجتماعية عرفنا الأخوة من خلال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفنا المحبة من خلال القران نجد الأخوة أصبحت بوقتنا هذا أخوةً ميتة متناسية قائمة على الحسدوالكراهية وبئس هذا العمل إذا خسرت أخاك فقد خسرتَ كل شيء وإذا فاتك محبة إخوتك فاتكَ كل شيء كم شقيقٍ ترك أخاه بسبب المال قال الشاعر:
doPoem(0)
| والناس ضاقت بالهموم ولم تعد فيهم صفات الحب والأحبابِ
| نسي الشقيق مع الزمان شقيقه وكأنهم في البُعد كالأغرابِ
| فالمال فرقهم ومزق شملهم وقضى على الأرحام والأنسابِ
| وعلاقة الأفراد فيما بيينهم كعلاقـة المتخـوف المرتـابِ
| والصدق والإخلاص زالَ عندهم وتنافروا لتوافه الأسبـابِ
| وتلك المرأة التي جأت إلى الخليفة المأمون لتفتدي زوجها وأخاها وولدها قال لها إختاري واحدٌ منهم وخذيه فنظرت تلك المرأة العاقلة الراشدة وقالت: الزوج فإنه موجود والولد فإنه مولود والأخ فإنه مفقود وقالت أريد أخي : فقال المأمون لها لقد عجبتُ من حنكتكِ وذكائك فاذهبوا فإني قد عفوتُ عنكم جميعاً نحن نقتل كل يوم الأخ وأصبح الأخ بمثابة الفخ لويذهب أحد منا لمبنى المحاكم لوجد الدعاوي الكثيرة بين الأخوة أخ يرفع قضية على أخيه أين تحكيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أين المحبة أيها الأخوات والأخوة : أصبحنا في حالٍ لا نُحسد عليه وأصبحنا في امور لا ينبغي أن تكون منا كمسلمين الحسد قد قفل قلوبنا والعداوة كثرت والمحبة تلاشت ولكن هناك ناحية مهمة أريد أن أقولها : قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : (مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ) مادمت بعيدأً عن أقاربك من ناحية الزواج ,المعاملة ,البيع والشراء , فإنهم يحبونك وتحبهم وإذا ما أصبحت قريباً منهم تكثر الملاحظات والتدقيقات والمشاكل والخلافات وكل خلاف يمكن حله إلا خلاف نشأ بين أخوين فلا تحاول أن تصلح بينهما لله دره من قال : كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك عن حسد أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين , وإلى اللقاء قريباً بإذنه تعالى بموضوع ( إدريس عليه السلام ) شهد | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 5:31 pm | |
| أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
أيها الأخوات والأخوة : مازلت وإياكم نبحر مع مثال الرحلة الإنسانية منذ عهد أدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وعلمنا أن قابيل قتل أخاه هابيل حسدا ولما قُتلَ هابيل رزق الله عزوجل أدم ولده (شيت) ومعنى شيت هبة الله وقد سماه أدم وحواء بهذاالأسم لأنهما رزقاه بعد هابيل وقد قال علماء التاريخ أن هذه الخلائق كلها يُنسبون إلى (شيت) فهذه السلالة التي إنحدرت من البشرية يرجع أصلها إلى (شيت ) والعلم عند الله تعالى وتوفي أدم عليه السلام يوم الجمعة وغسلته الملائكة وجاؤا بكفنِ وحنوط من عند الله عزوجل وقد قال ابن إسحاق وعلماء التاريخ :لما مات أدم كسفت الشمس والقمر سبعة أيام بلياليها وبكت عليه الخلائق كلها سبعة أيام وصلت عليه الملائكة وحفروا له قبراً ولحدوه ثم قالت الملائكة : (يابني أدم هذه سنتكم ) وعاش أدم عليه السلام ألف عام ويقول بعض العلماء أن أدم عليه السلام قد دفن عندالجبل الذي هبط عليه بالهند وهو (جبال السرنديد) والبعض الآخر من العلماء يقول دفن في جبل (أبو قبيس )بمكة المكرمة وبعضهم قال أنه دفنه نوح عليه السلام بعد الطوفان ببيت المقدس ,والله أعلم أيها الأخوات والأخوة : مهما عاش الأنسان لابد من يوم يرحل فيه إلى الله تعالى يرحلُ إلى داره الذي يعيش فيه أمداً طويلا إنه (القبر ) هذا القبرالذي هو بمثابة صندوق العمل هذا القبر الذي يخاطب صاحبه يقولُ له : أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا بيت الدود هذا ما أعددته لك فماذا أعددت لي ؟؟ وماتت حواء بعد أدم عليه السلام بسنة واحدة ثم قام بأعباء الأمر بعد أدم عليه السلام ولده (شيت ) وخلفه ولده(انوش)ثم خلفه ولده (قينن ) ثم بعث الله تعالى ( إدريس ) عليه السلام قال الله تعالى في كتابه العزيز: (واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً *ورفعناهُ مكاناً عالياً ) مريم 56 ــ 57 ولد إدريس عليه السلام في بابل ويقال في مصر وهو جد نوح عليه السلام وأول مرسلٍ بعد أدم عليه السلام وأول من خط بالقلم وأول من لبس المخيط وكان يعمل بالخياطة وكان الناس يلبسون قبل عهده الجلود وأول من استخرج الحكمة وعلم قومه جميع العلوم وعلمه الله تعالى علم الفلك وعلمه أسرار النجوم وعلمه عدد السنين والحساب وهو أول بني أدم بعد أدم عليه السلام وشيت أعطي النبوة وقال العلماء قد ادرك من حياة أدم ثلاثمائة وثمانية سنين ونشر العلم في زمانهِ وبنى المدن وقد قال علماء التاريخ إن عدد المدن التي أنشئت في زمان أدريس مائة وثمانية وثمانون مدينة وأصغرها مدينة (الرها )ويقال لها اليوم (أورفا ) وهي تقع بين النهرين في تركيا ويبلغ عدد سكانها اليوم (مائة ألف نسمة ) دعى إدريس عليه السلام قومه إلى توحيد الله عزوجل دعى قومه إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعى قومه إلى إخراج زكاة أموالهم وإلى مساعدة الضعفاء والفقراء والمساكين والأيتام فالرحمة الإنسانية وضعت جذورها في الأرض منذ عهد أدم عليه السلام قال الر سول صلى الله عليه وسلم : (الراحمون يرحمهم الرحمن إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود والترمذي وكان إدريس عليه السلام يضع خاتماً في إصبعه مكتوباً عليه : (الصبر مع الإيمان بالله يورث النصر ) وكان مكتوباً على إزاره : ( الأعياد في حفظ الفروض ) ( تمام الدين هو تمام المروءة) وكان إذا صلى على ميت يقول : (السعيد من نظر لنفسهِ وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة ) وذكرني هذا الكلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال لفاطمة : (يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ) موتهِ: قال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله(ورفعناه مكاناً عليا) قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحباروالله أعلم وقال العوفي عن ابن عباس في قوله (ورفعناه مكاناً عليا) رفع إلي السماء السادس فمات بها، وهكذا قال الضحاك والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد أيها الأخوات والأخوة : مما تقدم علمنا أن إدريس عليه السلام دعى قومه إلى توحيد الله عزوجل كل الأنبياء دعوتهم واحدة ومنهجهم واحد دعوا إلى توحيد الخالق جل جلاله ربنا ليس بحاجةٍ إلى ولد وليس بحاجة إلى زوجة وليس بحاجةٍ إلى شريك فإنه منزه عن الخلائق وإنهُ مستغنٍ عن مخلوقاته دعاهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزيرة سومطرة في أندونيسيا والتي حدث فيها منذ فترة زلزال بالجهة الشمالية منها تقع ( إتشيه ) وهي من المسلمين أما القسم الآخريتبعون الديانة (البوذية ) وهذه الجزيرة التي يأوي إليها الفساق من الأثرياء والملحدين من كافة انحاء العالم ليمارسوا فيها عقيدة الألحاد والكفر وليمارسوا فيها الميوعة والفسق والإنحلال إعصار تسونامي : الذي إبتلع قاعدة ديغوغارسيا في المحيط الهندي وبقي الأمر سراً لم تعلن عنه أمريكا ؟؟؟ اكبر واهم قاعدة امريكية في العالم ورأس القيادة في المحيط الهندي والمحيط الهادي وما يعلم جنود ربك إلا هو كل أمة لاتدعي إلى المعروف وتنهى عن المنكر فانتظر لها عاقبةً وخيمة من الله تعالى وقد إمتدح الله تعالى الأمة الإسلامية بقوله : (كنتم خير أمة إخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران 110 كان يؤمن (الصبر مع الإيمان بالله يورث النصر ) أكثر الدول العربية اليوم تؤمن بقوة أمريكا وأساطيلها لو كانت الأمة الإسلامة والعربية يصبرون مع الإيمان بالله تعالى فلو أن هجمت طائفة من الكفر وصبروا ورابطوا ويؤمنون بالله عزوجل لردهم الله على أعقابهم بأهون سبب أمريكا تفرعنت والبريطانيون تأمركوا وإسرائيل تخطط ونحنُ نخاف من أمريكا وإسرائيل ونقول ( العين لاتقاوم المخرز ) كيف قاوم المخرز أبو بكر الصديق رضي الله عنه كيف قاوم المخرز عمربن الخطاب رضي الله عنه كيف فتح المسلمون البلاد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده ففتحوا شرق الأرض وغربها وهذه الأمة لا يمكن أن تقوم لها قائمة ولايمكن أن تدوس على رأس أمريكا إلا من خلال الإيمان بالله تعالى والتمسك بالقرأن الذي وضعناه على الجدران كان يؤكد على المروءة لأن الأنسان إذا ضاعت مروءته ضاعت كرامته وكيانه وإذا ضاعت كرامة الأنسان وكيانه فأقم عليه مأتماً وعويلا أيها الأخوات والأخوة : أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين , وإلى اللقاء قريباً بإذنه تعالى ( ملاحظة :من لديه الرغبة بالمشاركة وتكون مشاركته فيها خير جزاءإلى يوم الدين مع موضوع النبي نوح عليه السلا م )
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 5:34 pm | |
|
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
أيها الأخوات والأخوة : مازلت وإياكم نتكلم عن سيرة الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من خير خلقهِ وحملهم رسالة الإسلام والتوحيد لينقلوهاإلى البشرية وحديثي اليوم عن ( النبي نوح عليه السلام ) قال الله تعالى(لقد أرسلنا نوحاً إلى قومهِ فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخافُ عليكم عذاب يومٍ عظيم ) الاعراف 59 ونوح عليه السلام هو بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ (وهوإدريس )بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش وينتهي نسبهُ عند (شيت عليه السلام ) وقد كلف الله سبحانه وتعالى (نوح ) بالدعوة عندما بلغ من العمر خمسين عاما وكان نوح عليه السلام رجلاً فصيحاً قوي الحجة والبرهان صبوراً على الإيذاء صبوراً عما يلاقيه من قومه وقد دعا قومه إلى الله ومكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وقد قال أهل العلم أن نوح عاش ألف سنة وخمسين عاما ,والعلم عند الله تعالى لقد أرسل الله نوحاً عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له وقد قال ابن عباس (مابين أدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ) البخاري أخرجه ابن حيان ويبين لهم أن (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا) إنما هي عبارة عن أصنام لاتبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع ولا تأتي بالخيرولا تدفع الشر فكان يدعوهم أناء الليل وأطراف النهار ويقيم عليهم الحجج والبراهين ويأتيهم بالأدلة العقلية والمنطقية ويسعى جاهداً لأخذ قومه إلى مايسعدهم بدنياهم وآخراهم لكنهم كانوا يتمادون بالطغيان والسخرية وبالإيذاء مرة وصفوه أنه ذكي ومرة أنه مجنون ومرة أنه كاذب وكان يتحملُ مايتحمل في سبيل نجاة قومه واشتكى نوح إلى ربه : ( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً * فلم يزدهم دعائي إلا فراراً * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً * ثم إني دعوتهم جهاراً * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً *) نوح 5 إلى 12 حتى بلغ بالقوم أنهم سئموا منه : تسعمائه وخمسون سنه يدعوهم إلى الله سئموا منه !!! (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون *)هود 32 ــ 33ــ 34 فلما يئس نوح عليه السلام من إيمان قومه ، وهددوه بالقتل وآذوه ومن آمن معه فما كان منه إلا أن دعا عليهم بقوله : (رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً )نوح 26ــ 27 وقال الله تعالى :
(وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم * حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل *) هود 36 إلى 40 وبقوله (احمل فيها من كل زوجين اثنين ) أي أحمل معك بالسفينة زوجين من النبات والحيوان والأنسان لماذا ؟؟ لأن الله سيقضي على كل الخلائق ولا يبقى إلا المؤمنون الموحدون لله عزوجل ويصنع نوح السفينة وجعلها على ثلاث طبقات : حمل بالطبقة العليا الثمانين من الرجال والنساء الذين أمنوا به وحمل بالطبقة الوسطى النبات وحمل بالطبقة السفلى الحيوانات وقال علماء التاريخ استغرق بناؤها مئة عام والله أعلم فتهيئت مركبة الإيمان وكان قوم نوح يستهزؤن منه وهو يصنع السفينة قالوا يانوح بالأمس كنت تدعي أنكِ نبي ورسول واليوم نراك تعمل في مهنة النجارة أرأيت هذاأشرف من النبوة فقال لهم : (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون* سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم*) هود 38ــ 39 ونادى نوح ربه : (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) القمر10 فقال الله تعالى : (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر*فدعا ربه أني مغلوب فانتصر* ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر*وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر* وحملناه على ذات ألواح ودسر *تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر* ولقد تركناها آية فهل من مُدكر*فكيف كان عذابي ونذر*) القمر 9 إلى 16 هنا بدأ نزول العذاب وتوجه نوح إلى السفينة ليستعد للقاء امر الله وقال العلماء رزق نوح بثلاثة أولاد بعد الطوفان :حام , سام , يافث والبعض الآخر قال :أن اولاده الثلاثة كانوا معه بالسفينة وغرق يام لكفره والله أعلم وإذا به تأخذه عاطفة الأبوة والحنان تجاه ولده (يام )ويسميه أهل الكتاب (كنعان ) قال نوح : (يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) هود 42 ولقد قال العلماء لقد عم الطوفان جميع الأرض وزاد إرتفاعه على قمم الجبال ثمانين ذراعا ولم يبقى على الأرض من يتنفس ولايوجد عليها أحدٌ حي لم يأبه لكلام والده ونصيحته وقال : (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) هود 43 وسفينة الإيمان جرت في المياه بين الأمواج التي كالجبال كما وصفها القران الكريم حتى رست عند جبل ( الجودي )في ديار بكر على الحدود التركية كما قال علماء التاريخ وانتهت هذه المأساة وربنا قادر على كل شيء أيها الأخوات والأخوة : مما علمنا من قصة النبي ( نوح عليه السلام ) أنه بقي يهدي قومه إلى عبادة الله وحده تسعمائة وخمسون عاما لنعد ياأخوتي إلى مسيرة ( الِكبر ) نجد أن مسيرة الِكبر بدأت في الملأ الأعلى عندما تكبر إبليس ولم يسجد لأدم وانتقلت هذه المسيرة من الملكوت الأعلى إلى الأرض لكي يسير المتكبرون والمعاندون والجبابرة الملحدون على طريق إبليس الذي شَرعهُ لهم وبدأ الصراع بين الحق والباطل نوح يدعوا قومه إلى الحق وتوحيد الله وترك المحرمات وهم يسخرون ويستهزؤن وهذه سنة الله قد خلت من عباده الدعاة إليه فكل داعٍ إلى الله يسير في هذا الطريق بحقٍ وبصدقٍ وإخلاصٍ وإيمانٍ ويقين فإنهُ يلاقي ما يلاقيه من الناس فقد شاء الله سبحانه أن يتعرض أنبيائه للإيذاء من عباده ولكن نوح عليه السلام لم يستسلم لقومه ولم يشعر بالملل ولا بالكلل ولا بالتعب لأنه يعلم أنه يؤدي رسالة كلفه الله بها وهو ناصح لقومه يخاف عليهم من عذاب يوم عظيم يخاف عليهم من جراء ذنوبهم ومن جراء إلحادهم ومن كارثة تحل عليهم بالدنيا قبل الآخرة عاطفة الأبوية قوية بين الأب وأبنائه فعندما نادى ولده ( يام ) للركوب بالسفينة رفض على امل أن ينجو بالصعود إلى قمة الجبل لكن الولد العاق ينظر إلى والده أنه ناقص العقل أن نظرته غير سليمة أنه لاينظر بمنظار واضح لقد أصابه الغرور كما أصاب الغرور إبليس وكثير من الأباء اليوم يشتكون من أبناءهم تجد الأب ينصح ولده ويقول له : ياولدي لاتصاحب فلان من الناس يشرب الخمر يابني فلان من الناس يأخذك إلى أماكن الدعارة يابني إلتفت إلى عملك يابني أنظر إلى مستقبلك لكن الولد العاق تجد كأن والده لا يخاطبه ولا يقدر ما يقول إنما يستمع لكلام صديقه ومن يصاحبه فمن يفعل ذلك فإنه يسير على طريق (يام )إبن نوح بوش الأب هذا الفاجر الذي لعب لعبةً كبيرة في العراق يعود الأبن الكافر الفاجر لينفذ مسيرة الكفر والإلحاد في الأرض ليحارب الله ورسوله وليمزق الأمة الإسلامية إلى دويلات ( فرق تسد ) وإن الكوارث التي حدثت وغيرت خارطة شرق أسيا بأكملها (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) الإسراء 59 كل ذلك حتى يبين الله للعباد على مر التاريخ والأزمان أن هذه هي سنة الله في الأرض فمن حارب الله ورسوله ومن حارب دينه فإن هذه هي النهاية وأي أمة تبتعد عن دينها وتبتعد عن سنة رسولها مصيرها إلى الذل والهوان وهذه الأمة الإسلامية اليوم ما وصلت إلى درجة الذل إلا عندما إبتعدت عن كتاب الله إلا عندما إبتعدت عن نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلي القرأن الكريم قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين) هود 49 إصبريامحمد على إيذاء قريش كما صبر نوح على إيذاء قومه لكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يدعي على قومه كما دعا نوح وغيره من الأنبياء وفي الحديث الذي رواه البخاري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها: (فإذا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال رسول الله صلى عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) إنه رسول الرحمة, والمحبة , والتأخي , والشفاعة, وخرج من أصلاب قريش من حمل رسالة الإسلام ومن حمل لواء هذا الدين إن قصص الأنبياء لا يعلوها عبرة ولا تعلوها موعظة أختي أخي إذا قرأت القرأن ينبغي أن تقرأه عن علم وتتدبر حتى تعلم سنة الله في أرضه وسنة الله مع أنبيائه وسنة الله مع عباده الذين يحاربوه أيها الأخوات والأخوة : أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين , وإلى اللقاء قريباً بإذنه تعالى ( ملاحظة :من لديه الرغبة بالمشاركة وتكون مشاركته فيها خير جزاءإلى يوم الدين الموضوع التالي قصة النبي هود عليه السلام )
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 5:46 pm | |
| | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 6:07 pm | |
| | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| |
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:28 pm | |
|
عدل سابقا من قبل شهد في السبت أبريل 19, 2008 8:38 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:37 pm | |
| أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
يقول الله جل جلاله : (وأيوب إذ نادى ربهُ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهلهُ ومثلهم معهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين*) الأنبياء 83 ــ 84 أيها الأخوات والأخوة : مازلت وإياكم نتكلم عن سيرة الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من خيرة خلقهِ وحملهم رسالة الإسلام والتوحيد لينقلوهاإلى البشرية ومع الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الطاعة والمعصية ويمضي بنا القرأن سريعاً على الأقوام التي عاشت قروناً طويلة وعاندت أنبيائها لننظر إلى الأقوام فنعتبر وننظر إلى الأنبياء فنتعظ وحديثي اليوم عن( نبي الله أيوب عليه السلام ) لقد ضرب القرأن مثلاً عظيماً من أمثلة الصبر والتي تجسدت قولاً وفعلاً وحالةً بشخصية ( نبي الله أيوب عليه السلام ) وهذه الحياة التي نعيشها هي : دار إبتلاءٍ ودار إمتحانِ ودار إختبار ولا راحة لمؤمنِ فيها إلا بلقاء وجه ربهِ سبحانه وإن الله ليبتلي العبد حتى يظهر المعدن الحقيقي للأنسان كما يظهر معدن الذهب عندما يجربُ على النار فالعبد يمتحن بالبلاء والذهب يجرب بالنار وقال الله سبحانه : (ألم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين*) العنكبوت 1ــ 3 وقال الله سبحانه : (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) آل عمران 186 وقال الله سبحانه : (ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئكَ عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة ٌوأولئكَ هم المهتدون ) البقرة 155إلى 157 يقول ابن عطاء الله السكندري : لا تستغرب وقوع الأقدار مادمت في هذه الدار فهذه الحياة هي حياة إمتحان وابتلاء واختبار وقال الله سبحانه : (لقد خلقنا الأنسان في كبد ) البلد 4 وقد سئل الأمام الشافعي :أيهما أفضل للمؤمن التمكين في الأرض أم الإبتلاء فقال :وهل يكون تمكين إلا بعد إبتلاء قال الله سبحانه : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين *) يوسف 56 وإن خُلق الصبر تتكرر في القرأن ب 102 موضعاً من القرأن كما وردت الشدة 102في القرأن وهذا إعجاز القرأن الكريم وماذاك إلا ليبين لنا ربنا سبحانه أن هذه الحياة هي دار إبتلاء وامتحان ونوطّد أنفسنا للصبر ونستعد لأنواع كثيرة من الإمتحانات والبلاء ووعد الصابرين بأجرٍ عظيم (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 أيها الأخوات والأخوة : نبي الله أيوب عليه السلام هو من سلالة ومن ذرية نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام وجده نبي الله لوط عليه السلام وقد أكرمه الله بنعم كثيرة أعطاء أنواع كثيرة من المال ورزقه سبعة من الأولاد الذكوروسبعة من الإناث وعاش ثمانين سنة في حالة من الرخاء والنعيم وذكر بالقرأن أربع مرات (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب) سورة النساء163 وهو من ذرية نبي الله إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى : (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) الأنعام 48 ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب ) ص 44 (ربّ إني مسّني الضرّ وأنت ارحم الراحمين ) الأنبياء 84 ويأتي الأمتحان من الله لأيوب ولكن هذا الدرس ليس لأيوب بل لكل مسلم ومؤمن بالله عزوجل وذلك لأن الأنبياء يفهمون على الله مايريد ويعلمون أن الله فعالٌ لما يريد ولكن هذه القصص والدروس إنما هي عبرةٌ وتذكرةٌ لنا نحن المسلمين إبتلاه الله بماله فأصبح فقيراً بعد غنى فصبر ثم ابتلاه بعد ذلك بأولاده أخذ منه الذكور والإناث فصبر ثم ابتلاه بعد ذلك بجسده فسلط عليه المرض غير مؤذٍ فصبر (كثير من الناس بالمنتديات يقولون أن أيوب مرض مرضاً شديداً حتى خرج الدود من جسده وهذه من الأسرائيليات هذا كلام فاحش وغريب لانه لايليق بالأنبياء لذلك إقتضى التنويه) فقال الله سبحانه : ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب ) ص 44 وكانت تقوم على خدمته ورعايته زوجته هي التي كانت وفية زوجته هي التي حفظت حق زوجها زوجته هي التي حفظت تلك الحياة التي عاشت بها مع أيوب فيها وكانت صابرة محتسبة وفي يوم من الأيام قالت له : يا أيوب ألا تدعوا الله ليشفيك ويعافيك مما أنت فيه قال لها :كم لبثت في حالة الرخاء قالت :ثمانين عاماً قال :وكم لبتُ في حالة الشدة قالت : ثمانية عشرة عاماً فقال لها:إني أستحي من الله أن أدعوه وما ستوت عندي مدة البلاء مع مدة الرخاء ثم قال :والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط ، وحرّم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك ثم نادى ربه في حالة الوحدة والشدّة (ربّ إني مسّني الضرّ وأنت ارحم الراحمين ) الأنبياء 84 فاستجاب الله دعاءه ، وكشف بلاءه ، وأوحى عليه أن يضرب برجله الأرض ، فضرب الأرض فتفجر له منها الماء البارد ، فأمره أن يشرب منه ويغتسل فشفاه الله وعاد أكمل ما كان صحة وقوة وقال تعالى : (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربّه أني مسّني الشيطان بنصب وعذاب * أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب * وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أوّاب *) ص 41 إلى 44 أمر الله أن يفي بيمينه بأن يضربها بحزمة من قضبان خفيفة فيها مئة عود أو يأخذ عذقاً من النخل فيه مائة شمراخ (عود) فيضربها بها ضربة واحدة ويبرّ في يمينه ولا يحنث وقد شرع الله ذلك رحمة عليه وعليها لحسن خدمتها إياه وتحملها معه وقت الشدة والبلاء صنوف المحنة والإبتلاء قال ابن كثير : وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة ، المكابدة الصديقة البارة الراشدة ومات أيوب عليه السلام وعمره 93 سنة ورزقه الله المال والبنين وقد ولد له 26 ولدا ذكرا منهم واحد يسمى (بشرا) الذي يقول بعض المؤرخين إنه (ذو الكفل)الذي ذكره القرآن في ضمن الرسل الكرام وقد كانت رسالة أيوب إلى أمة الروم ولهذا يقولون من أمة الروم أيها الأخوات والأخوة : بعدأن إطلعنا على قصة نبي الله أيوب عليه السلام ماذا إستفدنا من هذه القصة العظيمة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خيراً وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما قال : (قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال :الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقّة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح يشتد البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وماله خطيئة) رواه أحمد والترمذي والنسائي يبتلى الأنسان بولده كما إبتلي أيوب قال الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث القدسي: (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون: نعم فيقول:ماذا قال عبدي فيقولون :حمدك واسترجع (أي قال الحمد لله إنا لله وإنا إليه لراجعون ) فيقول الله :ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد ) أخرجه الترمذي وقد ضرب لنا القرأن أمثلة كثيرة على الصبر والصابرين ضرب لنا مثالاُ بيعقوب الذي فقد أحب أبنائه إليه وهو يوسف وفقد بعده ولده بنيامين وهوكان يقول (فصبرٌ جميل) وقال العلماء :الصبر الجميل هو الذي لا يشتكى فيه إلا لله سبحانه لا يشكو الأنسان بلواه إلا لخالقه سبحانه لأن الشكوى لغير الله مذلة وضرب لنا مثالاً عندما إبتلته امرأة العزيز يوسف بعرضها وكرامتها فكان من الصابرين وامتحن بالسجن فكان من الصابرين وضرب لنا مثالاً سبحانه وتعالى بإبراهيم الخليل وضرب لنا مثالاً بإسماعيل الذبيح وضرب لنا أمثلة عظيمة من صبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وضرب لنا ربُنا أمثلة وذكرها للنبي صلى الله عليه وسلم حتى تكون تلك الأمثلة تسلية وليطمئن قلبه صلى الله عليه وسلم عندما قال له سبحانه وتعالى : (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ) هود 49 والصبر له أنواع كثيرة : الصبر على المرض الصبر على الآذى الصبر على الولد الصبر على المرأة الصبر على مصاعب الحياة ويكون الصبر عند الله من أعظم المقامات التي يحبها ربنا من عبده قال الشاعر : تصبر أيها العبد اللبيب لعلك بعد صبرك ماتخيب وكل الحادثات وإن تاهت يكون وراءها فرج قريب وقال آخر : ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاًوعند الله منها المخرجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرجُ وقال آخر : إذا ما آتاك الدهر يوماً بنكبةٍ أفرج لها صبرا وأوسع لها صدرا فإن تصاريف الزمان عجيبةٌ فيوماً ترى يسراويوماً ترى عسرا نسأل الله تعالى أن لا يمتحننا بشيء يزيد عن إيماننا وعقيدتنا لأننا لا نستطيع الصبر على الإمتحان نحن لم نصل إلى مرتبة الفهم عن الله سبحانه وإلى مرتبة الإيمان واليقين بالله كما كان الأنبياء وكما وصل إليها الصالحون من الصحابة والتابعين لكن الصبر وقصة نبي الله أيوب عليه السلام إتخذها بكل أسفٍ شديد أهل الميوعة والإنحلال طريقاً للسخرية طريقاً للعشق والغرام وقد قال أحد المغنين (صبر أيوب صبرت عليك يامحبوب ) إن قصص القرأن فيها العبرة والعظة ولا ينبغي للممثل أو مغني أن يتخذ بعض آيات القرأن ويجعلها في غنائه كما نسمع من الأغنيات اليوم فإذا كان المغنون قد وضعوا في إغنياتهم كلمات من القرأن فهذا العمل هو أشد من عمل أهل الدانمرك إذا كان أهل الدنمارك واهل النرويج هم كفار وملحدين أعداء لله ولرسوله والإسلام فالطامة أعظم عندما تكون من ممثل أو مغني أو مطرب ينتمي إلى بلدٍ إسلامي أو مجتمع إسلامي لا ينبغي لهذه الأمة أن تتخذ من هذا القرأن العظيم شيئاً من السخرية والميوعة والإنحلال لأن ذلك عند الله عظيم أيها الأخوات والأخوة : أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين , وإلى اللقاء قريباً بإذنه تعالى
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:42 pm | |
| أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
يقول الله جل جلاله : (ولوطاً إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين ) الأعراف 80 أيها الأخوات والأخوة : مازلت وإياكم نتكلم عن سيرة الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من خيرة خلقهِ وحملهم رسالة الإسلام والتوحيد لينقلوهاإلى البشرية ومع الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الطاعة والمعصية وحديثي اليوم عن (نبي الله لوط عليه السلام) لوط هو إبن أخ نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام ونسبه: لوط بن هاران بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام زوجته: فالهة والنبي لوط عليه السلام أرسله الله تعالى إلى أهل سدوم في الأردن عند سواحل البحر الميت مايسمى اليوم (بحيرة لوط ) وكان أهل سدوم ذوي الأخلاق الفاسدة لا يتناهون عن منكر فعلوه كانوا يُعرفون بقطع الطريق وسلب الناس حقوقهم وكانوا يُعرفون بالشر ولا يلتفتون إلى نصح ناصح ولا وعظ واعظ وكانوا يخونون الرفيق حتى أنهم تمادوا في إقتراف الذنوب والجرائم حتى أرتكبوا فاحشةً ما سبقهم أحدِ من قبلهم إليها كانوا يأتون الذكور من البشر على قارعة الطرق من غير خوفٍ من الله ومن غير حياءٍ من الناس فأرسل الله إليهم لوطا فبدأ نبي الله لوط عليه السلام يدعوهم إلى طاعة الله يدعوهم إلى توحيد الله يقبح أعمالهم التي يفعلونها وكان يجادلهم من خلال العقل من خلال المنطق من خلال المروءة من خلال الحلال والحرام فكان يقولُ لهم : (أتأتون الذكران من العالمين *وتذ رون ماخلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون *) الشعراء 165ــ 166 في سورة الأعراف قال لهم (بل أنتم قوم مسرفون ) وفي سورة النمل ( أنتم قوم تجهلون ) فكان يقبح أعمالهم ويبين لهم أن هذا العمل هو من أشد وأبشع وأحقر الأعمال التي يقترفها الأنسان في حياته ولم يلتفتوا إلى كلام نبيهم بل كانوا يعتدون وماكان النصح إلا يزيدهم طغياناً وكفرا وماكانت الموعظة تزيدهم إلا إلتفافاً للفواحش والكبائر حتى أرسل الله سبحانه وتعالى ملائكة بصور شبان حسان ولما أتوا إلى أرض سدوم رأت الملائكة إبنة لوط عليه السلام تستسقي ماء لأهلها وطلبوا منها أن تقوم بضيافتهم لكنها خافت عليهم من قوم لوط لما رأتهم من جمال وأخلاق كريمة هم عليها خافت عليهم فأمهلتهم وذهبت إلى أبيها قالت يأبتي هناك شبان على باب المدينة مارأيت وجوهاً أجمل من وجوههم وكنت أن أتي بهم إليك فيراهم قومك فيفضحوك (أي يعتدون عليهم ) هنا ماذا يفعل لوط عليه السلام هل يستقبل ضيوفه الذين لا يعرفهم أم يعتذر عن إستقبالهم أم يمكثوا في داره تجاوز تلك العقبات وذهب متخفياً إلى الغلمان الذين يقفون على باب مدينة سدوم وأخذهم إلى داره ولما وصلوا ذهبت إمرأة لوط وأخبرت قومها بالخبرفجأوا مسرعين مستبشرين هنا خانت امرأة لوط زوجها وجاء قوم لوط ووقفوا على بابه فقال لهم لوط ياقومي هؤلاء بناتي (أي هؤلاء نسوة أهل البلدة) وإذا ما قال (بناتي )لأن كل ولي أمر لأمته هوالأب وزوجته بمنزلة الأم (قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تُخزونِ فى ضيفي أليس منكم رجلٌ رشيد* قالوا لقد علمت مالنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد * قال لو أنٍ لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد) هود79ــ 78ــ 80 أي أنني لا أستطيعُ أن أدافع عن ضيفي ولا أستطيع أن أرد قوتكم لأنه ليس لي سندٌ ولا مددٌ ولا قوة وشعر لوط بالحزن والكآبة ولما رأت الملائكة لوطاً تملكه اليأس قال: (ربِ انصرني على القوم المفسدين) العنكبوت 30 وجاء الرد الإلهي سريعاً وعلى لسان الضيوف الملائكة فقالوا: (يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسرِ بأهلك بقطع من الليل ولايلتفتُ منكم من أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبحُ أليس الصبحُ بقريب) هود81 وجاء أمر الله وأمر جبريل عليه السلام أن يضرب سدوم ضربة بجناحه جعل عاليها سافلهاوأُرسلَ عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك أي مكتوب على كل حجر أسم الرجل الذي سيضرب به قال الله تعالى: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضودٍ * مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد*) هود 82ــ 83 وقال المفسرون:عندما جاء أمر الله وأمر جبريل عليه السلام أن يضرب سدوم ضربة بجناحه جعلَ عاليها سافلها وأُرسلَ عليها حجارة من سجيل منضود مسومة سجيل :الشديد الصلب القوي منضود:أي يتبع بعضها بعضاً في نزولها عليهم من السماء مسومة:أي معلمة مكتوب على كل حجرأسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدمغه توجه لوط عليه السلام إلى صوعربعد أن نجاه الله برحمته فظل يدعو الله ويتعبد له إلى أن وافاه الأجل أيها الأخوات والأخوة : رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أكرم وأجل وأفضل الأخلاق وحذرنا من أعمال قوم لوط وبين لنا أن هذا العمل هو عمل فظيع هو عمل خطير هو عمل مخيف وقد روى الحاكم عن أبي هريرةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ملعونٌ من عَمِلَ عمل قوم لوط ,ملعونٌ من عَمِلَ عمل قوم لوط,ملعونٌ من عَمِلَ عمل قوم لوط) وروى ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أخوف ماأخاف على أمتي عمل قوم لوط) وروى الطبراني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله تعالى ) قيل من هم يا رسول الله قال(المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الرجال) وروى احمد وأبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وروى الترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا ينظر الله عز وجل إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها) ومعنى ذلك أن الله يوم القيامة لا ينظر إلى هذا الرجل ولا يكلمه ولا يعاتبه بل يلقى في جهنم على الفور وإليكم ماقاله بعض السلف سلفنا الصالح أهل التقى أهل الورع أهل العلم أهل الخشية أهل الإخلاص لله (حكم النظر إلى الأمرد) الذي لاشارب له ولا لحية يسمى (أمرد) روى ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15 / 374 : (فإذا كان في ظهور الأمة والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك وهكذا الرجل مع الرجال ، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء ، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها ، كما يتوجه إليه الأمر ) رحم الله امرءً جب المغيبة عن نفسهِ رحم الله امرءً عرف حده فوقف عنده ماهو حكم الشريعة الإسلامية في الذي يفعل هذه الفاحشة قال الإمام الشافعي : (الذي يرتكب اللواطة يرجم إذا كان محصنا أي متزوجا وإذا كان غير محصن يجلد مائة جلده ) وذهب بعض الشافعية يقتل الفاعل والمفعول به قال مالك وأحمد : (يرجم إن كان محصنا أو غير محصن ) قال أبي حنيفة النعمان : (يعذب ويردع عن فعله الدنىء فإذا لم يرتدع عذر بالسيف ) وسئل الشيخ عبدالله بن جبرين عن عقوبة من يفعل الفاحشة قال : (ورد عن الصحابة عقوبة من فعل ذلك أو فعل به بالقتل أو التحريق أو الرجم أو إلقائه من أعلى شاهق ، ثم إتباعه بالحجارة وذلك لما فيها من الفساد في الأخلاق والطباع ومن المخالفة للفطرة ، ومن انصراف أهلها عن الزواج الشرعي وصيرورة المفعول به أقل حالة من الأنثى وغير ذلك) فتاوى إسلامية (3/373-374) أيها الأخوات والأخوة : بعد إطلعنا على قصة نبي لوط عليه السلام ماذا إستفدنا من هذه القصة العظيمة عندما رأت زوجة لوط الغلمان خانت زوجها وذهبت إلى قومها وأخبرتهم عنهم وأعظم خيانة يرتكبها الأنسان في حياته هي الخيانة في العرض والخيانة في الشرف وهذه أول خيانة حدثت في التاريخ كما قال العلماء ومشكلة الأمة الإسلامية اليوم هي الخيانة لولا بعض الخونة في أرض فلسطين لدحر اليهود من زمن طويل ولولا وجود الخونة في أرض العراق لما أستطاعت أمريكا تتمثل بقوتها وجبروتها على أرض بابل الخيانة هي أعظم شيء في الدنيا الخيانة هي التي تدمر الأعراض الخيانة هي التي تدمر الأمم والمجتمعات الخيانة هي التي تعيد الدول إلى الوراء لسنين طويلة عندما يغتال اليهود أحد الزعماء المقاتلين والمجاهدين بفلسطين الذين أسئل الله أن يؤيدهم وأن ينظر إليهم بعين التوفيق والمدد لا يُغتالون إلا من وراء الخيانة تصل الأنباء إلى اليهود من خلال أجهزة وعلامات يضعها الخونة فيحقق اليهود مايريدون أيها الأخوات والأخوة : نحن في زمان كثرت المغريات كثرت الشهوات والأغراءات كثيرة والصاحب ساحب ربما يكون صديق صالح فيأتي إليه صديق سيء فيأخذ بيده إلى السوء وربما تكون فتاة صالحة فتأتيها فتاة سيئة فتأخذ بيدها إلى السوء علينا أن نكون حريصين بمراقبة ووعي وتوجيه سلوك أبنائنا كثير من الأولاد والشباب المراهقين حصراً يتزاورون فيجلسون لمشاهدة أفلام الدعارة تتهيج في نفوسهم الشهوة والإنسان خلق من لحم ودم ولم يخلق من حجر وجعل الله فيه هذه الشهوة مجبولة في لحمه ودمه فإذا ماكنا مراقبين لأولادنا عارفين إلى أين ومع من يذهبون فيصبح حالنا في النهاية كحال ذاك الرجل الذي ضيع إبنتهُ وفرط في تربيتها ورعايتها لما ضاع شرفها وذبحت مروءتها وهدمت كرامتها جلس يبكي ويندب حظه وكرامته فقال له الشاعر: أتبكي على لبنى وأنت قتلتها وقد ذهبت لبنى فما أنت صانع أمريكا تعمل ليلاً ونهاراً لتدمير أخلاقنا اليهود هم الذين يبثون إلينا تلك الأفلام الماجنة حتى يميعوا شبابنا حتى يميعوا فتياتنا وإذا ماضاعت الأخلاق فقد ضاع الدين وإذا ماضاع الدين فقد هدمت المجتمعات وإذا ماهدمت المجتمعات فلم يعد شبابها صالحون للدفاع عن بلادهم للدفاع عن مقدساتهم هذه أمريكا تسرح وتمرح بالعراق وقد نشرت من فترة قناة العراق خبراً أن بثها قد وصل إلى أمريكا ماذا يبثون العراقيون وأمريكا تقوم على رؤوسهم ؟؟؟ إن مرض الإيدز قد إنتشر بالعراق لأعلى مستوى وبسبب أي شيء بسبب الأرامل الذين فقدوا أزواجهم بسبب اليتامى بسبب الذين لا يجدون من يعيلهم وانفتحت الشهوات والملذات على مصراعيها وشجع الأمريكيون ذلك وهذا ما يريدون أن يصلوا إليه ومانسمعه ونقرأه المخفي أعظم ؟؟؟؟ وهذا لم يأتي إلا من خلال الأمريكيين ومن ولاهم أيها الأخوات والأخوة : أولادنا أمانة في أعناقنا مجتمعنا أمانة في أعناقنا وديننا أمانة في أعناقنا (إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفروالفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ,
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| |
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:45 pm | |
| ابراهيم عليه السلام يلقى فى النار
أقسم ليكيدن هذه الأصنام التي يعبدونها، بعد أن تولوا مدبرين إلى عيدهم. فلما خرجوا إلى واستقر هو في بلدهم، راغ إلى آلهتهم، أي: ذهب إليها مسرعاً مستخفياً، فوجدها في بهو عظيم، وقد وضعوا بين أيديها أنواعاً من الأطعمة قرباناً إليها.
فقال لها على سبيل التهكم والازدراء: {أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ} فكسرها بقدوم في يده كما قال تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} أي: حطاماً، كسرها كلها.
{إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} قيل: إنه وضع القدوم في يد الكبير، إشارة إلى أنه غار أن تعبد معه هذه الصغار. فلما رجعوا من عيدهم ووجدوا ما حل بمعبودهم {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}
{قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أي: في الملأ الأكبر على رؤوس الأشهاد، لعلهم يشهدون مقالته ويسمعون كلامه، ويعاينون ما يحل به من الاقتصاص منه.
فلما اجتمعوا وجاؤوا به كما ذكروا، {قَالُوا أأنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا..} قيل معناه: هو الحامل لي على تكسيرها، وإنما عرض لهم في القول: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ}
وإنما أراد بقوله هذا، أن يبادروا إلى القول بأن هذه لا تنطق، فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات.
{فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} أي: فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا: إنكم أنتم الظالمون، أي: في تركها لا حافظ لها ولا حارس عندها.
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}.
وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطباً من جميع ما يمكنهم من الأماكن، فمكثوا مدة يجمعون له، حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطباً لحريق إبراهيم، ثم عمدوا إلى جوبة عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب، وأطلقوا فيه النار، فاضطربت وتأججت والتهبت وعلاها شرر لم ير مثله قط.
ثم وضعوا إبراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هزن، وكان أول من صنع المجانيق فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك، لك الحمد ولك الملك، لا شريك لك، فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيداً مكتوفاً، ثم ألقوه منه إلى النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وعن المنهال بن عمرو أنه قال: أخبرت أن إبراهيم مكث هناك إما أربعين وإما خمسين يوماً، وأنه قال: ما كنت أياماً وليالي أطيب عيشاً إذ كنت فيها، ووددت أن عيشي وحياتي كلها مثل إذ كنت فيها، صلوات الله وسلامه عليه.
يـ ’’ تـ ’’ بــ ’’ ــع | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:47 pm | |
| [size=16]مناظرة إبراهيم الخليل مع النمرود
هذه هى مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد أن ينازع العظيم الجليل في العظمة ورداء الكبرياء فادعى الربوبية، وهوَ أحدُ العبيد الضعفاء
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
قال المفسرون وغيرهم من علماء النسب والأخبار وهذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان وذكروا أن نمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة، وكان طغى وبغى، وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا.
ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال على إنكار وجود الله تعالى فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية.
فلما قال الخليل: (ربي الذي يحي ويميت قال: أنا أحي وأميت).
يعني أنه إذا آتى بالرجلين قد تحتم قتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر.
قَال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ}
أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها. وهو الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء. فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء فإن كنت كما تزعم فافعل هذا، فإن لم تفعله فلست كما زعمت وأنت تعلم وكل أحد، أنك لا تقدر على شيء من هذا بل أنت أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنتصر منها.
فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت. ولهذا قال: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
قال زيد بن أسلم: وبعث الله إلى ذلك الملك الجبّار ملكاً يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه. ثم دعاه الثانية فأبى عليه. ثم دعاه الثالثة فأبى عليه.
وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي.
فجمع النمرود جيشه وجنوده، وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذباباً بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماً باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في منْخَر الملكِ فمكثت في منخره أربعمائة سنة، عذبه الله تعالى بها فكان يُضْرَبُ رأسُه بالمرِازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها.
يــ ’’ تــ ’’ بــ ’’ ــع [/size] | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:50 pm | |
| هجرة الخليل عليه السلام إلى بلاد الشام، ودخوله مصر
قال الله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ}.
لما هجر قومه في الله وهاجر من بين أظهرهم وكانت امرأته عاقراً لا يولد لها، ولم يكن له من الولد أحد بل معه ابن أخيه لوط ، وهبه الله تعالى بعد ذلك الأولاد الصالحين، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فكل نبي بعث بعده فهو من ذريته، وكل كتاب نزل من السماء على نبي من الأنبياء من بعده فعلى أحد نسله وعقبه، كرامة له من الله، حين ترك بلاده وأهله وأقرباءه، وهاجر إلى بلد يتمكن فيها من عبادة ربه عز وجل، ودعوة الخلق إليه.
والأرض التي قصدها بالهجرة أرض الشام، وهي التي قال الله عز وجل: {إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}.
::
قصّة سارة مع الملك.
دخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك، أو جبار من الجبابرة
، فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس
قال: فأرسل إليه الملك أو الجبار من هذه معك؟
قال: أختي
قال: فأرسل بها
فأرسل بها إليه، وقال لا تكذبي قولي فإني قد أخبرته أنكِ أختي إنْ ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك.
فلما دخلت عليه قام إليها فأقبلت تتوضَّأ وتصلَّي، وتقول اللهم إن كنت تعلم إني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلاّ على زوجي فلا تسلط عليَّ الكافر،
قال: فغطَّ حتى رَكَضَ برجله.
وكان إبراهيم عليه السلام من وقت ذهب بها إلى الملك قام يصلي لله عز وجل ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذي أراد أهله بسوء، وهكذا فعلت هي أيضاً، فلما أراد عدو الله، أن ينالَ منها أمراً قامت إلى وضوئها وصلاتها، ودعت الله عز وجل بما تقدم من الدعاء العظيم، ولهذا قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه وخليله إبراهيم عليه السلام.
ثم إن الخليل عليه السلام رجع من بلاد مصر إلى أرض التيمن، وهي الأرض المقدسة التي كان فيها، ومعه أنعام وعبيد ومال جزيل، وصحبتهم هاجر .
::
مولد إسماعيل عليه السلام مِنْ هاجر
قال أهل الكتاب: إن إبراهيم عليه السلام سأل الله ذرية طيبة، وان الله بشَّره بذلك، وأنه لما كان لإبراهيم ببلاد المقدس عشرون سنة، قالت سارة لإبراهيم عليه السلام، إن الرب قد حرمني الولد، فادخل على أمتي هذه، لعل الله يرزقني منها ولداً.
فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم عليه السلام، فحين دخل بها حملت منه، قالوا: فلما حملت ارتفعت نفسها، وتعاظمت على سيدتها، فغارت منها سارة
قالوا: وولدت هاجر اسماعيل ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة، قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة. ففرح إبراهيم عليه السلام بهذا المولود الجديد وكذلك فرحت زوجته سارة لفرحه .
ولما اقتضت حكمة الله سبحانه ان يتم وضع قواعد البيت الحرام الذي ستهوي القلوب إليه كانت حكمته تقتضي أن يمتد العمران إلى هذا الوادي لذلك أمر الله سبحانه ابراهيم عليه السلام أن يسكن زوجته هاجر وابنه اسماعيل عليه السلام في مكة والحكمة العليا في هذا التصرف أن هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء الكعبة فيما بعد. فذهب بها وبولدها فسارَ بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم.
يـ ,, تــ ,, بــ ,, ــع | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:52 pm | |
| رحلة إبراهيم مع هاجر وإسماعيل لوادي مكة:
استيقظ إبراهيم يوما فأمر زوجته هاجر أن تحمل ابنها وتستعد لرحلة طويلة. وبعد أيام بدأت رحلة إبراهيم مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما إسماعيل. وكان الطفل رضيعا لم يفطم بعد. وظل إبراهيم يسير وسط أرض مزروعة تأتي بعدها صحراء تجيء بعدها جبال.
حتى دخل إلى صحراء الجزيرة العربية، وقصد إبراهيم واديا ليس فيه زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولا شراب. كان الوادي يخلو تماما من علامات الحياة. وصل إبراهيم إلى الوادي، وهبط من فوق ظهر دابته. وأنزل زوجته وابنه وتركهما هناك ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم. ظل يسير. عادت تقول له ما قالته وهو صامت. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه. أدركت أن الله أمره بذلك وسألته: هل الله أمرك بهذا؟ قال إبراهيم عليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا. وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ).
لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في هذه التصرفات الغامضة، فقد كان إسماعيل الطفل الذي ترك مع أمه في هذا المكان، كان هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء الكعبة فيما بعد. وكانت حكمة الله تقضي أن يمتد العمران إلى هذا الوادي، وأن يقام فيه بيت الله الذي نتجه جميعا إليه أثناء الصلاة بوجوهنا.
ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد راجعا إلى كفاحه في دعوة الله. أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش. كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الإحساس بالعطش. بعد يومين انتهى الماء تماما، وجف لبن الأم. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.. كان الطعام قد انتهى هو الآخر. وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية
يـ ,, تــ ,, بــ ,, ــع | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:54 pm | |
| ماء زمزم بدأ إسماعيل يبكي من العطش. وتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا". فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين. سبع مرات وهي تذهب وتعود. ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل.
عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم. وفار الماء من البئر. أنقذت حياة الطفل والأم. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.
[size=9][size=16]الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام:
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.
ومضت قصة إبراهيم. ترك ولده إسماعيل وعاد يضرب في أرض الله داعيا إليه، خليلا له وحده. ومرت الأيام. كان إبراهيم قد هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن وسكن في أرض كنعان في البادية. ولم يكن إبراهيم ينسى خلال دعوته إلى الله أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه، وكان لوط أول من آمن به، وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة.
يـ ,, تــ ,, بــ ,, ــع [/size][/size] | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 8:57 pm | |
| مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) (البقرة)
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. و وقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان...
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم.
[size=16]الجزء الأخير
البشرى بإسحاق:
كان إبراهيم جالس لوحده. في هذه اللحظة، هبطت على الأرض أقدام ثلاثة من الملائكة: جبريل وإسرافيل وميكائيل. يتشكلون في صور بشرية من الجمال الخارق. ساروا صامتين. مهمتهم مزودجة. المرور على إبراهيم وتبشيره. ثم زيارة قوم لوط ووضع حد لجرائمهم.
سار الملائكة الثلاثة قليلا. ألقى أحدهم حصاة أمام إبراهيم. رفع إبراهيم رأسه.. تأمل وجوههم.. لا يعرف أحدا فيهم. بادروه بالتحية. قالوا: سلاما. قال: سلام.
نهض إبراهيم ورحب بهم. أدخلهم بيته وهو يظن أنهم ضيوف وغرباء. أجلسهم واطمأن أنهم قد اطمأنوا، ثم استأذن وخرج. راغ إلى أهله.
نهضت زوجته سارة حين دخل عليها. كانت عجوزا قد ابيض شعرها ولم يعد يتوهج بالشباب فيها غير وميض الإيمان الذي يطل من عينيها.
قال إبراهيم لزوجته: زارنا ثلاثة غرباء.
سألته: من يكونون؟
قال: لا أعرف أحدا فيهم. وجوه غريبة على المكان. لا ريب أنهم من مكان بعيد، غير أن ملابسهم لا تشي بالسفر الطويل. أي طعام جاهز لدينا؟
قالت: نصف شاة.
قال وهو يهم بالانصراف: نصف شاة.. اذبحي لهم عجلا سمينا. هم ضيوف وغرباء. ليست معهم دواب أو أحمال أو طعام. ربما كانوا جوعى وربما كانوا فقراء.
اختار إبراهيم عجلا سمينا وأمر بذبحه، فذكروا عليه اسم الله وذبحوه. وبدأ شواء العجل على الحجارة الساخنة. وأعدت المائدة. ودعا إبراهيم ضيوفه إلى الطعام. أشار إبراهيم بيده أن يتفضلوا باسم الله، وبدأ هو يأكل ليشجعهم. كان إبراهيم كريما يعرف أن الله لا يتخلى عن الكرماء وربما لم يكن في بيته غير هذا العجل، وضيوفه ثلاثة ونصف شاة يكفيهم ويزيد، غير أنه كان سيدا عظيم الكرم.
راح إبراهيم يأكل ثم استرق النظر إلى ضيوفه ليطمئن أنهم يأكلون. لاحظ أن أحدا لا يمد يده إلى الطعام. قرب إليهم الطعام وقال: ألا تأكلون؟ عاد إلى طعامه ثم اختلس إليهم نظرة فوجدهم لا يأكلون.. رأى أيديهم لا تصل إلى الطعام.
عندئذ (أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً). في تقاليد البادية التي عاش فيها إبراهيم، كان معنى امتناع الضيوف عن الأكل أنهم يقصدون شرا بصاحب البيت.
ولاحظ إبراهيم بينه وبين نفسه أكثر من ملاحظة تؤيد غرابة ضيوفه. لاحظ أنهم دخلوا عليه فجأة. لم يرهم إلا وهم عند رأسه. لم يكن معهم دواب تحملهم، لم تكن معهم أحمال. وجوههم غريبة تماما عليه. كانوا مسافرين وليس عليهم أثر لتراب السفر. ثم ها هو ذا يدعوهم إلى طعامه فيجلسون إلى المائدة ولا يأكلون. ازداد خوف إبراهيم.
كان الملائكة يقرءون أفكاره التي تدور في نفسه، دون أن يشي بها وجهه. قال له أحد الملائكة: (لاَ تَخَفْ). رفع إبراهيم رأسه وقال بصدق عظيم وبراءة: اعترف إنني خائف. لقد دعوتكم إلى الطعام ورحبت بكم، ولكنكم لا تمدون أيديكم إليه.. هل تنوون بي شرا؟
ابتسم أحد الملائكة وقال: نحن لا نأكل يا إبراهيم.. نحن ملائكة الله.. وقد (أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)
ضحكت زوجة إبراهيم.. كانت قائمة تتابع الحوار بين زوجها وبينهم، فضحكت.
التفت إليها أحد الملائكة وبشرها بإسحاق.
صكت العجوز وجهها تعجبا:
قَالَت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) (هود)
عاد أحد الملائكة يقول لها:
وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ
جاشت المشاعر في قلب إبراهيم وزوجته. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيم واحتل قلبه نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط. كانت زوجته العاقر تقف هي الأخرى وهي ترتجف. إن بشارة الملائكة تهز روحها هزا عميقا. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ كبير. كيف؟! كيف يمكن؟!
وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم:
أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) (الحجر)
أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد أن يطمئن قلبه ويسمع للمرة الثانية منة الله عليه؟ أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز بالفرح مرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق.
قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55) (الحجر)
قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ (56) (الحجر)
لم يفهم الملائكة إحساسه البشري، فنوه عن أن يكون من القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح.
لم تكن البشرى شيئا بسيطا في حياة إبراهيم وزوجته. لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو إسماعيل، تركه هناك بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد أنجبت خلال عشرتها الطويلة لإبراهيم، وهي التي زوجته من جاريتها هاجر. ومن هاجر جاء إسماعيل. أما سارة، فلم يكن لها ولد. وكان حنينها إلى الولد عظيما، لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلت شيخوختها واحتضر حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل.
هكذا أراد الله لها. وهكذا أراد لزوجها. ثم ها هي ذي في مغيب العمر تتلقى البشارة. ستلد غلاما. ليس هذا فحسب، بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده وتشهد حياته. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت. ثم يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كله في لحظة.
فاضت دموعها وهي تقف. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإحساس محير. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيف يوفيها حقها من الشكر. وخرّ إبراهيم ساجدا على وجهه.
انتهى الأمر واستقرت البشرى في ذهنيهما معا. نهض إبراهيم من سجوده وقد ذهب عنه خوفه، واطمأنت حيرته، وغادره الروع، وسكنت قلبه البشرى التي حملوها إليه. وتذكر أنهم أرسلوا إلى قوم لوط. ولوط ابن أخيه النازح معه من مسقط رأسه، والساكن على مقربة منه. وإبراهيم يعرف معنى إرسال الملائكة إلى لوط وقومه. هذا معناه وقوع عذاب مروع. وطبيعة إبراهيم الرحيمة الودودة لا تجعله يطيق هلاك قوم في تسليم. ربما رجع قوم لوط وأقلعوا وأسلموا أجابوا رسولهم.
وبدأ إبراهيم يجادل الملائكة في قوم لوط. حدثهم عن احتمال إيمانهم ورجوعهم عن طريق الفجور، وأفهمه الملائكة أن هؤلاء قوم مجرمون. وأن مهمتهم هي إرسال حجارة من طين مسومة من عند ربك للمسرفين. وعاد إبراهيم، بعد أن سد الملائكة باب هذا الحوار، عاد يحدثهم عن المؤمنين من قوم لوط. فقالت الملائكة: نحن أعلم بمن فيها. ثم أفهموه أن الأمر قد قضي. وإن مشيئة الله تبارك وتعالى قد اقتضت نفاذ الأمر وهلاك قوم لوط. أفهموا إبراهيم أن عليه أن يعرض عن هذا الحوار. ل يوفر حلمه ورحمته. لقد جاء أمر ربه. وتقرر عليهم (عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) عذاب لن يرده جدال إبراهيم. كانت كلمة الملائكة إيذانا بنهاية الجدال.. سكت إبراهيم . وتوجهت الملائكة لقوم لوط عليه السلام
تمتـــــ [/size] | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:24 pm | |
| [size=18] الذَّبيحُ « قصّة سيّدنا إسماعيل عليه السّلام » هاجَرَ سيّدنا إبراهيم من أرض النَّهرَين (1)، أخذ معه زوجتَه سارةَ وابن خالته سيّدنا لوطاً عليه السّلام، ذهبوا إلى مملكة الأقباط، وهناك أهدى الملك فتاة اسمها هاجر إلى سارة إكراماً لزوجة خليل الرحمن. مضى سيّدنا إبراهيم إلى فلسطين، في الطريق وعندما وصلوا إلى قرية « سَدُوم » على سواحل البحر الميّت أمر سيّدنا إبراهيم لوطاً أن يسكن في تلك القرية ويدعو أهلها إلى عبادة الله سبحانه. أما سيّدنا إبراهيمُ فقد واصلَ طريقَهُ مع زوجتهِ سارةَ والفتاةِ هاجر إلى أرضِ فلسطين. رأى سيّدُنا إبراهيم وادياً جميلاً تحيطه الرَّاوبي والتِّلال، فألقى رَحْلَهُ هناك. ومنذ ذلك التاريخ وقبل آلاف السنين سكن سيّدنا إبراهيم الأرض التي تُدعى اليوم بمدينة الخليل. ضرب سيّدنا إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام. كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب، والطعام الطيب والكرم والاستقبال الحسن، ويجدون عنده الكلمات الطيبة.. كان سيّدنا إبراهيم يتحدث مع ضيوفه، وكان همّه أن يعبد الناسُ اللهَ الواحد الأحد لا شريك له ولا معبود سواه. وتمرّ الايام والأعوام وعرف الناسُ إبراهيمَ الرجل الصالح الكريم... عرفوا أخلاقه وكرمه وحبّه للضيوف، عرفوا صلاحه وعبادته وتقواه، وعرفوا حبّه للخير والناس.
البشرى ولكن من يدقق النظر في وجه سيّدنا إبراهيم عليه السّلام يرى حزناً في عينيه... لماذا ؟ لان سيّدنا إبراهيم يحبّ الاطفال. كان يتمنّى ان يكون له طفل... وها هو الآن قد أصبح شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته عجوزاً ولم يُرزقا طفلاً يأنسا به ويملأ بفرحته خيمتهما؛ أو يلعب مع الحملان والخراف. سارة زوجة سيّدنا إبراهيم كانت تحبّ زوجها ولا تريد له أن يحزن؛ لهذا قالت له ذات مساء: ـ أنت تحبّ أن يكون لك أطفال وذريّة. قال سيّدنا إبراهيم: ـ إنّها مشيئةُ الله وإرادتُه، وأنا راضٍ بذلك. قالت سارةُ المرأةُ الصالحة: ـ أنا أُحبُّ أن يكونَ لنا طفلٌ نرعاه و.. نُحبُّه ويُحبُّنا.. ـ ولكن!! ـ يا خليلَ الرحمن، أعرفُ أنني قد أصبَحتُ عَجوزاً، ولكن سأهَبُ لك جاريتي هاجر... تَزوَّجْها فلعلّ الله أن يَرزُقنا منها أولاداً. قال إبراهيم: ـ أنا لا أريدُ أن تَحزني بسببي يا سارة. ـ لن أحزن يا خليل الرحمن.. سأفرح بفرحك. وهكذا وهبت سارة جاريتها هاجر إلى زوجها إبراهيم فتزوّج سيّدنا إبراهيم.. ولم تمض تسعة أشهر حتى سُمِع بكاء الطفل.. وفرح الجميعُ بميلادِ إسماعيل.
الرَّحيل وَهَب الله سبحانه إبراهيمَ ولداً هو إسماعيلُ. كانَ طفلاً محبوباً ملأ قلبَ أبيه فَرَحاً ومَسَرّة. لهذا كان يحتضنُه ويقبّلُه وكان يقضي بعضَ أوقاته في خيمةِ أمّهِ هاجر. سارة المرأة الصالحة كانت تحبّ سيّدنا إبراهيم، تحبّ أن يفرح زوجها.. ولكنها بدأت تغار من هاجر.. هاجر التي رُزقت طفلاً أمّا هي فظلّت محرومة. سارة لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها.. لا تريد أن تكره أو تحقد على هاجر بسبب ذلك.. من أجل هذا قالت لزوجها إبراهيم: انها لا تريد أن ترى هاجرَ بعد الآن.. لأنها إذا رأت هاجر، فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك. الله سبحانه رؤوف بعباده.. كانت سارة محرومة من الأطفال، تحمّلت العذاب والهجرة بسبب إيمانها بزوجها إبراهيم وهي صابرة طوال هذه السنين.. ظلّت مؤمنة بربها وبرسوله إبراهيم.
إلى البيت العَتيق وقضت مشيئة ربّنا سبحانه ان يأخذ إبراهيمُ هاجر وابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة في الجنوب. امتثل سيّدنا إبراهيم لأمر الله فشدّ الرحال إلى مكان مجهول لم يذهب إليه من قبل.. وسار إبراهيم مع زوجته هاجر، ومعهما إسماعيل الطفل الرضيع سارا أيّاماً طويلة.. وفي كل مرّة وعندما يرى سيّدنا إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء، كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود. ولكن الملاك يهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير. وهكذا كان سيّدنا إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر وهي تحمل طفلها الرضيع. وبعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن واد ليس فيه سوى الرمال، وبعض شجيرات الصحارى الجافّة. في ذلك المكان هبط الملاك وأخبر سيّدَنا إبراهيم بانه قد وصل الأرض المقدّسة. نزل إبراهيم في ذلك الوادي... كان وادياً خالياً من الحياة ليس فيه نهر ولا نبع ولا يعيش فيه إنسان. إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل وامّه في هذا المكان.
الوَداع قبّل سيّدُنا إبراهيم طفلَه الوديعَ إسماعيل.. بكى من أجله. على إبراهيمَ أن يعودَ ويتركَ هاجرَ وابنَها في هذا المكانِ الموحشِ، بكى إبراهيمُ من أجلهما، وهو يبتعدُ عائداً إلى فلسطين. التفتت هاجرُ حوالَيها.. لَم تَرَ شيئاً سوى الرِّمال، وسوى صُخورِ الجبال الصمّاء.. قالت لزوجها: ـ أتَترُكنا هنا.. في هذا الوادي المُوحِش ؟! ـ لقد أمَرَني الله بذلك يا هاجر. كانت هاجر امرأة مؤمنة عرفت أن الله رؤوف بعباده ويريد لهم الخير والبركات. قالت لابراهيم: ـ ما دام ان الله قد أمرك فهو كفيلنا وهو يرعانا.. إنّه لا ينسى عباده. ابتعد إبراهيمُ بعد أن ودّع ابنه وزوجته. وقف فوق التلال ونظر إلى السماء وابتهل إلى الله أن يحفظهما من الشرور.
الماء! الماء! اختفى إبراهيم في الافق البعيد. لم تعد هاجر تراه، أمّا إسماعيل فلم يكن يعلم ماذا يجري حوله.. فرشت هاجر لابنها جلد كبش، وقامت لتصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة. كانت تعمل بكل طمأنينة، وكأنها في بيتها..كانت تؤمن أن هناك من يرعاها ويرعى وليدها. في النهار تجمع بعض الحطب، وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفاً تتعشّى به، وكانت تسهر معظم الليل وهي تنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم. مضت عدّة أيام وهاجر على هذه الحال.. نفد ما معها من الماء.. لم يبق في القربة حتى قطرة واحدة. نَفَد الماءُ كلّه.. لم تَبقَ منه قَطرةٌ واحدة.. الوادي المُوحِشُ يَملأه الصَّمت. راحَت هاجرُ تُدير بَصَرها في جَنَباتِ الوادي.. ولكنْ لا شيء، أيقنت ان هذه أرض جرداء خالية من الماء.. لم يمرّ بها انسان من قبل ولا يطير في سمائها طائر.. بكى إسماعيلُ الطفلُ الرضيعُ.. كان عطشاناً يَبحثُ عن قَطرةِ ماء.. إنّه لا يُدركُ ما يَجري حوله.. لا يدري في أيِّ مكانٍ هو في هذه الأرض. نَظَرت أمُّه إليه بإشفاق... ماذا تَفعل.. مِن أين لها أن تأتي بالماءِ في هذه الصحراء ؟! فجأة تَفجّرت في قلبها إرادةٌ الأُمومة.. لابدّ أن تَفعلَ شيئاً.. لابدّ أن يُوجَد في هذه الأرض ماءٌ ولو قَطرة.. لعلّ خَلفَ هذا الجبلِ غَديراً أو نَبْعاً.. لعلّ خَلف ذاك التَّلِّ بئراً حَفَرهما إنسانٌ طيّبٌ من أجل القَوافلِ المُسافرة. نَهَضَت هاجَرُ.. نَظَرت حَوالَيها لتتأكّدَ من عَدمِ وجودِ ذئبٍ أو ضَبعٍ يَفتَرسُ ابنَها الرضيع.. لا شيء سوى شُجَيراتِ الشَّوكِ هنا وهناك.. رَكَضَت هاجرُ باتّجاهِ جَبَلِ الصَّفا. كانت تَركضُ بعزمٍ وأملٍ، وكان هناكَ خوفٌ في قلبِها.. فقد يَختَطِفُ الذئبُ صغيرَها الظامئ إسماعيل.. كان صُراخُ إسماعيلَ يُدوّي في أُذنِها.. ارتَقَتْ هاجَرُ قِمّةَ الجبل.. فنَظَرت في الوادي.. رَأت ما يُشبِهُ تَمَوُّجاتِ الماء.. انحَدَرت باتّجاهِ الوادي... ولكن لا شيء! لم تكن هناك غير الرمال.. لقد كان مجرّد سرابٍ ما رأته في قلب الوادي... عادَت هاجَرُ تركُضُ نحوَ طفلِها إسماعيل.. ما يَزالُ يَبكي يَصرخُ يُريد ماءً... نَظَرت إلى جَبَلِ المَرْوَة في أمَل.. لَعلّ هناك ماءً.. راحَت تَركضُ بأقصى سُرعة.. وكانَت الرِّمال تَتطايَرُ تَحتَ قَدمَيها.. تراءى لها ما يُشِبهُ الماء... رَكضَت... رَكَضت... رَكَضت بسرعة... ولكنْ لا شيءَ سِوى السَّراب.. انقَطَع بكاءُ إسماعيل غابَ عن بَصَرِها... عادَت بسُرعة... رَأتْهُ مِن بعيدٍ يَبكي.. ما يزالُ يَطلُبُ الماءَ... وربّما كانَ يَبحَثُ عن أُمّه... كانَ خائفاً.. راحَت هاجَرُ تَعْدُو بينَ جَبَلِ الصَّفا وجَبَلِ المَرْوَةِ تَبحَثُ عن ماءٍ لوليدِها إسماعيل.. سيموتُ من الظَّمأ، سيموتُ من العَطَش.. نَظَرت إلى السماء، صاحَتِ مِن كلِّ قلبِها: يا رَبِّ! ارتَقَتْ جَبَل المَروَةَ، غابَ إسماعيلُ عن بَصَرِها.. انقَطَع بكاؤه.. خافَت هاجَرُ ربّما يكون قد ماتَ.. ربّما افتَرَسه ذئبٌ جائع.. أقبَلَت تَعْدو بكلِّ ما أُوتِيَتْ مِن قُدرةٍ رأتْ من بعيدٍ إسماعيلَ هادئاً، كان يُحرّكُ يديَهِ وقَدَميهِ، وكانَ هناكَ نَبعٌ قد تَفَجَّر عندَ قَدَميهِ الصَّغيرتين. نَظَرت هاجرُ إلى السّماءِ وهي تَبكي، لقد استَجابَ اللهُ دَعوَتَها فتَدفّقَ الماءُ من قلبِ الرِّمال.. أسرَعَت هاجَرُ لِتصَنَع حَوضاً حولَ الماءِ.. ليكونَ فيما بَعدُ بِئرَ زَمزم التي يَشرَبُ مِنها الظامِئون.
قبيلة جُرهُم شَمَّتِ الطيورُ رائحةَ الماء.. فرَاحَت تَدورُ حولَ النَّبعِ سعيدة.. هاجَرُ فَرِحَت بمَنظَرِ الطُّيورِ البَيضاءِ وهي تُحلِّقُ في سماءِ الوادي. إسماعيل أيضاً كانَ سَعيداً وهو يراها تَلعَبُ في الفضاء. كان السُّكّانُ في تلك الصَّحاري يَعيشونَ حياةَ الرُّحَّل.. ذاتَ يومٍ مَرَّت قبيلةُ جُرْهُم قريباً من الوادي، فرأى الناسُ طُيوراً تُحلِّقُ في السماء.. عَرَفوا أنّ في ذلك الوادي ماءً.. لهذا تَوجَّهوا نَحوَه.. عندما انحَدَرَتْ قَوافِلُهم في الوادي شاهَدوا منَظَراً عَجيباً! لم يَكُن هناك سِوى امرأةٍ مَعَ ابنِها الرضيع.. قالت لَهمُ المرأة: أنا هاجرُ زوجَةُ إبراهيمَ خليلِ الرحمن. كانَ افرادُ قبيلةِ جُرهُم أُناساً طيّبين.. قالوا لهاجر: ـ هل تَسمَحينَ لنا في السَّكنِ في هذا الوادي ؟ السيّدةُ هاجرُ قالت لهم: حتّى أستأذِنَ لكم خليلَ الرحمن. ضَرَبَ أفرادُ جُرهُم خِيامَهُم قريباً من الوادي رَيْثَما يأتي سيّدُنا إبراهيم فيَستأذنوه.. جاء سيّدُنا إبراهيم، ورأى مَضارِبَ الخيام.. رأى قِطْعانَ الماشِيةِ والجِمالِ، لهذا فَرِحَ بقُدومِ تلك القبيلةِ العربيّة. ومُنذُ ذلكَ الوقتِ استَوطَنَت قبيلةُ جُرهُم الوادي، وعاشَ إسماعيلُ وهاجَرُ حياةً طيّبة.. أفرادُ القبيلةِ قَدَّموا لإسماعيلَ كثيراً من الخِراف، وضَرَبوا له ولوالدتهِ خَيمةً جميلةً تَقيِهم حَرَّ الشمسِ في الصَّيف، وتَحميهم من المَطَر في الشتاء... كَبُرَ إسماعيلُ وتَعلّم لُغةَ العَرَب.. كانَ فتَىً طيّباً وَرِثَ أخلاقَ أبيه إبراهيمَ، وتأثَّر بأخلاقِ العربِ الطيِّبين، تَعلَّمَ منهم الكرمَ والضيافةَ والشجاعةَ والفُروسية.
الكعبة.. رمز التوحيد اللهُ ربّنا أمَرَ سيّدَنا إبراهيمَ عليه السّلام أن يَبنيَ بيتاً ومَسجِداً يكونُ رَمزاً للتوحيدِ ومَكاناً لعبادِة الله. قالَ سيّدُنا إبراهيمُ لولِده: إنّ اللهَ يأمرُني أن أبنيَ بيتَه فَوقَ هذا التلِّ الصغير! لبّى إبراهيمُ أمْرَ الله ولبّى إسماعيلُ دعوةَ أبيه إبراهيمَ لبناءِ بيتِ الله. كانَ على إبراهيمَ الشيخِ الكبيرِ وإسماعيلَ الفَتى أن يَنهَضا بهذِه المُهمّةِ الشاقّة. علَيهما أوّلاً أن يَنقُلا الصُّخورَ المُناسِبةَ للبناءِ من الجبالِ المُحيَطةِ بالوادي. وكانَ عليهما أن يَجمَعا التُّرابَ ويُوفِّرا الماءَ الكافي لِصنُعِ « المَلاط » اللازم في بناءِ البيت. وهكذا بدأ البناءُ، نَقَلوا أوّلاً الصُّخورَ من الجِبالِ المُحيطَةِ بالوادي وصَنَعا حَوضاً للماءِ وجَمَعا التراب. كانَ الفتى إسماعيلُ يتَولّى حَمْلَ الصُّخور.. كانَ يَنتَخِبُ الصُّخورَ الصُّلبةَ لتكونَ أساساً قَوياً في البناء.. جَمَع كثيراَ من الصُّخورِ الخضراءِ اللّون.. ثمّ صَبَّ الماءَ في حوضِ الترابِ ليصنعَ طيناً لَزِجاً يَشُدُّ الصُّخورَ إلى بعضِها. كانَ سيّدُنا إبراهيمُ يَرصِفُ الصُّخورَ الخضراءَ الواحدةَ بعدَ الأخرى ليبني أساسَ البيت.. أمّا إسماعيلُ فكانَ يُناوِلُ أباهُ الصُّخور.. في كلّ يومٍ كانا يَبْنِيانِ سافاً واحداً، ثمّ يعودان في اليوم التالي لبناءِ سافٍ آخرَ.. وهكذا. في كلِّ يومٍ كانَ البناءُ يَرتفعُ قليلاً... وفي كلِّ يومٍ كان إبراهيمُ وإسماعيلُ يَطُوفانِ حولَ البناءِ ويَقولان: ربَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ. ارتَفَعَ البناءُ في الفضاءِ تِسعَةَ أذرُعٍ، أي ما يَقرُبُ من الثَّمانيةِ أمتارٍ. رأى سيّدُنا إبراهيمُ فَراغاً في زاويةِ البيتِ العُليا. في تلك الليلةِ كانَتِ الشُّهُبُ تتَوهّجُ في السماء، وسَقَطَ نَيزَكٌ فوقَ سُفوحِ الجبالِ القريبة. في الصباحِ انطَلَق سيّدُنا إبراهيمُ إلى الجبلِ المطلّ على الوادي، وَقَعت عيناه على حَجَرٍ أبيضَ مِثلِ الثَّلج، كانَ حَجَراً بحجمِ الفَراغ.. لهذا حَمَلهُ سيّدُنا إبراهيم ووَضَعَهُ في مكانِه. انتهى بناءُ البيت.. بيتِ اللهِ الحرامِ، ليكونَ أوّلَ بيتٍ يُعبَدُ فيه اللهُ وحدَه لا شريكَ له. كانَ للكعبةِ بابان: بابٌ باتّجاهِ الشرق، وبابٌ باتّجاه الغربِ، جَمَعَ سيّدُنا إبراهيم نَباتاً طيّبَ الرائحةِ يُدْعى « الإذخُر » فوَضعَه على الباب، وجاءت هاجَرُ أمُّ إسماعيل وأهدَت إلى الكعبةِ كِساءً.
الحجُّ الإبراهيمي انطَلَق سيّدُنا إبراهيمُ إلى الجبلِ وارتَقَى القِمّةَ ثم هَتَف بأعلى صوتِه يَدعو الأجيالَ البشريّةَ إلى حَجِّ البيتِ العتيق. سَمِعَت قبيلةُ جُرهُم والقبائلُ العربيّةُ المُجاوِرةُ نِداءَ إبراهيمَ خليلِ الرحمن. لم يَحِجَّ ذلكَ العامَ سوى سيّدنا إبراهيمَ وإسماعيلَ وهاجَر. هَبَط المَلاكُ جِبْريلُ يُعلّمُ سيّدَنا إبراهيمَ مَناسِكَ الحَجّ. غسَلَوا بمياهِ زَمزَم، وارتَدَوا ثِياباً بيضاءَ ناصِعةً، وبدأوا طَوافَهُم حولَ الكعبةِ سَبْعَ مرّات، وأدَّوا الصلاةَ ودَعَوا الله أن يَتقّبلَ منهم أعمالَهُم... وبعدَها انطَلَقوا لقطعِ الوادي بين جَبَلَي الصَّفا والمَرْوَةِ. وتَذَكّرت هاجَرُ تَفاصيل ذلك اليومِ قبلَ أكثرَ من اثنَي عَشَرَ عاماً، عندما كانَ إسماعيلُ صَبيّاً في المَهْد. تَذكَّرت بُكاءه وبَحثَها عن الماء.. تَذَكّرت كيفَ قَطَعَت هذا الوادي المُوحِشَ سَبْعةَ أشواطٍ تَبحثُ عن الماءِ، وكيف تَوجَّهَت بقلبِها إلى السماء ؟ وكيفَ تَدفَّقَ الماءُ عند قَدَمَي إسماعيل ؟! اللهُ ربُّنا أرادَ لهذه الحوادثِ أن تَبقى في ذاكرةِ البَشَر، يَتذكّرون دائماً أنّ الله سبحانه هو وحدَهُ القادرُ على كلِّ شيء. صَعِدَ سيُّدنا إبراهيمُ وابنُه إسماعيلُ جَبَل الصَّفا، ونَظَرا إلى بيتِ اللهِ بخشوعٍ وهَتَفا: ـ لا إله إلاّ الله وحدَهُ لا شَريكَ له.. لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير.
القُرْبان هَبَط المَلاكُ جبريلُ وأمَرَ سيّدَنا إبراهيمَ أن يَتزَوّدَ بالماءِ ثَمّ يذهبَ إلى جَبَل عَرَفات ومِنى، ومن ذلك الوقتِ سُمّي يوم الثامنِ من ذي الحجّةِ الحرام بيومِ التَّرْوِيَة. أمضى سيّدُنا إبراهيمُ ليلتَه هناك.. نظَرَ إلى السماء المُرصَّعَة بالنجوم. نظَرَ إلى ما خَلَق الله من الكواكبِ التي تُشبِهُ المَصابيحَ، فسجَدَ لله الخالقِ البارئ المصوِّرِ له الأسماءُ الحُسنى يُحيي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير. أغمَضَ سيّدُنا إبراهيمُ عَينَيه ونامَ.. في عالَمِ المَنامِ رأى سيّدُنا إبراهيمُ شيئاً عجيباً!! رأى نفسَهُ يَذبَحُ ولدَهُ إسماعيل... إنتَبَه من نومِه.. كانت السماءُ ما تزال زاخِرةً بالنجومِ، ورأى ابنَه نائماً. عادَ سيّدُنا إبراهيمُ إلى نَومِه.. مرّةً أخرى تَكرَّرت ذاتُ الرُّؤيا.. رأى نفسَهُ يَذبَحُ ابنَهُ ويُقِّدمُه قُرباناً إلى ربِّ العالمين!! استَيقَظ سيّدُنا إبراهيمُ وقد انفَلَق عَمودُ الفَجرِ.. تَوضّأ وصلّى... واستيَقَظ إسماعيلُ فتَوضّأ وصلّى. طَلَعَتِ الشمسُ وغَمَرت التِّلالَ بالنور. كانَ سيّدُنا إبراهيمُ حَزيناً.. إنّ الله عزّوجلّ يَمتَحِنهُ مَرّةً أخرى... يَمتحِنُهُ هذه المرّةَ بذبحِ ابنِه.. ماذا يفعل ؟ لو أمَرَه اللهُ سبحانه بأن يَقذِفَ نفسَه في النارِ لَفَعل، ولكن ماذا يَفعلُ ؟ في هذه المرّة عليه أن يَذبحَ ابنَه ؟! ترى ماذا يَفعل ؟ هل يُخبِرُ ابنَه بذلك ؟ هل يَذبَحُه عُنوَةً ؟ وإذا أخبَرَ ابنَهُ هل يَقبَلُ ابنُهُ بالذبحِ ؟ هل يَتحَمّلُ إسماعيلُ آلامَ الذَّبح ؟! إسماعيلُ رأى أباه حَزيناً، فقال له: ـ لماذا أنتَ حَزينٌ يا أبي ؟ قالَ سيّدُنا إبراهيم: ـ هناك أمرٌ أقلَقَني... يا بُنيّ إنّي أرى في المَنامِ أنّي أذبَحُكَ، فماذا تَرى ؟ أدرَكَ إسماعيلُ أنّ الله سبحانه يأمرُ رسولَه إبراهيمَ أنّ يُضحّي بولدِه... إسماعيلُ كانَ يُحبُّ أباه كثيراً، يَعرِفُ أنّ أباه لا يَفعلُ شيئاً إلاّ بأمرِ ربِّه... إنّه خليلُ الرحمن الذي امتَحَنَه اللهُ عندما كانَ فتىً في بابلَ وحتّى بعد أن أصبَحَ شيخاً كبيراً. عَرَف إسماعيلُ أنّ اللهَ يَمَتَحِنُ خليلَه إبراهيم... لهذا قال له: ـ يا أبتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللهُ مِن الصَّابِرين. سيّدُنا إبراهيمُ فِرِحَ بذلك. كانَ إسماعيلُ وَلداً بارّاً مُطيعاً ومُؤمناً باللهِ ورسولهِ.
[/size][/center] | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:28 pm | |
| | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:36 pm | |
| | |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:39 pm | |
| أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام اسمه إسرائيل كان نبياً إلى قومه ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته بشارة ميلاده وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده وسارة جدته أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته وسيذكره الله فيما بعد بغير إشارة لإسمه في قصة يوسف نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان فلا يذكر غير همه ومصيبته غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه قال تعالى في سورة (البقرة): (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهكَ وإله آبائكَ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ) البقرة 133 إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الإحتضار مشهد عظيم الدلالة نحن أمام ميت يحتضر ماهي القضية التي تشغل باله في ساعة الإحتضار ما هي الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للإنزلاق مع سكرات الموت ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده ما الشيء الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته على سلامة وصوله لكل الناس ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (ما تعبدون من بعدي ) البقرة 133 هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت قضية الإيمان بالله هي القضية الأولى والوحيدة وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده وهي الذخر والملاذ قال أبناء يعقوب: ( نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام إن خرجوا عنه خرجوا من رحمة الله وإن ظلوا فيه أدركتهم الرحمة مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام ويطمئن على عقيدتهم قبل موته ابتلي بلاءً شديداً في إبنه يوسف سترد معنا مشاهد من قصة يعقوب عليه السلام عند ذكرنا لقصة إبنه النبي الكريم يوسف عليه السلام أدناه هذه لمحة سريعة عن قصة نبي الله يعقوب عليه السلام كما وردت بالقرأن وابدأ بعون الله تعالى بقصة يوسف عليه السلام سورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء بإسهاب ودلالة على إعجاز القرآن في المجمل والمفصّل وفي الإيجاز والإطناب (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) يوسف 111 وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله يوسف بن يعقوب وما لاقاه من أنواع البلاء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته والآخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي تآمر النسوة حتى نجّاه الله تعالى. والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مرّ به من أذى ومن محن في عام الحزن وما لاقاه من أذى القريب والبعيد فأراد الله تعالى أن يقص عليه قصة أخيه يوسف وما لاقاه هو في حياته وكيف أن الله تعالى فرّج عنه في النهاية لأنه وثق بتدبير الله تعالى ولم ييأس لا هو ولا أبوه يعقوب ونلاحظ أن سورة يوسف تناولت قصة يوسف الإنسان وليس يوسف النبي إنما جاء ذكره كنبي في سورة غافر : (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شكٍ مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب* الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار*) غافر 34 ــ 35 لذا فقصته في سورة يوسف لها ملامح إنسانية تنطبق على يوسف وقد تنطبق على أي من البشر وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا (أصبح عزيز مصر) وقصة نجاح في الآخرة أيضاً (وقوفه أمام إغراءات امرأة العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفاً من الله عزّ وجلّ) وقد اشتملت قصة يوسف على كل عناصر القصة الأدبية واشتملت على الكثير من المشاهد التصويرية بحيث تجعل القارئ يرى فعلاً ما حدث وكأنه ماثل أمام ناظريه وللسورة أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها وأدائها وفي قصصها الممتع اللطيف وتسري مع النفس سريان الدم في العروق وجريان الروح في الجسد ومع أن السور المكية تحمل في الغالب طابع الإنذار والتهديد إلا أن سورة يوسف اختلفت عن هذا الأسلوب فجاءت ندّية في أسلوب ممتع رقيق تحمل جو الأنس والرحمة وقد قال عطاء: (لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها) وقال خالد بن معدان: (سورة يوسف ومريم مما يتفكّه به أهل الجنة في الجنة) ولقد ابتدأت السورة بحلم (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) يوسف 4 وانتهت بتفسير الحلم (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ) يوسف 100 وتسير أحداث القصة بشكل مدهش فالأصل أن يكون محبة الأب لإبنه شيء جميل لكن مع يوسف تحول هذا الحب لأن جعله إخوته في البئر ثم إن الوجود في البئر أمر سيء لكن الله تعالى ينجي يوسف بأن التقطه بعض السيّارة ثم كونه في بيت عزيز مصر كان من المفروض أن يكون أمراً حسناً لولا ما همّت به امرأة العزيز ثم السجن يبدو سيئاً لكن الله تعالى ينجيه منه ويجعله على خزائن الأرض ثم يصبح عزيز مصر وقد أسهبت السورة في ذكر صبر يوسف على محنته بدءاً من حسد إخوته له وكيدهم ثم رميه في الجبّ ومحنة تعلق إمرأة العزيز به ومراودته عن نفسه ثم محنة السجن بعد الرغد الذي عاشه في بيت العزيز ولمّا صبر على الأذى في سبيل العقيدة وصبر على الضر والبلاء نقله الله تعالى من السجن إلى القصر وجعله عزيز مصر وملّكه خزائن الأرض وجعله السيد المطاع والعزيز المكرم وهكذا يفعل الله تعالى بأوليائه ومن يصبر على البلاء فلابد لرسول الله أن يقتدي بمن سبقه من المرسلين ويوطّد نفسه على تحمل البلاء (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل) الأحقاف 35 وكأنما قصة يوسف مشابهة نوعاً ما لما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم فيوسف لاقى الأذى من إخوته والرسول صلى الله عليه وسلم لاقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه وعشيرته ويوسف هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه الله بجعله عزيز مصر وفي هذا إشارة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق الله تعالى له النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة وقد تحدثت الآيات كثيراً عن عدم اليأس في سورة يوسف فالأمل والصبر موجودان دائماً للمؤمن مهما بلغت به المحن والبلايا (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87 (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) يوسف 110 ولننظر إلى قمة التواضع عند يوسف عليه السلام فبعد كل ما أعطاه الله تعالى إياه من ملك مصر وجمعه بأهله جميعاً ماذا طلب من ربه بعد هذا كله؟ قال: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) يوسف 101 فيا لتواضعه عليه لسلام بعد هذا الشرح لنبدأ على بركة الله تعالى المشهد الأول : الرؤيا ومعاناة البئر يقول الله جل جلاله : (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يابني لا تقصص رُؤياكَ على إخوتكَ فيكيدوا لكَ كيداً إن الشيطان للإنسانِ عدوٌ مبين * ) يوسف 4ــ 5 أيها الأخوات والأخوة : مازلت وإياكم في رحاب سيرة الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من خيرة خلقهِ وأيدهم بالرسالة والمعجزات ومازلنا نتكلم عن الصراع بين الحق والباطل وبين المعصية والطاعة وبين الخير والشر وحديثي اليوم عن (نبي الله يوسف عليه السلام) لقد ولد ليعقوب إثنى عشرة ولداً كلهم ولدوا في بابل بالعراق إلا (بنيامين )ولد في أرض كنعان بفلسطين نبي الله يوسف هو أصغر أولاد نبي الله يعقوب عليهما السلام وقيل أن أخوه ( بنيامين ) هو أصغر منه والله أعلم رأى يوسف في المنام رؤيا عجيبة وقد قال ابن عباس ( كانت رؤياهم في المنام وحيٌ من الله عز وجل ) رأى أحد عشرة كوكباً يسجدون له والشمس والقمر فاستيقظ مستبشراً فرحاً وحدث أباه يعقوب بما رأى ففهم يعقوب ان هذا وحيٌ من الله سبحانه وأن الله قد اصطفى يوسف من بين إخوته بالنبوة والرسالة وقد قال العلماء :مابين الرؤيا التي رأها يوسف وبين إجتماعه مع أبيه وإخوته في مصر أربعون سنة فقال له يعقوب :يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك (أي اجعل هذا الأمر محصور بيني وبينك ) كان العرب يقولون :الحسد بين الأخوة والعداوة في الأقارب لا تتكلم بهذا يايوسف أمام إخوتك حتى لايكيدون لك كيدا لا تستطيع أن ترده ازدادت محبة يعقوب ليوسف مما جعل إخوته يحسدونه على قربه من أبيه وعلى محبته له وهو اصغرهم وهم الذين يقومون على أمره ورعايته مع أبيهم والحسد يجر إلى أمر خطير كما جر الحسد قابيل إلى قتل أخيه هابيل اجتمع الأخوة مع بعضهم وتأمروا بقتل يوسف عليه السلام أخوة يكيدون لأخيهم من أمهم وأبيهم يقول جل جلاله : (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعدهِ قوماً صالحين ) يوسف 9 أي اقتلوا يوسف أو اطرحوه في أرض بعيدة يخلوا لكم وجه أبيكم وتستغفروابعدها من ذنبكم وتكونوا قوماً صالحين لكن أخاهم الأكبر (روبيل )قال لهم : (لا تقتلوا يوسف و ألقوه فى غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين) يوسف 10 واتفقوا على هذا الأمر وذهبوا إلى أبيهم : (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون * أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له لحافظون * ) يوسف 11 ــ 12 أي أرسله معنا إلى البادية نحن نحبه يلعب معنا ويعود إليك نشيطاً قوياً وإنا له لحافظون ولكن يعقوب شم من حديثهم رائحة المكيدة فقال : (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون * قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبةٌ إنا إذاً لخاسرون *) يوسف 13 ــ 14 وكان عمر يوسف أنذاك 12 سنة وذهبوا وألقوه بالجب وألقى الله إليه : يايوسف لاتخف مما يفعله معك أخوتك ( وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) يوسف 15 (وجاؤوا أباهم عشاء يبكون * قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمنٍ لنا ولوكنا صادقين * ) يوسف 16 ــ 17 ونظر يعقوب إلى قميص ولده فرأه ملطخاً بدمِ شاةٍ وقال : (ما أحلم هذا الذئب الذي أكل يوسف ولم يمزق قميصه ) (قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصيرٌ جميل والله المستعان عما تصفون ) يوسف 18 قال العلماء :الصبر الجميل هو الذي لايشتكي المرء فيه إلا إلى الله سبحانه وعاش يوسف أيام معدودة في البئر في تلك الظلمات لكن عين الله ترعاه وتحفظه وجاءت قافلة من مدين قاصدة أرض مصر قد ضلت الطريق وقطعت من الماء فأرسلوا احدهم حتى يستقي لهم ماءً ولما ألقى دلوه تعلق به يوسف عليه السلام (وجاءت سيارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون ) يوسف 19 فقد ذهل هذا الساقي من جمال ذاك الفتى ومن صورته الحسنة وقد كان يوسف عليه السلام يعرف بالجمال الباهر والفتان فقد أعطاه الله جمالاً لم يعطيه أحداً من خلقه ولما رجع به إلى القافلة أخفوه بين بضاعتهم ولما وصلت القافلة إلى مصر باعوه بثمن بخس (أي دراهم معدودة )في سوق العبيد أيها الأخوات والأخوة : إن الأخوة الحقيقين والذين يريدون الله ورسوله هم الذين يتصافحون وهم الذين يتسامحون وهم الذين يغفرون زلات بعضهم أما الأخوة الذين يحسدون بعضهم والذين يسيئون لبعضهم والذين يفرقون بين بعضهم البعض إنما هم أخوة الشياطين إنما هم أخوة الحسد إنما هم أخوة العداوة والبغضاء يـــتـــــبع
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:43 pm | |
|
المشهد الثاني :من قصة يوسف وإتهامه بالفاحشة
أيها ألأخوات والأخوة : إنتقل يوسف من محنة الحسد إلى محنة البئر ثم يمتحن في سوق الرقيق حيث يصبح عبداً لواحد من الأثرياء من الناس واشتراه عزيز مصر وكان عقيماً لا ينجب الولد وقال لآمرأته : (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمهُ من تأويل الأحاديث والله غالبٌ على أمرهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف 21 (ولما بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين ) يوسف 22 تعجب عزيز مصر من أخلاق يوسف الكريمة ومن خصاله الحميدة فأعطاء الثقة المطلقة في قصره وجعله رئيساً على خدمه وحرية التصرف بما يريد أما امرأة العزيز فقد فتنت بيوسف وازداد شوقها وحبها له يوماً بعد يوم وأصبحت تراود يوسف تتقرب إليه وهذا إمتحانٌ عظيم وخطير لكن يوسف كان يعرض عنها لايريد أن يخون عزيز مصر الذي أعطاه الثقة المطلقة وازداد الغرام والحب والشوق عند امرأة العزيز وقد قال الشاعرواصفاً ذاك الحب الذي أحرق قلب امرأة العزيز ولم تصل إلى ماتريد : وأشد مالقيت من ألم الجوى قلت الحبيب وما إليه وصولُ كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولُ تشبيه عظيم امرأة العزيز تريد أن تقضي وترها وشهوتها من يوسف لكنها لا تستطيع لأنها في منزلةٍ عظيمة في منزلة السيادةوالملك والمرأة شريك للرؤساء والحكام لكنها كيف تستطيع الوصول إليه ؟؟ يقتلها ظمأ الحب والشوق والحنين إلى ماتريد وقد قال يحي بن معاذ الرازي : لو أن الله أمرني أن أقسم العذاب بين خلقهِ ماقسمت للعاشقين عذابا أي أن الحب هو أعظم عذاب يبتلى به العاشقون يكفيهم هذا العذاب وقد قال آخر : دلائل الشوق لا تخفى على أحدٍ كحامل المسكِ لا يخلو من العبقِ ووصل الحال بإمرأة العزيز إلى أنها تزينت بأحسن وأجمل ثيابها وهيأت نفسها ليوسف وأغلقت الأبواب السبعة في قصرها وأغلقت النوافذ وقالت ليوسف هيتَ لك (وراودتهُ التي هو في بيتها عن نفسهِ وغلقت الأبواب وقالت هَيتَ لكَ قال معاذ الله إنهُ ربي أحسن مثواي إنه لا يفلحُ الظالمون ) يوسف 23 أي إنه عزيز مصر أحسن مثواي لا أخونه بعرضه لا أخون من أتمنني على ماله وزوجته وقصره (ولقد همّت به وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرفَ عنهُ السوءَ والفحشاءَ إنهُ من عبادنا المخلصين*) يوسف 24 قامت إليه تشده من ثيابه عندما هرب إلى الباب وهمَّ بها أي دفعها عنهُ فرأى سيدها لدى الباب أتى العزيز إلى القصر على غير عادته وكيد المرأة سرعان مايتحولُ هذا الحب إلى حقد (واستبقا الباب وقدت قميصهُ من دُبرٍوألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلكَ سوءاً إلا أن يُسجن أو عذابٌ أليم ) يوسف 25 ولمارأى يوسف هذه التهمة الباطلة (قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قُدَ من قُبُلٍ فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قُدَ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين *) يوسف 26 ــ 27 لكن الله لا يضيع الحق لمظلوم ولو بعد حين كان هناك طفلٌ رضيع في غرفتها ابن أخت زليخا أنطقه الله في المهد وشهد شاهد من أهلها (فلما رأى قميصه قدّ من دبرٍ قال إنه من كيدكن إن كيدكُن عظيم ) يوسف 28 والرسول صلى الله عليه وسلم يقولُ لنا : (اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت بالنساء ) رواه مسلم من هنا بين لنا عليه الصلاة والسلام : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلّق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه) رواه البخاري وكان ملك مصر لايغار على زوجته يرى المنكر ويتغاضى عنه فالتفت إلى يوسف وقال له اكتم هذا وقال لزوجته استغفري لذنبكِ إنكِ كنتِ من الخاطئين (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبكِ إنكِ كنتِ من الخاطئين ) يوسف 29 وانتشر الخبربسرعة عن طريق المخابرات المصرية (اللواتي هن النسوة ) قال القرأن (وقال نسوة في المدينة ) لم يقل قال أناس في المدينة أو رجال في المدينة إذا أتيت إلى منزلكَ تسمع خبراً من زوجتكَ ما سمعته من قبل على الرغم من أنكَ أنتَ كنتَ خارج المنزل وتشارك الناس لكُنتَ سمعت منهم الخبر الذي تحدثكَ عنه زوجتك مهمة النساء نقل الكلام وإذا أردت أن تنشر خبراً فانشره عن طريق النساء فإنهن أسرع وسيلة من وسائل الإعلام (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراودُ فتاها عن نفسهِ قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلالٍ مبين ) يوسف 30 فلما سمعت زليخا بما يقول النسوة دعتهن إلى حفل إستقبالٍ ووضعت لهن الوسائد والأرائك والفاكهة والطعام والشراب وأحضرت لهن السكاكين فلما بدأن يأكلن قالت ليوسف أخرج عليهن (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئاً وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملكٌ كريم* قالت فذالكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسهِ فا ستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين *) يوسف 31ــ 32 فقال يوسف السجن أحب إلي من فعل الفاحشة أحب إلي من الوقوع في كيد النساء (قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم *) يوسف 33ــ 34 أعظم البلاء من النساء وكيد النساء وصفه الله أنه كيدٌ عظيم والمرأة إذا أرادت أن توقع إنساناً بالفاحشة فإنها تنصب له شباك الغرور تنصب له شباك الحب المزيف توقعه بحبها وغرامها وتزين له الشهوة والرذيلة حتى يقع فيها لذلك حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الإختلاط بالنساء وقال لنا : (لا يخلوا أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ) البخاري و مسلم وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي النساء أعظم فتنة وأعظم البلاء من النساء فاجتبوا النساء غير المحارم حتى تسلم في دينك وعرضك وكرامتك وأقنعت زليخا والنسوة اللاتي راودتن يوسف معها على الفاحشة العزيزوأقنعت قومها بأن يوسف أراد أن يراودها عن نفسها في بيتها وانصاع العزيز إلى رأي زوجته وأُمر بيوسف فحمل على حمار ليكون أبلغ في المذلة والإهانة وطافوا به في شوارع مصر وضرب بالطبول أن العزيز حكم على يوسف بالسجن لأنه أراد بأهله بسوء وكان ابن عباس رضي الله عنه عندما يذكر هذا الكلام كان يبكي حتى تبتل لحيته وادخل يوسف السجن وعاش في ظلماته وأحزانه وأغلاله وأسره ولكن هذه الظلمات وهذه الأغلال التي يعيش فيها كانت أحبُ إليه من كيد النساء ومن الفاحشة فيوسف بريٌ متهمٌ مظلوم لم تنصفه كلمة القضاء إن يوسف رمز العفاف والطهارة والقيم والمبادىء أيها الأخوات والأخوة : الوضع خطير والشهوات منفتحة على ابوابها ولكي تعصموا أنفسكم وأن تجعلوا لأنفسكم وقاية من الفساد والتكشف المنتشر بالمجتمعات الإسلامية ماعليكم إلا أن تتخذوا يوسف قدوةً لكم قدوةً في العفاف قدوةً في الطهارة قدوةً في النزاهة وإنني مع الأسف بل أتعجب من شبان وفتيات يقفون على أبواب المدارس ليذهبوا لأداء الإمتحانات العلمية وإذا بالإمتحانات العلمية تكون بؤرة للفساد والضياع عندما نرى شاب يضع يده في يد فتاة بعيدة عن أهلها وعندما نرى فتاة تخون أمها وأباها وتذهب مع أصدقائها إنه أمر مؤسف جداً إنهن عارضات أزياء على أبواب العلم والمدارس وإنكم ترون بعض شباب اليوم لا يلتفتون إلى علم وليس همهم النجاح والأخذ بناصية مجتمعهم نحو العلم والحضارة والرقي بل أصبحت الإمتحانات فرصة للإلتقاء وأصبح الأبناء يفقدون الرقابة الداخلية والخارجية فإنه يذبح الشرف ويموت الضميروالكرامة وتضيع الأخلاق ولا يوجد من يصلح ولا يوجد من يربي ولا يوجد من يوجه المسؤولية كبيرة وأمر لاينبغي أن نتهاون به الشاب خلق من لحم ودم والفتاة عندما تأتي لأداء الإمتحان تخرج متزينة وفي أجمل لباسها وأغلى عطرها وتسير في الطريق بأجمل حركاتها إنها تدمر أمة بأسرها من الذي يحي قصة يوسف عليه السلام شباب الإسلام يحيونها عندما يعرفون القرأن العظيم ويتمسكون بسنة نبيهم وبعقيدتهم الحقة (إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) يـــتــبع
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:50 pm | |
| القسم الأخير من قصة نبي الله يوسف عليه السلام المشهد الثالث: من قصة يوسف السجن ومعاناته بعدأن اقنعت امرأة العزيز والنسوة ( العزيز )أن يوسف راودهن على الفاحشة أصدر أمره بإرساله إلى السجن ماذا عمل يوسف بالسجن كان يقوم على خدمة المرضى وينصح الأشقياء ويواسي الضعفاء والمظلومين ويخفف أحزانهم وآلامهم ودخل معه السجن ساقي الملك الذي كان يسقيه خمرا وخباز الملك الذين اتهما بمحاولة تسميم الملك فرأى رؤيا أفظعتهما فسارعا إلى يوسف يستفتيان قال أحدهما يايوسف إني رأيت أعصر العنب بكأس الملك وأسقيه خمرا وقال الآخر وأنا رأيت في منامي أني احمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه أفتينا بتأويله هنا أغتنم يوسف فرصة الدعوة إلى الله سبحانه فإن الدعوة إلى الله ليس مرتبطة على منبر أو محراب أو مسجد إن الدعوة إلى الله في كل مكان في الأسواق في الشوارع في السجون إنها أمانة ملقاة على عاتق الدعاة إلى الله سبحانه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا قومه إلى توحيد الله وعبادته في الأسواق وكان يجمعهم على جبل الصفا ومرةًعلى جبل المروة ومرة يغتنم وجود الناس في مواسم الحج فيوسف أغتنم هذه الفرصة (قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون* واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون *) يوسف 37 إلى 40 ثم أعطاهم جواب الفتوى: (يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) يوسف 41 أي الساقي يخلى سبيلك وتعود لعملك وتسقي الملك خمرا والخباز سوف تصلب وتأكل الطيرمن رأسك ووقع تأويل يوسف عليه السلام وجاءت براءة الساقي وحكم بالصلب على الخباز وعند خروج الساقي من السجن قال له يوسف: (وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) يوسف 42 أي أذكرني عند الملك فأنساه الشيطان هذه الذكرى فربما ألهته حياة القصر المزدحمة يوسف وأمرهُ فلبث في السجن بضع سنين أراد الله بهذا أن يعلم يوسف عليه السلام درساً وزيادة في كرم الله عليه واصطفاءه له فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد فقد ورد في إحدى الرويات أنه جاء جبريل معاتباً إلى يوسف قال: يا يوسف من نجّاك من إخوتك قال:الله قال:من أنقذك من الجب قال:الله قال:من حررك بعد أن صرت عبداً قال:الله قال:من عصمك من النساء قال:الله قال:فعلام تطلب النجاة من غيره؟ لذلك شاء الله له (فلبث في السجن بضع سنين) والله أعلم وعانى يوسف من آلام السجن ولاسيما أنه كان يعاني في نفسه مرارة التهمة والأمر الذي وقع به ولما أرد الله سبحانه تعالى أن يفرج عن يوسف كربه وأن يخرجه من سجنه وأسره رأى ملك مصررؤية : (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون * قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين *) يوسف 43 ــ 44 ولما سمع ساقي الملك بهذه الرؤيا تيقظ من غفلته التي طالت سنين طويلة تذكر يوسف الذي أوصاهُ أن يذكره عند ملكه فقال أيها الملك إن في السجن فتى كريم له رأي ثاقب وعنده علم غزير أرسلني إليه لعلي أتيك بالخبر اليقين وذهب الساقي مسرعاً إلى يوسف ودخل السجن وقال: (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون * قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون *) يوسف 46إلى 49 ورجع الساقي وأخبر الملك بفتوى الرؤيا وعلم الملك أن وراء هذا الفتى عقلاً كبيراً وفكراً واسعاً ونظرةً عميقة وذهب رسول الملك وقال يايوسف لقد جاء الفرج والمخرج إن الملك يريدك أن تجلس بين يديه وأن تجلس بين قومه حتى يسمع منك هذا الكلام لكن يوسف النزيه البريء الطاهر النقي يوسف المتهم لم تطاوعه نفسه أن يخرج من السجن من غير براءته من تهمة الفاحشة (وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ) يوسف 50 وقد أهتم الملك بقضية يوسف وأخذت مأخذها عنده جمع النسوة والقوم وجاء بامرأة العزيز (قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) يوسف 51 جاءت شهادة النسوة ببراءة يوسف عليه السلام وامرأة العزيز أعترفت الأن ظهر الحق أنا راودته عن نفسه مرات ومرات ولكنه أستعصم وامتنع وإنه صادق فيما قال وأنا التي أسئت إليه وظهرت براءة يوسف وجاء إلى الملك فقال يوسف : (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين * وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم *) يوسف 52ــ53 أي ليعلم عزيز مصر أنني لم أخنه في زوجته وأهله في غيبته روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إياكم والخيانة فإنها بئس البطانة ) يرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى إتخاذ البطانة الصالحة يأمر الحكام إلى إتخاذ بطانة صالحة فالبطانة الصالحة لها الدور الأعظم في صلاح ورقي المجتمعات فقد عزل الملك عزيز مصر من منصبه (وفي أكثر المنتديات وجدتُ مدون الآتي : أن ملك مصر قد زوج يوسف من زليخا زوجة العزيز بعد وفاته وأنجبت له ولدان ومنهم من قال إثنى عشرة ولداً وهذا من الأسرائيليات حيثُ لم يخبرنا القرأن ولا رسولنا الكريم به لذلك إقتضى التنبيه ) أُعجب الملك بأخلاق يوسف الحميدة التي تمتع بها وأراد أن يتخذ من بطانته رجلاً يقوم على نصحه ونصح أمته ومجتمعه فقال الملك يايوسف لقد أصبح مقدارك عندي عظيماً فاختر منصباً في دولتي أجعلك عليه وكيلا ويعلم يوسف أنه سوف يأتي على مصر سنين فيها القحط والجفاف والقلة وسيأتي عليها أعوام فيها الخير والعطاء ففكر بمنصب وزارة المالية لأن يوسف يعلم أن المال عصب الأمة وقوامها والأمة لا يمكن لها أن تنهض بدون مال وقد صدق الشاعر عندما قال : وهو اللسان لمن أراد فصاحةً وهو السلاح لمن أراد قتالاً فقال له: (قال اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم *وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين * ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ) يوسف 55إلى 57 اجعلني على خزائن المال وأقوم على خدمةالناس من خلال هذا المنصب وأعطني زمام بيت المال ومفاتيح خزائن المال المشهدالرابع : تولي وزارة المال ولقاء الأخوة بعد أن أُعجب الملك بأخلاق يوسف الحميدة التي يتمتع بها عينه وزيراً للمال ومكن الله ليوسف بأرض مصر وطار صيته في أنحاء مصر وما حولها من البلاد أنه يحكم مصر وزيراً للمالية رؤوفاً رحيماً كريماً لايفرق بين أحد من الناس يقيم العدل بينهم وفي سنوات الخير والعطاء وجاد فيها نهر النيل أغتنم يوسف الفرصة سارع إلى إنشاء خزانات المياه وشرع بإنشاء أماكن لتخزين الحبوب والميرة إستعداداً لأيام القحط والقلة وبعد سبع سنين الخير جاءت سنين القحط والجفاف ووصل القحط والجفاف إلى أرض فلسطين حيث يقيم نبي الله يعقوب وأولاده فجمع يعقوب أولاده وقال يابني إن بمصر وزيراً كريماً يعرف بالأخلاق والفضائل والمكارم يعرف بعدله وبعطائه وسخائه بين الناس إذهبوا وشدوا ركائبكم إليه وسيروا على بركة الله وأحضروا بالميرة من عنده ولكن أتركوا عندي أخوكم ( بنيامين )لعلي أسكن إليه وأواسي به همومي وأحزاني فإني لا أستطيع فراقكم كما أنني لا أستطيع الفراق عن أخوكم يوسف الذي فقدته منذ سنين طويلة ولا أدري ماذا فعل به الزمان وانطلق أخوة يوسف من فلسطين متوجهين إلى مصريقطعون السهول والجبال والأودية ولما وصلوا أرض مصر نزلوا بساحة يوسف عزيز مصر استأذنوا على يوسف فدخل الحاجب وقال : ياأيها العزيز إن بالباب عشرة من الرجال تتشابه وجوههم وملامحهم لغتهم واحدة وإنهم ذو هيبتةٍ وجمال وإنهم يستأذنونك بالدخول فهل تأذن لهم ويدخل أخوة يوسف عليه يقول ابن عباس رضي الله عنه : (مابين إلقاء يوسف بالجب والتقائه مع إخوته إثنتان وعشرون سنة ) نظر إليهم يوسف فعرفهم ولم يعرفوه وأنكروه ولم ينكرهم وإن السنين غيرت ملامح يوسف لكن ملامحهم لم تتغير قال الله سبحانه : (وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون) يوسف 58 قالوا أيها العزيز جئناك من بلاد بعيدة نطلب الطعام والشراب وأحسن يوسف نزلهم وقام على خدمتهم ورعايتهم ولما إنتهت أيام الضيافة دعاهم إلى مجلسه وقال لهم لقد أكرمتكم وقمت على خدمتكم وأحسنت نزلكم فمن حقي أن أسئلكم من أنتم وما شأنكم فتقدم أخوهم الأكبر (روبين )وقال : نحن إثنى عشرة أخاً تركنا أخاً لنا عند أبينا حتى يقوم على خدمته ورعايته وأخاً فقدناه منذ سنين طويلة لا ندري ماذا فعل به الزمان وإننا أبناء رسولٍ كريم إننا من سلالة يعقوب نبي الله فقال لهم :اعطوني شاهداً ودليلاً على كلامكم فقالوا نحن بأرض غربة ولا نعرف أحداً يخبرنا الله سبحانه : (ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين * فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون *قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون* وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون *) يوسف 59إلى 62 ورحلت القافلة من مصر قاصدة فلسطين ورجع أولاد يعقوب إلى أبيهم يحملون معهم أطيب الذكريات يحملون معهم قصة ذاك الوزيرالذي يعرف بالأمانة والعدل والأخلاق والمبادىء وراح يعقوب يستفسر منهم ماذا جرى معهم فقالوا لأبيهم : ياأبانا نحن في سنين فيها القحط والجفاف وإن العزيز قد أخذ علينا عهدا أن لا يكيل لنا مرة ثانية حتى ترسل معنا أخانا (بنيامين ) (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون) يوسف 63 هنا يعقوب لا يدري ماذا يفعل هل يرسل معهم بنيامين والحاجة ماسة إلى الميرة (قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين * ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير * قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل *) يوسف 64إلى 66 هنا خاف يعقوب على أولاده من عيون الحساد (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ) يوسف 67 وقد ورد بالحديث عن أبي ذر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين ) رواه أحمد ووصل أولاديعقوب مصر ومعهم (بنيامين )ودخلوها كما أوصاهم أبوهم وأستقبلهم عزيزمصر يوسف وقام بخدمتهم وأسكنهم بغرف القصر مثنى مثنى كل إثنين بغرفة وبقي بنيامين وحيداً فبكى فقال له يوسف لماذا تبكي قال لوكان أخي يوسف حياً لجلس معي (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) يوسف 69 وانتهت أيام الضيافة وحُملت القافلة من الطعام والشراب وأرادوا الرحيل طلب يوسف من الذي يضع الميرة في القافلةأن يضع صواع الملك في رحل أخيه بنيامين ونادى منادي أيتها القافلة أنتم سارقون (قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين * قالوا فما جزآؤه إن كنتم كاذبين * قالوا جزآؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين *) يوسف 73ــ 75 قالوا من سرق يصبح أسيراً وعبداً للمسروق هذه شريعة يعقوب فقبل يوسف بذلك (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم * قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون *) يوسف 76إلى 77 قال يوسف هذا الذي سرق ومن حقي أن يصبح عندي أسيراً وعبداًلي (قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنآ إذا لظالمون * فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين * ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين * واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون * قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم * وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم *) يوسف 78إلى 84 ودخل أولاد يعقوب إلى مخدع أبيهم إلى مصلاه يخففون عنه آلامه وأحزانه (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين* قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون) يوسف 85 إلى 86 أي لاتكلموني بهذافإن كلامكم ولومكم هذا يزيدني أسى وتحسراإنما أشكو بثي وحزني إلى الله وقد تجدد الحزن القديم بالحزن الجديدعند يعقوب فقد يوسف من قبل وفقد بنيامين وقد قال الشاعر : لم يؤخذالدمعُ لامرىءٍ عبثاً الله أدرى بلوعةِ الحزن وقال آخر: سرى همي فأمرضني وقدماً زادني حرضا كذاك الحب قبل اليوم مما يورثُ المرضا وهذه مصيبة يمتحن بها يعقوب فقدان إبنه الآخر لكن يعقوب لم ييأس من رحمة الله سبحانه بل كان أمره معلقٌ دائماً بأمر الله تعالى فقال لأبنائهِ إنني على ثقةٍ ويقين أن يوسف حيٌ يسعى في الأرض ولكن لا أدري أي وادٍ سلك اذهبوا فتحسسوا وابحثوا عسى أن يأتيني بهم جميعاً (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87 لكن أخوة يوسف رجعوا إلى أنفسهم ربما يوسف يكون قد نجى ربما يكون قد خرج من البئر واقتنعوا بما أشار عليهم والدهم ورجعوا إلى مصر يتخبطون بين الرجاء والخوف هل يصلون إلى مايريدون ولما وصلوا دخلوا على العزيز (فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينآ إن الله يجزي المتصدقين ) يوسف 88
ملاحظة القصص منقولة من عدة مواقع دينية .. شهد
| |
|
| |
شهد عضو مجلس الادارة ومدير المنتدى الادبي
عدد الرسائل : 3559 الاوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: سلسلة قصص الأنبياء السبت أبريل 19, 2008 9:54 pm | |
| أي جئنا ببضاعة قليلة رديئة من المتاع أعطينا الميرة وتصدق علينا بأخينا بنيامين عسى أن نخفف به أحزان وآلام أبينا هنا لما رأى يوسف أن الهم والكرب قد أخذ مأخذه من أخوته وأبيهم أراد أن يعلن عن نفسه وأن يبين حقيقته وهويته (قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) يوسف 89 نظروا إلى أنفسهم من يعلم حالة يوسف ومن ذكر له قصة يوسف إن الأمر ليس طبيعي ونظروا إلى وجهه وراحوا يبحثون عن علامات التي غابت عنهم من خلال السنين الطويلة التي مرت عليهم ولما أمعنوا أنه أخوهم يوسف (قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين * قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) يوسف 90ــ 91 وطلبوا منه أن يسامحهم ويغفر لهم خطيئتهم ولما رأى الخوف والخجل قد أخذ مأخذه منهم (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) يوسف 92 أيها الأخوات والأخوة : هذا الموقف يذكرنا بموقف الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة عزيزاً قوياً بعد أن أخرُج منها مهاناً قال لأهل مكة : (ماتظنون إني فاعل بكم )قالوا خيراً أخٍ كريم وابن أخٍ كريم قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) إنها أخلاق الإسلام إنها أخلاق الأنبياء والمرسلين والعفو عند المقدرة كثيرٌ من الأخوة في مجتمعنا الذي أصبحنا فيه بعيدين عن الله سبحانه يعادون إخوتهم بالحسد يفرقون بينهم وبين آبائهم يفرقون بينهم وبين إخوتهم من أجل مصالحهم الشخصية من أجل ميراث قليل من أجل عرقٍ من الدنيا زائل فمن سار على هذا الطريق إنما يسيرعلى طريق أخوة يوسف الذين حسدوه وعاملوه بالحقد والكراهية وإن يوسف هو رمز الأخ الصالح فإن شئتم أن تقتضوا بيوسف فاقتضوا به فنعم الأخ الذي كان عوناً لأخوته على المحبة فسيروا على طريقه في جمع شمل أخوتكم المشهد الخامس:لقاء يوسف مع أبويه وأخوته قال يوسف لأخوته أخبروني عن حال أبي يعقوب قالوا إن أباكَ قد ذهب بصرهُ من شدة البكاء والحزن فقال لهم : (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين) يوسف 93 وخرجت القافلة من مصر قاصدةً أرض فلسطين وعلى بعد ثمانية أيام ويعقوب في مصلاه وإذ به يسجُ شوقاً وفرحاً وهو يقولُ : (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون * قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم *) يوسف94 إلى 98 وذكروا لأبيهم ماحدث معهم وإن أخوهم يوسف الذي تأمروا عليه بالقتل وألقوه بالجب قد أصبح عزيز مصر أصبح سيداً بعد أن كان عبداً رقيقاً يباع في الأسواق أصبح غنياً بعد فقرٍ وقلة أصبح أميناً على خزائن مصر قالوا ياأبانا إن يوسف يريدكَ أن تذهب إليه فذهب يعقوب وزوجته (رحيل )أم يوسف والأخوة إلى مصر لكي يلتقوا هناك بأبنائهم الذي طال غيابهم ولما دخل يعقوب مصر كان عمره يتجاوز مائة وثلاثين سنة وخرج يوسف والخدم والحاشية ليستقبلوا نبي الله يعقوب عليه السلام وحدث اللقاء بين يوسف وأبيه وذرفت العيون فرحاً بعد أن ذرفت بكاءً وحزناً وأسى سنين طويلة وتعانق يوسف وأبيه ويعقوب تعانقت القلوب والأرواح وتعانق الأخوة مع بعضهم البعض وسامحهم يوسف عليه السلام والذي كان قادراً على أخذ حقهِ منهم لكن العفو والصفح من شيم العظماء والكرام النبلاء (وقال علماء التفسير بين الرؤيا وتأويلها (ثمانين سنة) والبعض (أربعين سنة)والبعض(ثماني عشرة سنة )والله أعلم وهنا رفع أبويه على العرش أي (السرير)وخّروالهُ ساجدين (أبوه وأمه وإخوته ) وكان السجود عندهم وجوب تحية وكرامة لا سجود عبادة (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) يوسف 100 يوسف لم ينسى المنعم فالتجأ إلى الله قائلاً: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) يوسف 101 يتواضع نبي الله يوسف ويطلب من الله تعالى طلبين (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين) يوسف 101 ويسئل ربه أن يتوفاه مسلماً ويلحقه في زمرة الصالحين وهذا من تمام وكمال التواضع لله ولعباد الله إنه لم يرى بنفسه رفعةً على إخوته ولا على الناس إنما نظرلنفسهِ أنهُ عبدٌ ضعيف ذليل يرجوا رحمة الله سبحانه أيها الأخوات والأخوة : ماذا إستفدنا من هذه القصة العظيمة إن الأخوة الحقيقين والذين يريدون الله ورسوله هم الذين يتصافحون وهم الذين يتسامحون وهم الذين يغفرون زلات بعضهم أما الأخوة الذين يحسدون بعضهم والذين يسيئون لبعضهم والذين يفرقون بين بعضهم البعض إنما هم أخوة الشياطين إنما هم أخوة الحسد إنما هم أخوة العداوة والبغضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى يارسول الله الذين يقيلون عثرة، ولا يقبلون معذرة، ولايغفرون ذنبا ) رواه ابن عساكر عن معاذ فقد روى الحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم , وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم , ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا ,فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض ) هذه عاقبة الذي يرفع أنفهُ ولا يقبل الإعتذار هذه عاقبة الذي يتعالى على الناس هذه عاقبة الذي تأخذه العزة بالأثم هذه عاقبة الذي لا يرى للآخرين شعورا هذه عاقبة الذي لا يحسب للآخرين حقاً ولا كرامة ولا مقاما فإنه لا يرد على حوض الرسول صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالجنة عندما عرج به إلى السماء عن انس عن النبي قال : (رايت ليلة أسري بي قصورا مستوية مشرفة على الجنة، فقلت يا جبريل لمن هذا فقال للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين ) الأمام الشافعي يقول : اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * فلا خير في ود يجيئ تكلفا ولا خير في خلٍ يخون خليلهُ * ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشاً قد تقادم عهدهُ * ويظهر سراً بالأمس قد خفى سلام على الدنيا اذا لم يكن بها* صديق صدوق صادق الوعد منصفا (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي وابن ماجه وكل إنسان يفرق ولايرضى بالخير ولا يرضى بالمعروف والنهي عن المنكر (كبر عليه أربع تكبيرات وعده من الموتى ) إن المسلم الحق هو الذي يعفو ويصفح إن المسلم الحق هو الذي يتجاوز عن سيئات إخوته المؤمنين إن المسلم الحق هو الذي ينشر الخير ولو على حساب كرامته ومصلحته ماأحوجنا إلى المحبة وجمع الشمل وقد تكالب علينا الأمريكيون والبريطانيون واليهود والفرنسيون والأوربيون ونحن أمة ترانا متفرقين مختلفين الأخ لا يحب أخاه والجار لا يحب جاره والقريب لا يحب قريبه وإذا بحثت عن السبب تجد الحسد في قمة الأسباب تعالوا نتسامح ونعفو أفضل لنا من أن تطبق علينا الآية الكريمة : (ياأيها الذين أمنوا لما تقولون مالا تفعلون *كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون *) الصف 2ــ3 نحن أمة أصبحنا نقول الكثير ولا نفعل ولو قليل نحن أمة أصبح الحسد في قلوبنا متشعبا والعداوة والضغينة هي طعامنا وشرابنا وفاكهتنا فهل من متعظٍ ومن معتبرٍ ومن مقتدٍ (بيوسف عليه السلام ) (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) الشورى 43 أيها الأخوات والأخوة : اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفروالفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين , وإلى اللقاء قريباً بإذنه تعالى | |
|
| |
| سلسلة قصص الأنبياء | |
|