هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالقرآن الكريم البوابةأحدث الصورالتسجيلالتحميل شات ثقافة دخول
مواضيع مماثلة

 

 كتاب دلائل النبوة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
كاتب الموضوعرسالة
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:05 pm

ويذكر ابن عساكر أن صفوان بن أمية سار يوم حنين بين الغنائم ، فجعل ينظر إلى شِعبٍ مُلأ نعماً وشاء ورعاء، فأدام النظر إليه، ورسول الله e يرمُقه فقال النبي: ((أبا وهب، يعجبُك هذا الشِعب؟)) قال: نعم. فقال e: ((هو لك وما فيه)).

فقال صفوان: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفسُ نبي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أسلم صفوان سيد قريش وأحد عقلائها لما رآه من جود النبي e، فرأى في كرم كفه وفيضِ عطائه وطيبةِ نفسه بهذا العطاء؛ ما يدل على نبوته ورسالته e.

وعطاؤه e ليس مرتبطاً بمصلحة شخصية، ولا يطرد بزيادة العلاقة مع المُعطى أو نقصاِنها، يقول عليه الصلاة والسلام: (( إني لأعطي الرجل، وغيرُه أحبُ إليّ منه، خشيةَ أن يكبه الله في النار)).[1]

ومن صور كرمه e ما رواه جابر بن عبد الله، قال: كنت مع النبي e في غزوة فقال لي: ((أتبيع ناضِحك [أي جملك] هذا بدينار، واللهُ يغفرُ لك؟)).

قلت: يا رسول الله هو ناضِحكم إذا أتيتُ المدينة [أي أنه يعطيه للرسول e بلا مقابل إذا وصلوا المدينة].

فقال e: ((فتبيعه بدينارين، واللهُ يغفر لك؟)) قال: فما زال يزيدني ديناراً ديناراً، ويقول مكان كل دينار: ((والله يغفر لك)) حتى بلغ عشرين ديناراً.

فلما أتيت المدينة أخذتُ برأس الناضح، فأتيت به النبي e، فقال: ((يا بلال، أعطه من الغنيمة عشرين ديناراً)) وقال: ((انطلق بناضحك، فاذهب به إلى أهلك)).[sup][2][/sup]

وفي رواية في مسند أحمد قال جابر: (فمررت برجل من اليهود، فأخبرته: قال: فجعل يعجب ، ويقول: اشترى منك البعير، ودفع إليك الثمن، ووهبه لك؟ فقلت: نعم).

وحُق له أن يعجب، رجل يشتري جملاً من آخر ، ويزيده في السعر، ثُم يعطيه ثمن البعير والبعير، فما هذا بمعهود بين الناس لا مألوف، إنه جود نبي أدبه ربه فأحسن تأديبه.



[1] رواه البخاري ح (27)، ومسلم ح (150).


[2] رواه ابن ماجه ح (2205)، وأحمد ح (13839).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:06 pm



حلم النبي e

ومن عظيم أخلاقه وجميل خلاله e؛ عفوه عمن ظلمه، وحِلمه على من جهل عليه، وذلك أن لا حظَّ لنفسه في نفسه. ((وما انتقم رسول الله e لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)).[1]

وعن أنس بن مالك t قال: لم يكن النبي e سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً. كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ((ما له؟ ترِبَ جبينُه)).[2]

ولما سئلت أمُ المؤمنين عائشةُ عن خلق رسول الله e؛ قالت: ((لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئةَ، ولكن يعفو ويصفح).[3]

وهذه الصفة من صفاته e مذكورة في الكتب قبل الإسلام، ففي البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن .. ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله. ويفتح بها أعيُناً عُمياً، وآذاناً صُماً، وقُلوباً غُلفاً).[4]

وقد صدق t ، ففي السفر المنسوب إلى النبي إشعيا: " هوذا عبدي الذي أَعضُده، مختاري الذي سُرّت به نفسي، وضعتُ روحي عليه، فيخرج الحق للأمم، لا يصيح، ولا يَرفع ولا يُسمع في الشارع صوتُه، قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ، إلى الأمان يخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته، هكذا يقول الله الرب خالق السموات " (إشعيا 42/1-4)

ومن عفوه e وحِلمه أنه في يوم حنين لما أجزل العطاء لضعاف الإيمان يتألف قلوبهم للإسلام؛ قال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله! يتهم رسول الله بالظلم والحيف.




[1] رواه البخاري ح (3296)، ومسلم ح (4294).


[2] رواه البخاري ح (6031).


[3] رواه الترمذي ح (2016)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (5820).


[4] رواه البخاري ح (2125).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:06 pm



يقول ابن مسعود: فأتيتُ النبي e فأخبرتُه، فغضب حتى رأيتُ الغضب في وجهه، ثم قال: ((يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر)).[1]

إنه يمتثل أمر ربه وهو يقول له: } فاصفح الصفح الجميل {(الحجر: 85).

ويقوم رسول الله e في المسجد؛ حتى إذا بلغ وسطه أدركه رجل، فجبذ بردائه من ورائه، وكان رداؤه e خشناً، فحمّر رقَبتَه، فقال: يا محمد، احمل لي على بعيريَّ هذين، فإنك لا تحمل من مالك ولا من مال أبيك.

فقال رسول الله: ((لا، وأستغفر الله، لا أحملُ لك حتى تُقِيدني مما جبذتَ برقبتي)) فقال الأعرابي: لا والله لا أُقيدُك .

يقول أبو هريرة: فلما سمعنا قولَ الأعرابي أقبلنا إليه سراعاً، فالتفت إلينا رسول الله e فقال: ((عزمتُ على من سمع كلامي أن لا يبرح مقامَه حتى آذن له)).

ثم قال رسول الله e لرجل من القوم: ((يا فلان، احمل له على بعير شعيراً، وعلى بعير تمراً)). ثم قال رسول الله e لأصحابه: ((انصرفوا)).[2]

قال السندي: "أراد أنه لكمال كرمه يعفو البتة، وفي أمثال هذه الأحاديث دليل على أنه لولا (أي: لو لم يؤت) المعجزات إلا هذا الخلق لكفى شاهداً على النبوة".[3] } فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين{ (آل عمران: 159).

ومن حلمه e أن أعرابياً جهل حرمة المسجد، فقام يبول في طرف المسجد، فقام إليه الصحابة ينتهرونه، فقال رسول الله e: ((لا تزرموه، دعوه)) فتركوه.



[1] رواه البخاري ح (3405)، ومسلم ح (1062).


[2] رواه النسائي ح (4776)، وأبو داود ح (4775).


[3] شرح السندي على النسائي (8/34).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:06 pm



ثم إن رسول الله e دعاه فقال له مبيناً ومعلماً: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن))، ثم أمر رجلاً من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنَّه [فصبَّه] عليه.[1]

واستدان النبي r من أحدهم ، فجاء الرجل إلى النبي e يطلب دينه، فأغلظ القول في طلبه، فهمَّ به أصحاب النبي e. فقال عليه الصلاة والسلام معتذراً لسوء مقال الرجل وغلظته: ((إن لصاحب الحق مقالاً)).

ثم قال لأصحابه: ((اشتروا له سِناً))، فأعطوه إياه. فقالوا: إنا لا نجد إلا سِنَّاً هو خيرٌ من سِنِّه. قال: ((فاشتروه، فأعطوه إياه، فإن من خيركم أحسنَكم قضاءً)).[2]

فلم يقابل رسول الله إساءة الرجل بمثلها، بل عفا عنه وصفح، ثم أحسن إليه، فرد خيراً مما أخذ، وهو في كل ذلك يمتثل أمر ربه ومولاه } والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين { (آل عمران: 134).

وهكذا فإن هذا الصفح وذلكم الحلم، إنما هما بعض أخلاق النبوة التي كساها الله نبيه وحبيبه e لتكون شاهداً آخر على نبوته ورسالته.[3]

زهد النبي e

وإن من دلائل نبوته e زهادته في الدنيا وإعراضه عنها ترقباً لجزاء الله في الآخرة، ولو كان دعياً يفتري الكذب لما فرط في دنيا يفتري ابتغاء الكسب فيها، فإعراضُه e عن الدنيا وزهدُه في متاعها دليل نبوته ورسالته.



[1] رواه البخاري ح (221)، ومسلم ح (285)، واللفظ له.


[2] رواه البخاري ح (2390)، ومسلم ح (1601).


[3] يعلق المستشرق الأمريكي واشنجتون إيرفنج في كتابه "حياة محمد" على عفو النبي r عن قريش عند فتح مكة بقوله: "كانت تصرفات الرسول [r] في مكة تدل على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفر، فقد أبدى رحمة وشفقة على مواطنيه، برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه توّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو". قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل ص (81).





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:07 pm



وأول ما نلحظه أنه e ما كان يطلب أجراً على نبوته من أحد، بل كان يقول بمثل ما قال إخوانُه الأنبياء من قبل: } قل ما أسألكم عليه من أجرٍ وما أنا من المتكلفين { (ص: 86).

واستغناء الأنبياء عن أجر الناس وجزائهم دليل على نبوتهم، وأنهم يرقبون الأجر من الله، ولذا لما دعا مؤمن آل ياسين قومه للإيمان بأنبياء الله قال لهم: } قال يا قوم اتبعوا المرسلين % اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون { (يـس: 20-21).

ودعونا نتأمل بعض صنيعه e وبعضَ ما أنزل الله إليه ، ثم ننظر هل هذا صنيعُ دعي كذاب، أم هو أدبُ النبوة وعبق الرسالة؟

كان النبي e يؤثِر حياة الزهد، ويدعو الله أن يجعله من أهلها، فكثيراً ما تبتل إلى ربه مناجياً: ((اللهم أحيني مسكيناً، وأمِتْني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة)).[1]

وخيره ربه بين المُلكِ في الأرض وبين حياة الشظف والقِلة، فاختار r شظف العيش زهادة منه في الدنيا وترفعاً على متاعها، ففي حديث أبي هريرة t أن ملَكاً نزل من السماء، فقال: يا محمد أرسلني إليك ربك. قال: أفملِكاً نبياً يجعلُك أو عبداً رسولاً؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. فقال e: ((بل عبداً رسولاً)).[2]

وإذا تأملنا حياة النبي e، ونظرنا كيف كان يعيش r في بيته، فإنا راؤون عجباً، فلكم بقي عليه الصلاة والسلام طاوياً على الجوع ، لا يجد ما يأكله، وهو رسولُ الله وصفوتُه من خلقه، يقول أبو هريرة: (ما شبع آل محمد e من طعام ثلاثة أيام حتى قبض).[3]



[1] رواه الترمذي ح (2352)، وابن ماجه ح (4126)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (3328).


[2] رواه أحمد ح (7120)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (1002).


[3] رواه البخاري ح (5374).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:07 pm



ورآه عمر t يتلوى من الجوع، فما يجد رديء التمر يسد به جَوعَتَه ، ثم رأى t ما أصاب الناس من الدنيا فقال: (لقد رأيتُ رسول الله e يظل اليوم يلْتَوي، ما يجد دَقَلاً يملأ به بطنه).[1] والدقل: هو التمر الرديء.

وحين يجد النبي e طعاماً فإنما يجد خبز الشعير فحسب، يقول ابن عباس حاكياً حال ابن عمه e: (كان رسول الله e يبيت الليالي المتتابعةَ طاوياً، وأهلُه لا يجدون عشاء، وكان أكثرُ خبزِهم خبز الشعير).[2] ومع ذلك فما كان يجد ما يشبعه منه.

وهذا الشعير الذي لم يشبع منه e كان من رديء الشعير، لا من جيده، فقد كان غير منخول.

سئل سهل بن سعد: هل أكل رسول الله e النقي [أي من الشعير]؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله e النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله.

فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه [أي: بللناه بالماء] فأكلناه.[3]

وتحكي أم المؤمنين عائشة لابن أختها عروة حال بيوتات النبي r، فتقول: (ابنَ أختي، إنْ كنا لننظرُ إلى الهلال ثم الهلال، ثلاثةَ أهلَّةٍ في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله e نار).

فسألها عروة: يا خالةُ، ما كان يُعيشُكم؟ قالت: (الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله e جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله e من ألبانهم، فيسقينا).[4]

وبعد وفاة النبي r دُعي أبو هريرة t إلى شاة مشوية، فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله e من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.[5]



[1] رواه مسلم ح (2978).


[2] رواه الترمذي ح (2360)، وابن ماجه ح (3347)، وأحمد ح (2303)، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (2703).


[3] رواه البخاري ح (5413).


[4] رواه البخاري ح (2567)، ومسلم ح (2972).


[5] رواه البخاري ح (5414).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:08 pm



وتدخل امرأة وابنتاها على أم المؤمنين عائشة يشكون الجوع، فما الذي وجدوه في بيت النبي e؟

تجيبنا أم المؤمنين عائشة: فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة، فأعطيتُها إياها، فقسمَتَها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت، فخرجت، فدخل النبي e علينا، فأخبرته فقال: ((من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار)).[1]

وفي مرة أخرى يطرق باب النبي e ضيف، فلا يجد عليه الصلاة والسلام ما يضيفه، فيرسل إلى بيوته يسأل نساءه، فلا يجد عندهن شيئاً سوى الماء، فلم يجد رسول الله بُداً من الطلب من أصحابه أن يضيِّفوه.[2]

ومع ذلك كله فقد كان لسانه e لا يفتَر أن يطلب دوام حال الكفاف والزهادة ، فيقول داعياً ربه: ((اللهم ارزق آلَ محمدٍ قوتاً)).[3]

قال القرطبي: "معنى الحديث أنه طلب الكفاف , فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة, وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغِنى والفقر جميعاً".[4]

وإذا تساءلنا عن أثاث بيت النبي e ، فإنه e ما كان يعيش إلا كسائر لأصحابه، أما وساده e فتصفه أم المؤمنين عائشة وتقول: (كان وسادة رسول الله e التي يتكئ عليها من أدَم [جلد مدبوغ]، حشوها ليف).[5]

وأما فراشه فحصير يترك أثراً في جنبه، يقول ابن مسعود: نام رسول الله e على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وِطاء [فراشاً] فقال: ((ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها)).[6]



[1] رواه البخاري ح (1418)، ومسلم ح (2629).


[2] انظره في البخاري ح (3798)، ومسلم ح (2054).


[3] رواه البخاري ح (6460)، ومسلم ح (1055).


[4] نقله عنه ابن حجر في فتح الباري ح (11/299).


[5] رواه البخاري ح (6456)، ومسلم ح (2082)، اللفظ له.


[6] رواه الترمذي ح (2377)، وابن ماجه ح (4109)، وأحمد ح (3701)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (3317).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:08 pm



ودخل عليه عمر t، فرآه مضطجعاً على حصير قد أثر في جنبه، وألقى ببصره في خزانة رسول الله e، فإذا فيها قبضةٌ من شعير، نحو الصاع ، وقبضة أخرى من ورق الشجر في ناحية الغرفة.

قال عمر: فابتدرتْ عيناي بالبكاء. فقال e: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب؟)) قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنتَ رسولُ الله وصفوتُه، وهذه خزانتك!

فقال: ((يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة، ولهم الدنيا؟)) قلت: بلى.[1]

ودخلت امرأة أنصارية بيته e ، فرأت فراشه مثنية، فانطلقت، فبعثت بفراش فيه صوف إلى بيت النبي e، فلما رآه قال: ((رُدِّيه يا عائشة، فوالله لو شئتُ لأجرى الله عليّ جبال الذهب والفضة)). قالت عائشة: فرددته.[2]

لقد كان e أزهد الناس في الدنيا، ممتثلاً أمرَ ربه الذي أمره أن يعيش عيشة الكفاف والزهد، وأمره أن يخير نساءه بين حياة الزهد معه وبين تسريحهن إلى بيوت أهلهن، فاخترن جميعاً رضي الله عنهن البقاء معه على هذه الحال.

تقول عائشة: لما أمر رسول الله e بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: ((إني ذاكر لك أمراً، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك)) ...

ثم قال: إن الله عز وجل قال: }يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً % وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً { (الأحزاب: 28-29).

قالت: فقلتُ: في أي هذا أستأمرُ أبويَّ؟ فإني أريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة.

قالت: ثم فعل أزواجُ رسول الله e مثلَ ما فعلتُ.[3]



[1] رواه البخاري ح (4913)، ومسلم ح (1479) ، واللفظ له.


[2] رواه البيهقي في الشعب ح (1449)، وأحمد في الزهد ح (77)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح (3287).


[3] رواه البخاري ح (4786)، ومسلم ح (1475) واللفظ له.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:09 pm



وتشكو إليه e ابنته فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، وترجو من أبيها أن يعطيها خادماً يخفف عنها ما هي فيه، فلا يجد الأب الحاني من نصيحة لابنته وزوجها أفضلَ من قوله: ((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشِكما أو أخذتما مضاجِعكما، فكبرا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم)).[1]

وأدركت فاطمة معدِن أبيها ونوعه بين الرجال، وعرفت إيثاره الآخرة على الدنيا، فأتته ذات يوم بكِسْرةِ خبزِ شعير، فأكلها النبي e وقال: ((هذا أول طعام أكله أبوكِ منذ ثلاث)).[2]

وتدور الأيام دورتها، وتقبل الدنيا على المسلمين، فيقف عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر فقال: (ما أبعد هديَكم من هدي نبيكم e ، أما هو فكان أزهدَ الناس في الدنيا، وأنتم أرغبُ الناس فيها).[3]

وأبصر النبي r جبل أُحدٍ فقال لأصحابه: ((ما أحب أنه تَحوَّل لي ذهباً، يمكث عندي منه دينارٌ فوق ثلاث، إلا ديناراً أرصدُه لدَين)).

ثم قال: ((إن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وقليل ما هم)) وأشار أبو شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله، أي يفرقه.[4]

وتروي عائشة من خبره e عجباً، فتذكر أنه كان في بيتها بعضُ قطعٍ من ذهب، فقال رسول الله e: ((ما فعلتْ الذهبُ)) فقالت عائشة: هي عندي، فقال: ((ائتيني بها)).

تقول عائشة: فجئتُ بها، فوضعها في يده ثم قال بها [أي رماها] ، وقال: ((ما ظن محمد بالله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده؟ أنفقيها)).[5]



[1] رواه البخاري ح (6318) ، ومسلم ح (2727).


[2] رواه أحمد ح (12811).


[3] رواه أحمد ح (17353)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب ح (3294).


[4] رواه البخاري ح (2388)، ومسلم ح (94).


[5] رواه أحمد ح (24964).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:09 pm



وكيف لا يكون هذا حاله، وهو الأسوة الحسنة الذي أوصى أصحابه بالاقتصاد من الدنيا، فكان أسبقهم إلى ذلك، يقول سلمان: (إن رسول الله e عهد إلينا عهداً أن يكون بُلغَةُ أحدنا من الدنيا كزاد الراكب).[1]

وحين غادر r الدنيا ماذا ترك لأهله منها؟

يجيب عمرو بن الحارث أخو أمِ المؤمنين جويرية فيقول: (ما ترك رسول الله e عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمَة ولا شيئاً؛ إلا بغلتَه البيضاء وسلاحَه، وأرضاً جعلها صدقة).[2]

ويروي الإمام أحمد أن النبي e مات ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير.[3]

وكما زهد النبي e عن الدنيا زمن حياته، فإنه لم يبتغ جر نفع من منافعها إلى أهله وذويه بعد موته ، فإنه e لا يبتغي أن يجر لأهله شيئاً من زخارفها، لذا قال e: ((لا نورّث، ما تركناه صدقة)).[4]

وهكذا فإنه يحق لنا أن نتساءل عن الكسب الدنيوي الذي جناه النبي e من نبوته، فإنه عاش عيشة المساكين التي تمناها ودعا الله بدوامها، فكان طعامه خشنُ الشعير، ورديءُ التمر، إذا ما تيسر له ذلك، وأما وساده وفراشه e فهما دليلٌ آخرُ على استعلاء النبي e على الدنيا التي هجرها e بإرادته واختياره.

وصدق فيه قول الشاعر:

وراودَته الجبال الشُّمُّ من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم





تواضع النبي e



[1] رواه أحمد ح (23199).


[2] رواه البخاري ح (2739).


[3] رواه أحمد ح (2719).


[4] رواه البخاري ح (3094)، ومسلم ح (1757).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:09 pm



ولقائل أن يقول: إن كثيرين قد يزهدون بالمال في سبيل الرفعة عند الناس، فما أعظمها من لذة أن يشير الناس إليه ببنانهم ، وأن يستبقوا إلى إجلال الزاهد وخدمته، فيكون له في ذلك ما يدعوه على الصبر على الحرمان والفاقة.

وهذا كله صحيح، فتلك نفوس رتعت بالكبر، وأحبت من الدنيا العلو فيها.

اما النبي r فقد جمع إلى الزهد التواضع للناس، ولم يمنعه من ذلك جلالة قدره عند الله ورفعة مكانته عند مولاه وعند المسلمين.

ولنفتح هذ ا السفر الخالد، ونقرأ فيه ما يحكيه لنا أبو رفاعة، فقد دخل المسجد والنبي e يخطب، فقال: يا رسول الله، رجل غريب، جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه.

قال أبو رفاعة: فأقبل عليّ رسول الله e، وترك خطبته، حتى انتهى إلي، فأُتي بكرسي حسِبتُ قوائمَه حديداً قال: فقعد عليه رسول الله e، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها.[1]

قال النووي: " وفيه تواضع النبي e ورفقه بالمسلمين, وشفقتُه عليهم, وخَفْضُ جناحِه لهم".[2]

وحين تلاحقه e نظرات الإعجاب من أصحابه، فتنساب على ألسنتهم عبارات الثناء الممزوجة بالحب، حينها كان r ينهاهم عن إطرائه والمبالغة في مدحه، فما فتئ لسانه يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم ، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)).[3]

ودخل عليه رجل فقال: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله e: ((يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )).[4]



[1] رواه مسلم ح (876).


[2] شرح النووي على صحيح مسلم (6/165).


[3] رواه البخاري ح (3445).


[4] رواه أحمد ح (12141).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:10 pm



وحين انطلق الصحابة إلى غزوة بدر، كانوا يتعاقبون، كلُّ ثلاثةِ نفرٍ على بعير، وكان صاحبا النبي e في الركوب عليٌّ وأبو لبابة.

قال ابن مسعود: وكان إذا كانت عُقْبَة النبي e [أي إذا انتهت مرحلة النبي في الركوب] قالا له: اركب حتى نمشي عنك. فيقول لهما e: ((ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكُما)). [1]

وحين شرع الصحابة في حفر الخندق لم يركن النبي r إلى منزلته بين أصحابه، ولم يترفع النبي e عن العمل معهم في الحفرِ ونقلِ التراب، يقول البراء بن مالك: كان النبي e ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، ولقد رأيته وارى الترابُ بياضَ بطنه يقول:

والله لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنـزِلَنْ سكيـنة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الأعداء قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبَـينا [2]

وكان r يمقت كل مظاهر الكِبْر والتميز عن الناس، ومنه كراهيته أن يقوم له أصحابُه، فقد كان يكره ذلك ويمنعهم منه، يقول أنس: (ما كان شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله e ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِما يعلمون من كراهيته لذلك).[3]

ومن كان هذا نعته فجدير أن يبغض وقوف أحد فوق رأسه كما يُفعل للملوك ، وهاهو e يصلي في مرض وفاته قاعداً، وصلى أصحابه وراءه قياماً..

يقول جابر: فالتفت إلينا، فرآنا قياماً ، فأشار إلينا، فقعدنا، فصلينا بصلاته قعوداً ، فلما سلم قال: ((إن كدتم آنفاً لتفعلون فِعل فارسَ والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا؛ ائتموا بأئمتكم، إن صلى قائماً فصلوا قياماً، وإن صلى قاعداً فصلوا قعوداً)). [4]



[1] رواه أحمد ح (3769).


[2] رواه البخاري ح (3034)، ومسلم (1803).


[3] رواه أحمد ح (11936)، والترمذي ح (2754)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.


[4] رواه مسلم ح (413).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:10 pm



وكان e يجيب دعوة الداعي، كائناً ما كان طعامُه، يقول e: (لو دعيتُ إلى كُراع لأجبتُ، ولو أهدي إليّ كُراعٌ لقبِلتُ).[1] والكُراع ما دون كعب الدابة.

قال ابن حجر: "وفي الحديث دليل على حُسنِ خلُقِه e ، وتواضُعِه وجبرِه لقلوب الناس".[2]

ورغم ازدحام وقته وشرف منزلته؛ فإنه e ما كان يأنف من كثير مما يأنف منه دهماء الناس، فضلاً عن أكابرهم، فما كان r يجد حرجاً أن يمشي في حاجة الضعفاء ويسعى في قضاء أمورهم ، يقول عبد الله بن أبي أوفى قال: (كان رسول الله e يكثِر الذكر، ويُقِل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصِّر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضيَ له الحاجة).[3]

ويحكي خادمه أنس بن مالك أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة فقال: ((يا أم فلان، انظري أيّ السكك شئت حتى أقضيَ لك حاجتَكِ)). قال أنس: فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها.[4]

لكن تواضعه e ما كان ليمنع هيبته في صدور الناس وهم يقفون بين يديه e، فقد أتاه رجل، فكلمه، فجعل الرجل ترْعَد فرائصُه، فقال له e: ((هون عليك، فإني لست بملكٍ، إنما أنا ابن امرأةٍ تأكل القديد)) [اللحم المجفف]. [5]

وتواضعه e ليس خلقاً يتزين به أمام الناس، بل هو خُلَّة شريفة لم تفارقه حتى وهو في بيته وبين أهله، فقد سُئلت عائشة: ما كان e يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)، وفي رواية لأحمد: (كان بشراً من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلِب شاته، ويخدِمُ نفسَه).[6]



[1] رواه البخاري ح (5178).


[2] فتح الباري (9/154).


[3] رواه النسائي ح (1414)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (5833).


[4] رواه مسلم ح (4293).


[5] رواه ابن ماجه ح (3312)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (2677).


[6] رواه البخاري ح (676)، وأحمد ح (25662).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:10 pm



ولقد خيره ربه بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملِكاً رسولاً ، فاختار أن يكون عبداً رسولاً ، فعن أبي هريرة t أن النبي e حكى عن ملك نزل إليه، فقال: يا محمد، أرسلني إليك ربُك قال: أفملِكاً نبياً يجعلُك أو عبداً رسولاً؟ فقال جبريل: تواضع لربك يا محمد. فقال عليه الصلاة والسلام: ((بل عبداً رسولاً)).[1]

تعبده لربه وخوفه منه

وإن من دلائل نبوته وأمارات صدقه e ما رأينا من تعبده لله تعالى وخشيته منه، ولو كان دعياً لما تعبد لله، ولما أتعب نفسه، ولا ألزمها ضروب العبادة التي قرحت رجليه، بل لكان صنع ما يصنعه سائر الأدعياء من مقارفة الشهوات واستحلال المحرمات ، فكل ما اشتهى الدعي أمراً صيره ديناً وشرعة.

ومن ذلك ما فعله مسيلمة الكذاب، فقد أحل لأتباعه الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة ، فتكاليف الشريعة لا يطيقها الأدعياء، لذا سرعان ما يتخلصون منها.

أما النبي e فكان أعبدَ الناس لله وأخوفَهم منه بما عرف من عظمته وقوته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي)).[2]

وشواهد خوف النبي e من الله وتعبده لله كثيرة، منها أن صاحبه أبا بكر رأى شيباً في شعره، فقال: يا رسول الله قد شِبت؟ فقال e: ((شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)) .[3]

قال الطيبي: "وذلك لما في هذه السور من أهوال يوم القيامة والمَثُلات النوازل بالأمم الماضية: أخذ مني مأخذه، حتى شبتُ قبل أوانه".[4] فالذي شيب رسول الله ما قرأه في هذه السور من الأهوال التي يرهبها الأتقياء العارفون بربهم، الذين قدروه حق قدره.

وتصف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وجَلَه e من ربه، فتقول: ما رأيت رسول الله e مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواتِه، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف



[1] رواه أحمد ح (7120)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (1002).


[2] رواه مسلم ح (1868).


[3] رواه الترمذي ح (3297)، وصححه الألباني ح (2627)


[4] تحفة الأحوذي (9/131).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:11 pm



ذلك في وجهه. فقلت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيتَه عُرف في وجهك الكراهية! فقال e: ((يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عُذِّب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: } هذا عارض ممطرنا { (الأحقاف: 24) )).[1]

وذات ليلة يرى النبي e في منامه أخبار الفتن وهو في بيت أم سلمة ، فيأمر أن تستيقظ نساؤه، وأن يقُمن لقيام الليل فزعاً وتعوذاً مما يأتي من الفتن ، تقول أم سلمة: فاستيقظ رسول الله e فزِعاً، يقول: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات، يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة)).[2]

وفي ليلة أخرى رآه بعض أزواجه وهو يتلوى في آخر الليل على فراشه، لا يجد الكرى إلى عينيه سبيلاً، فما الذي أرَّقه e؟

يجيبنا عبد الله بن عمرو، فيقول: كان رسول الله e نائماً، فوجد تمرة تحت جنبه، فأخذها فأكلها، ثم جعل يتضور من آخر الليل، وفزع لذلك بعض أزواجه فقال: ((إني وجدت تمرة تحت جنبي، فأكلتُها، فخشيتُ أن تكون من تمر الصدقة)).[3] إن الذي أرَّقَ النبي e خوَّفَه أن تكون التمرة التي أكلها من تمر الصدقة التي لا تحل له.

وأما عبادة النبي e لربه، فهي شاهد لا مراء في صدقه، فهي مما لا يصدر عن دعي يكذب على الله ويضل الناس باسمه، وحاشاه e أن يكون دعياً، فما من دعي يكذب على ربه ثم يجهد نفسه بالعبادة له.

تروي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حال النبي e في ليله، فتقول: كان النبي e يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلتُ له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال e: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟)). [4]



[1] رواه البخاري ح (4829)، ومسلم ح (899).


[2] رواه البخاري ح (1058).


[3] رواه أحمد ح (11400)، وابن ماجه (2201).


[4] رواه البخاري ح (4827)، ومسلم ح (2820).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:11 pm



وتصف عائشة رضي الله عنها صفة صلاته e، فتقول: (كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدرَ ما يقرأ أحدُكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة).[1]

ويصف عليٌّ t حاله e في يوم بدر حين تعب الصحابة وأسلموا أعينهم للنوم، فيقول: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله e تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح).[2]

وتكرر بكاؤه e وهو يتضرع بين يدي ربه ومولاه عارفاً قدرَه وراجياً فضله، يقول عبد الله بن الشِّخِّير t قال: (أتيتُ رسولَ الله e وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المِرْجَل [أي القِدر] من البكاء).[3]

لقد كان e كما وصفه ربه } إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه { (المزمل:20)، فهل سمعت الدنيا عن مدع للنبوة يقوم نصف ليله يتضرع لربه ويبكي بين يديه.

وأما صومه e ، فكان يداوم على صيام يومي الإثنين والخميس تقرباً إلى ربه وابتغاء رضاه، فعن أبي هريرة t أن رسول الله e قال: ((تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحِبُّ أن يعرض عملي وأنا صائم)) .[4]

ولم يكن صيامه هذا فحسب ، بل كان e يصوم الأيام المتتابعة ، يقول أنس t: (كان رسول الله e يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه شيئاً، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تَشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيتَه).[5]



[1] رواه البخاري ح (1123)، و مسلم ح (724)،


[2] رواه أحمد ح (1062).


[3] رواه النسائي ح (1199)، وأبو داود ح (769)، وأحمد ح (15722)، واللفظ له، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (1000).


[4] رواه الترمذي ح (678)، وابن ماجه ح (1730)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ح (1041).


[5] رواه البخاري ح (1141)، ومسلم ح (1158).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:12 pm



وما كان e يُفوِّتُ على نفسه أجر الصوم في أيام الصيف الهواجر، يبتغي في ذلك المحبة من ربه والزلفى إليه، يقول صاحبه أبو الدرداء t: (كنا مع رسول الله e في سفر، وإن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما منا صائم إلا رسولُ الله e وعبدُ الله بنُ رواحة).[1]

وبقي هذا حاله، لم يتوانَ عن عبادة ربه، حتى لبى نداء ربه، وهو في كل ذلك يمتثل: } واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { (الحجر: 99)، ولو كان دَعِيّاً لأراح نفسه وأحبابه من جهد القيام في الليل وتفطُرِ الأقدام، ومن الصيام في الهواجر، لكن هيهات، كيف يريح نفسه وربه يأمره: } فإذا فرغت فانصب % وإلى ربك فارغب {؟ (الشرح: 7-Cool.



[1] رواه أحمد ح (20707).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:13 pm



خاتمة

وبعدُ، فإن أمثال هذه البراهين شهدت لأنبياء الله من قبل بالنبوة، وأقامت للناس أعلاماً على صدقهم في دعواهم الرسالة، فقامت بهم حجة الله على خلقه، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى مَن حيّ عن بينة.

وما سقناه من دلائل نبوة نبينا r إنما هو غيض من فيض أنوار النبوة التي حباها الله نبيه r.

أوليس الصادق الأمين بنبي، وهو الذي ساق من الغيوب ما قارب الألف، مما أطلعه عليه ربه؟ أفيكذب في دعواه النبوة، ثم يطلعه الله على الغيوب التي يقيم بها حجته وبرهانه؟!

أوليس رسول الله وحبيبه ذاك الذي تفتح لدعواته أبواب السماء، ويجيب الله دعوته ولا يخيب رجاه؟!

هل يجادل عاقل في نبوة من خرق الله له نواميس الكون ليؤكد صدقه في دعواه النبوة والرسالة؟ فكثر الله ببركته r قليل الطعام والشراب، وشق له القمر في كبد السماء، وشفى بنفثه وريقه من شاء!

إنه النبي الذي بشر بمقدمه الأنبياء، فهو دعوة أبيه إبراهيم، وبشارة أخيه عيسى، هو النبي المتلألئ من فوق جبل فاران، والذي امتلأت الأرض من تسبيحه، فكان إسلام علماء أهل الكتاب صدى لذلك التسبيح ] ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب [ (الرعد: 43).

إن التبصر بحقيقة النبي r دفعت المنصفين - من غير المؤمنين به – للاعتراف له r بسبقه وفضله وعظمة شخصه وروعة مبادئه، ونقتبس من بين عشرات الشهادات المنصفة ما ننقله للقارئ الكريم.

يقول غوته في كتابه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي": "إننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد ... ولقد بحثتُ في التاريخ عن مثل أعلى لهذه الإنسانية، فوجدته في النبي محمد ... وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:13 pm



ويقول الشاعر الفرنسي لامارتين في كتابه "السفر إلى الشرق" : "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، ومن ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟!

إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي، هذه كلها تدل على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة . إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق".

وأما المؤرخ ول ديورانت فيقول في موسوعته "قصة الحضارة": "إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا: إن محمداً رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً واضحاً قوياً، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم".

وينبه الكونت كاتياني في كتابه "تاريخ الإسلام" إلى خصلتين من خصال النبي r يحاول البعض طمسهما، وهما المحبة والسلام، فيقول: "أليس الرسول جديراً بأن تقدَّم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام " .

ويقول المستشرق هيل في كتابه "حضارة العرب" : "لقد أخرج محمد للوجود أمة ، ومكن لعبادة الله في الأرض، ووضع أسس العدالة والمساواة الاجتماعية، وأحل النظام والتناسق والطاعة والعزة في أقوام لا تعرف غير الفوضى".

ويقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه "العرب" : "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله : ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [ كان محمد رحمة حقيقية ، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".

وآخر تلك الشهادات بتوقيع المؤرخ غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب"، حيث يقول: "إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم؛ كان محمد من أعظم من عرفهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:14 pm



التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمداً مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله..". [1]

نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن آمن به r، وأن يثبتنا على دينه، وأن يجعلنا ممن اقتفى أثر نبيه r، وأن يوردنا يوم القيامة حوضه، وأن يلحقنا به في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.



[1] انظر: قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل، ص (117-126)، وكتاب: ربحت محمداً ولم أخسر المسيح، عبد المعطي الدلالاتي، ص (109-110).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:14 pm



قائمة المصادر والمراجع

· أعلام النبوة، أبو الحسن علي الماوردي، ط1، دار الكتاب العربي، بيروت، 1407هـ.

· إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب ابن قيم الجوزية، تحقيق : محمد حامد الفقي، ط2 ، دار المعرفة ، بيروت، 1395هـ.

· إنه الحق، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في رابطة العالم الإسلامي، ط3، 1420هـ.

· البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي ، مكتبة المعارف ، بيروت.

· تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

· الجامع الصحيح (سنن الترمذي)، محمد بن سورة الترمذي، تحقيق: أحمد شاكر، المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة.

· دلائل النبوة، سعيد عبد القادر باشنفر، ط1، دار ابن حزم، 1424هـ.

· ربحت محمداً ولم أخسر المسيح، عبد المعطي الدلالاتي، ط1، مؤسسة الرسالة 2003م.

· السلسلة الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف ، الرياض.

· سنن ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، بيت الأفكار الدولية، عمان.

· سنن النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق : عبد الفتاح أبو غدة، ط2، مكتب المطبوعات الإسلامية ، حلب، 1406هـ.

· شرح النووي على صحيح مسلم، يحيى بن شرف النووي، ط1 ، عالم الكتب، الرياض، 1424هـ.

· شعب الإيمان ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410هـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:14 pm



· الشفا بتعريف حقوق المصطفى، أبو الفضل عياض اليحصبي، دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1409هـ.

· صحيح الترغيب والترهيب، محمد ناصر الدين الألباني، ط5، مكتبة المعارف ، الرياض.

· الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري، د.عبد المحسن بن زبن المطيري (رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية العلوم جامعة القاهرة).

· عمدة القاري، بدر الدين العيني، دار الفكر.

· عون المعبود شرح سنن أبي داود، أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، ط2 ، دار الكتب العلمية ، بيروت، 1415هـ.

· فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، ط2، دار الريان للتراث، القاهرة، 1407هـ.

· قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل، طبع الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

· مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، دار الفكر، بيروت ،1412 هـ.

· المستدرك على الصحيحين، أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا، ط1، دار الكتب العلمية ، بيروت، 1411هـ.

· المسند، أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني، دار إحياء التراث العربي، 1991م.

· مشكاة المصابيح، محمد الخطيب التبريزي، تحقيق: محمد ناصر الألباني، ط3، المكتب الإسلامي، بيروت، 1405هـ.

· المصنف، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي، ط2، المكتب الإسلامي ، بيروت، 1403هـ.

· المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي، ط2، مكتبة العلوم والحكم ، الموصل، 1404هـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:24 pm


فهرست الموضوعات
[right]

الموضوع

الصفحة

مقدمة


إخباره صلى الله عليه وسلم بغيوب تحققت في حياته e


إخباره r بالغيوب المستقبلة التي تحققت بعد وفاته


إخباره صلى الله عليه وسلم بكيفية ومكان وفاة بعض معاصريه


إخباره e بأخبار الفتن


إخباره صلى الله عليه وسلم بفتوح أمته للبلدان


إخباره صلى الله عليه وسلم بأخبار آخر الزمان وعلامات الساعة

[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود
عضو ماسي
عضو ماسي
محمود


ذكر
عدد الرسائل : 3282
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Vbfs2
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 22/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 11:25 pm



المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم


تكثير الطعام والشراب والوضوء ببركة النبي r


شفاء المرضى بنفثه وريقه e


استجابة الله دعاءه r


حماية الله لنبيه e


دلالة القرآن الكريم على نبوته r


شهادات الكتب السابقة وأتباعها بالنبي r


دلالة أخلاقه وأحواله e على نبوته


خاتمة


المصادر والمراجع


فهرست الموضوعات



النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو حسين
مشرف
مشرف
ابو حسين


عدد الرسائل : 2613
الاوسمة : كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Mosamem
السٌّمعَة : 0
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 09/10/2007

كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب دلائل النبوة   كتاب دلائل النبوة - صفحة 6 I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 08, 2008 12:14 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على المشاركة الجميلة والمفيده
نرجو تزويدنا بابداعك
مع تحيــــــــــــــــــات
ابو حسين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب دلائل النبوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
 مواضيع مماثلة
-
» شواهد النبوة من عالم الجماد والحيوان
» كتاب English vocabulary in use
» كتاب جمالك بدون ماكياج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامي :: نور على نور-
انتقل الى: